الخميس، 23 شوال 1445 ، 02 مايو 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

اقتداءً بسنة النبي ﷺ.. تعرف على أحكام وآداب صلاة العيد

صلاة-العيد-799x532
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - فريق التحرير:

للمسلمين عيدان، شرع الله تعالى الاحتفال بهما، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى، ويسن أداء الصلاة فيهما بعد شروق الشمس، وهناك الكثير من الأحكام المتعلقة بهما.

حكم صلاة العيد

اضافة اعلان

صلاة العيد فرض كفاية عند الحنابلة، وعند أبي حنيفة ورواية عن أحمد: أنها واجبة، وهذا قول ابن تيمية وابن القيم واختيار السعدي وابن باز وابن عثيمين.

ودليلهم على وجوب صلاة العيد لكونه صلى الله عليه وسلم أمر بخروج النساء وهن لسن من أهل الوجوب، وقيل إن صلاة العيد سنة وهو رأي الجمهور.

وقت صلاة العيد

يدخل وقت صلاة العيد بعد ارتفاع الشمس قدر رمح، وحدده العلماء بزوال حمرتها، وينتهي وقتها بزوال الشمس.

فإن لم يعلم بالعيد إلا بعد الزوال، صليت في اليوم التالي قضاءً؛ لما روى أبو عمير بن أنس عن عمومة له من الأنصار؛ قالوا: "غُم علينا هلال شوال، فأصبحنا صيامًا، فجاء ركب في آخر النهار، فشهدوا أنهم رأوا الهلال بالأمس، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس أن يفطروا من يومهم، وأن يخرجوا غدًا لعيدهم" رواه أحمد أبو داود والدارقطني وحسنه، وصححه جماعة من الحفاظ.

ويُسن تقديم صلاة الأضحى للتعجيل بذبح الأضحية، وتأخير صلاة الفطر؛ حتى يتسنى توزيع زكاة الفطر.

روى الشافعي مرسلاً "أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى عمرو بن حزم: أن عَجِّل الأضحى، وأَخِّر الفطر، وذَكِّر الناس".

التكبير في العيد

ويسن في العيدين التكبير المطلق، وهو الذي لا يتقيد بوقت، يرفع به صوته، إلا الأنثى؛ فلا تجهر به.

ويكبر في ليلتي العيدين، وفي كل عشر ذي الحجة؛ لقوله تعالى: (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ) ويجهر به في البيوت والأسواق والمساجد وفي كل موضع يجوز فيه ذكر الله تعالى.

ويجهر به في الخروج إلى المصلى؛ لما أخرجه الدارقطني وغيره عن ابن عمر؛ أنه كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى؛ يجهر بالتكبير، حتى يأتي المصلى، ثم يكبر حتى يأتي الإمام وفي الصحيح: كنا نؤمر بإخراج الحيض، فيكبرن بتكبيرهم ولمسلم: يكبرن مع الناس فهو مستحب لما فيه من إظهار شعائر الإسلام.

وصفة التكبير أن يقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

ويستحب أن يتبادل الناس تهنئة بعضهم بعضًا؛ "تقبل الله منا ومنك". قال شيخ الإسلام ابن تيمية: قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه، ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره اهـ.

عدد ركعات صلاة العيد

وصلاة العيد ركعتان قبل الخطبة، لقول ابن عمر رضى الله عنهما: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان يصلون العيدين قبل الخطبة) متفق عليه.

وحكمة تأخير الخطبة عن صلاة العيد وتقديمها على صلاة الجمعة أن خطبة الجمعة شرط للصلاة، والشرط مقدم على المشروط، بخلاف خطبة العيد؛ فإنها سنة.

وصلاة العيدين ركعتان بإجماع المسلمين، وفي الصحيحين وغيرهما عن ابن عباس؛ (أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم الفطر، فصلى ركعتين لم يصل قبلهما ولا بعدهما).

وقال عمر: (صلاة الفطر والأضحى ركعتان، تمام غير قصر، على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم، وقد خاب من افترى) رواه أحمد وغيره.

شرط صلاة العيد

يشترط لصلاة العيد الاستيطان؛ وهو الاستقرار في البلد، فلا تشرع صلاة العيد في حق مسافرين أو من كان غير مستوطن مكان معين كالبدو الرحل.

والنبي صلى الله عليه وسلم وافق العيد في حجته، ولم يصلها، وكذلك خلفاؤه من بعده.

أكل تمرات قبل صلاة عيد الفطر

ويسن أكل تمرات قبل الخروج لصلاة عيد الفطر، وتأخير الأكل في عيد الأضحى للأكل من أضحيته لحديث أنس "كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات" رواه البخاري.

ولحديث "... ولا يطعم يوم الأضحى حتى يصلي" رواه أحمد والترمذي وصححه ابن حبان، وقال أهل العلماء وهذا الحديث إسناده حسن.

اقرأ أيضًا:

هل تكفي صلاة العيد عن “الجمعة”؟.. “الخثلان” يُجيب

مكان صلاة العيد

يسن صلاة العيد في صحراء قريبة من البلد، وتكره في الجامع بلا عذر كمطر وبرد ونحوه؛ لحديث ضعفه أهل العلم؛ لكن عملوا به.

واستثنى الجمهور مكة، وكذا المسجد النبوي؛ لفضلهما وسعتهما وكثرة قاصديها من غير أهلها.

ويجوز تعدد أماكن صلاة العيد لكثرة الناس أو وجود الضعفة في الأحياء ونحو ذلك، قال ابن عثيمين: "لكن ما زال الناس من قديم الزمان يصلون العيد في المسجد النبوي".

التبكير في الخروج للصلاة

ويسن التبكير في الخروج لصلاة العيد؛ ليتمكن من الدنو من الإمام، وتحصل له فضيلة انتظار الصلاة.

ويسن التكبير في طريقه إلى المصلى وحتى يخرج الإمام للصلاة، فقد كان ابن عمر رضي الله عنه إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجهر بالتكبير حتى يأتي المصلى ثم يكبر حتى يأتي الإمام، رواه الدارقطني والبيهقي وقال الألباني هذا إسناد جيد.

ويسن أن يتجمل المسلم لصلاة العيد بلبس أحسن الثياب، لحديث جابر: كانت للنبي صلى الله عليه وسلم حلة يلبسها في العيدين ويوم الجمعة رواه ابن خزيمة في صحيحه، وعن ابن عمر أنه كان يلبس في العيدين أحسن ثيابه رواه البيهقي بإسناد جيد.

كيف تؤدى صلاة العيد؟

وصلاة العيدين ركعتان، يكبر في الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام والاستفتاح وقبل التعوذ والقراءة ست تكبيرات.

ويكبر في الركعة الثانية قبل القراءة خمس تكبيرات غير تكبيرة الانتقال؛ لما روى أحمد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده "أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر في عيد ثنتي عشرة تكبيرة، سبعًا في الأولى، وخمسا في الآخرة" وإسناده حسن.

ويسن للإمام القراءة للفاتحة وما بعدها جهرًا في الركعة الأولى "سبح" وفي الثانية بـ"الغاشية"، وجاء أنه قرأ بـ" ق والقرآن المجيد "، وفي الثانية بــ" اقتربت الساعة".

قال ابن القيم: وهكذا كانت قراءته صلى الله عليه وآله وسلم في المجامع الكبار كالأعياد ونحوها بالسور المشتملة على التوحيد والمبدأ والمعاد، وقصص الأنبياء مع أممهم ...".

التنفل لصلاة العيد

قال الفقهاء: ويكره التنفل وقضاء فائتة قبل صلاة العيد وبعدها في مصلى العيد لحديث "خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم العيد فصلى ركعتين ولم يصل قبلهما ولا بعدهما" متفق عليه.

قال ابن حجر: والحاصل: صلاة العيدين لم يثبت له سنة قبلها ولا بعدها خلافا لم قاسها على الجمعة، وأما مطلق النفل فلم يثبت فيه منع بدليل خاص إلا إن كان ذلك في وقت الكراهة الذي في جميع الأيام .أ.هـ.

ويستثنى من ذلك تحية المسجد في مسجد جماعة تقام فيه صلاة العيد، فهي تشرع حتى في أوقات النهي لأنها من ذوات الأسباب.

اقرأ أيضًا:

الاكتفاء بإقامة صلاة العيد في الجوامع وعدم إقامتها في المصليات المكشوفة لسقوط الأمطار

صفة خطبة العيد

إذا سلم الإمام من الصلاة؛ خطب خطبتين، يجلس بينهما؛ لما روى عبيد الله بن عبيد الله بن عتبة؛ قال: (السنة أن يخطب الإمام في العيدين خطبتين، يفصل بينهما بجلوس) رواه الشافعي..

ولابن ماجه عن جابر: (خطب قائمًا، ثم قعد قعدة، ثم قام) وفي الصحيح وغيره: (بدأ بالصلاة، ثم قام متوكئا على بلال، فأمر بتقوى الله، وحث على طاعته...الحديث).

وفي خطبة عيد الفطر يحث الخطيب على الصدقة عمومًا، وفي خطبة عيد الأضحى يحث الخطيب على الأضحية وبيان فضلها وأحكامها. وحضور خطبة العيدين سنة ولست بواجبة.

حضور النساء لصلاة العيد

وينبغي حضور النساء لصلاة العيد، فيُسن لها حضورها غير متطيبة ولا لابسة لثياب زينة أو شهرة؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: وليخرجن تفلات، ويعتزلن الرجال، ويعتزل الحُيَّض المصلى.

قالت أم عطية رضي الله عنها: "كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد، حتى تخرج البكر من خدرها، وحتى تخرج الحيض، فيكن خلف الناس، فيكبرن بتكبيرهم، ويدعون بدعائهم؛ يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته".

الاغتسال ولبس الثياب الجميلة

أخرج مالك في موطئه عن نافع: "أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى". قال ابن القيم: "ثبت عن ابن عمر مع شدة اتباعه للسنة أنه كان يغتسل يوم العيد قبل خروجه". وثبت عنه أيضًا لبس أحسن الثياب للعيدين.

الخروج إلى الصلاة ماشيًا

من السنة أن يخرج المسلم إلى العيد ماشيًا، أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن، والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم، يستحبون أن يخرج الرجل إلى العيد ماشياً، وألا يركب إلا من عذر [صحيح سنن الترمذي].

العودة من الطريق غير الذي ذهب منه، لحديث جابر قال: كان النبي إذا كان يوم عيد خالف الطريق، أخرجه البخاري.

من صلّى العيد لم تجب عليه صلاة الجمعة

لحديث ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله قال: اجتمع عيدان في يومكم هذا، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون إنشاء الله [صحيح سنن أبي داود].

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook