الثلاثاء، 06 ذو القعدة 1445 ، 14 مايو 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

تسمية الوقائع التاريخية 2

شاهد .. فرحة عارمة من أطفال مدرسة بإلغاء الكمامة - - (online-video-cutter.com)
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تكلمنا في المرة السابقة عن عدم معرفة عرب الجاهلية للقراءة ولا الكتابة؛ مما اضطرهم إلى تسمية السنين بأسماء مناسباتها التي تساعدهم على معرفة التاريخ؛ فأرخوا بالأحداث الشهيرة، حتى صار ذلك أمرًا دارجًا في الجاهلية، واستمرت تلك العادة.

اضافة اعلان

وبنظرة إلى جزيرة العرب خصوصًا في نجد والجزيرة العربية، نجد أن تسمية السنوات بالأحداث الشهيرة أمرًا معتادًا، غير أن التسمية غالبًا ما تكون مقتصرة مكانيًا على منطقة حدوث الواقعة والحدث، أو على القبيلة بذاتها التي عاينت ذاك الحدث أو تلك الواقعة، وربما تشيع التسمية إن كان الحدث شهيرًا وجسيمًا.

وإطلاق هذه التسميات على السنين غالبًا ما يكون بسبب القحط والجوع، أو الخصب وكثرة الأمطار، أو الحروب، أو الأمراض، أو بسبب حادثة غريبة غير مألوفة.

وشهدت سنوات عدة، غزو أسراب الجراد، منها سنتي 1307هـ و1325هـ، أما غزو الجراد الأكبر فكان سنة 1349هـ، فغزت أسراب الجراد منطقة القصيم، وتكرر ذلك سنة 1364هـ، حيث فتك الجراد بمعظم المحاصيل ولوثت المياه ببيضه؛ فسُمِّيت بـ «سنة الدبا والجراد» أو «سنة الجردان».

وفي سنة 1327هـ، عمَّ الجوع مناطق نجد، وقلَّت المؤن، وارتفعت الأسعار، وتوفي كثيرٌ من الناس، أغلبهم من الأطفال، واضطر الناس إلى تناول الأعشاب الجافة والجلود وسُمِّيت بـ «سنة الجُوعْ» .

أما السنة التي سُمِّيت بـ «سنة الحصبة»، فهي سنة 1330هـ، حيث أصيب الأطفال في أعوامهم الأولى بالحصبة، وانتشرت على نطاق واسع، فلم يكن هناك تطعيمات ضده.

وفي 1337هـ، انتشر وباء «الكوليرا» في نجد، فأصيب الناس بارتفاع شديد في درجة الحرارة، وتوفي عدد كبير منهم نتيجة عدم وجود علاجٍ، وترحم الناس على موتاهم، وتفاءلوا برحمة الله؛ فسُمِّيت بـ «سنة السخونة» أو «سنة الرّحْمَة»

وانتشر الجرب سنة 1340هـ، في مختلف المناطق، خاصة في نجد، ولم يكن له علاج أو تطعيم متوفر، فتوفي عدد كبير من الناس؛ فسُمِّيت بـ «سنة الجرب»

وايضا من هذا الأحداث المعركة التي حدثت عام 1347هـ، بين مملكة الحجاز ونجد، بقيادة الملك المؤسس عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله - وقوات البدو التي سمت بـ «الإخوان»، وهم البدو الذين تركوا حياة البادية، واستقروا في الهجر بقيادة فيصل الدويش وسلطان الدين بن بجاد بن حميد في روضة السبلة، والتي وقعت لرغبة الملك المؤسس عبدالعزيز في تحقيق إصلاحات، تعمل على حداثة البلاد، فيما عارض «الإخوان» ذلك، واستمروا في غزو القبائل العراقية، فكانت الحرب الخيار الوحيد أمام الملك عبدالعزيز؛ فانتهت المعركة بانتصار الملك عبدالعزيز؛ فسمي العام بـ «سنة السّبَلَة».

ولم تقطع تلك الحرب دابر الفتنة، واستمر نشاط «الإخوان» في الحدود المتاخمة للأراضي السعودية، فزحف إليهم الملك المؤسس عبد العزيز بجيشه سنة 1348هـ، مخترقًا الدهناء والصمان ليصل إلى الحدود الشمالية ويقضي عليهم؛ فنسبة إلى الموقع الجغرافي الذي حصلت فيه تلك الأحداث سُمِّيت بـ «سنة الدبدبة».

وانتشر في سنة 1358هـ مرض الجدري، فتوفي عدد كبير من المصابين، ومنهم مَن فقدَ البصر على إثره؛ فسُمِّيت بـ «سنة الجدري»

أما «سنة الغبار» هي سنة 1361هـ، حيث هبت الرياح محمَّلة بغبار لونه أحمرَ على مناطق عديدة، فحجب الشمس طوال أيام.

وفي سنة 1376هـ، أغرقت الأمطار منطقة نجد، واستمر هطولها 58 يومًا، ففاضت الأودية، وحاصرت السيول البيوت الطينية، فهرب الناس من البيوت والقرى وتوجهوا إلى الأماكن المرتفعة؛ «سنة الغرفة وطوفان نجد الكبير» أو «سنة الهدام».

واستيقظ سكان الرياض سنة 1392ه، على تساقط الثلوج بعد أمطار غزيرة استمرت ثلاثة أيام متواصلة، وحدَّ من مستوى الرؤية ضباب كثيف، وسقطت الثلوج التي بلغ مستوى سماكتها في الدرعية 20 سم؛ فسُمِّيت بـ «سنة الثلج»

وفي غرة المحرم سنة 1400هـ، دخل «جهيمان» عند صلاة الفجر المسجد الحرام، وقدم صهره محمد بن عبدالله القحطاني على أنه المهدي المنتظر، وطلب من جموع الناس مبايعته، فبقي الجميع محاصرًا طوال أيام، حتى تمكَّنت قوات الأمن من اقتحام المسجد، وتحرير الناس، والقبض على جهيمان وجماعته، وقد حُكِّم عليهم بالإعدام؛ فسميت «سنة جهيمان».

وفي سنة 1408 سمية حرب الخليج الأولى حين بدأت حرب العراق وإيران، وانتصر بها العراق

وفي سنة 1411 هـ سميت حرب الخليج الثانية، حين غز صدام حسين رئيس العراق آنذاك دولة الكويت. وتم تحرير دولة الكويت بعد حوالي ثمان أشهر على يد قوات التحالف الدولي.

خالد بن هزيل الدبوس الشراري

 

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook