تواصل – تقرير:
حراسات أمنية.. ممنوع الدخول.. عبارات ربما توحي إلى حدٍ كبير بوضع فئة من الحجاج، أبت لثرائها الفاحش، إلا أن تتمتع بخدمات وإمكانات لا تتاح لغيرهم بما يفسد - بحسب كثيرين - تمتعهم بروحانيات تلك الشعيرة.
"VIP" أو "شخص مهم جداً".. كلمة السر في التعريف بهذا النوع من الخدمات التي تقدم لحجاج الـ"hi life"، فلا يمكن لشخص عادي أن يحظى بها.
البداية تأتي من تخصيص وزارة الحج للمواقع المميزة بمشعر منى، ومحطة قطار المشاعر لشركات حجاج الداخل، التي تلجأ لتطبيق معايير ودرجات تحددها الوزارة، لتضمن الحصول على الدرجة الكاملة في ذلك التصنيف، وتحتل به تلك المواقع المميزة بمشعر منى التي تطل على جسر الجمرات.
ويأت كل عام ليحمل شواهد وأوصاف لمخيمات الفئة (أ) بمشعر منى، والتي تقع أمام جسر الجمرات مباشرة، حيث يتم منع غير المقيمين بالمخيمات من الدخول، وتوضع حراسة أمنية مشددة على مداخلها؛ لتوفير الراحة والهدوء لهذه الفئة من الحجاج.
خدمة 7 نجوم
يقول أصحاب إحدى الشركات: إن أسعار مخيمات الـ"VIP" تصل إلى 350 ألف ريال للفرد في حدها الأعلى، فيما تتراوح عند 120 ألفاً في الحد الأدنى.وتوفر الشركات في هذه الخدمة لكل حاج خيمة خاصة، تغطى أرضياتها بأفخم أنواع السيراميك، وبها دورة مياه خاصة، وحوض استحمام، فضلاً عن بوفيه مفتوح للوجبات الثلاث يومياً، وكذلك توفير جميع العصائر بأنواعها على مدار الساعة، بخلاف شاشات التلفاز، وخدمات الإنترنت عالية السرعة.
وعلى مستوى آخر من الرفاهية، توفر الشركات لحجاج تلك الفئة خدمة التنقلات بعربات الجولف إلى محطات قطار المشاعر؛ لنقلهم إلى عرفات ومزدلفة، وأخرى لنقلهم إلى جسر الجمرات، وعديد من الخدمات الأخرى أبرزها توفير الحصوات لرمي الجمرات كل يوم من أيام التشريق، وغسيل وكي الملابس.
وأشار مالك بن خالد، صاحب شركة، إلى أن 30% من شركات ومؤسسات حجاج الداخل تعمل في مجال الحج الفاخر، إلا أن تلك المؤسسات لا تعلن عن هذه الخدمات لأسباب كثيرة، أبرزها عدم الدخول في مناوشات، أو حدوث اعتراضات من وزارة الحج.
أما أبرز العملاء الذين يتعاملون معهم، كشف أن بعضهم من رجال الأعمال، ولاعبي كرة القدم من المشاهير، وأبناء كبار المسؤولين.
معارضة رسمية
من جانبه، قال مسؤول في وزارة الحج: إن الوزارة لم تضع أسعاراً معينة للحملات بخلاف حملات حج منخفض التكلفة، مشيراً إلى أن أسعار الحملات تتحكم بها الخدمات الخاصة المقدمة من الشركة، وليست مساحات المخيمات التي تعطى لها.وأكد المسؤول أن وزارة الحج لا تحارب حملات حج الـ"VIP"، لكنها لا تؤيدها، مضيفاً أن من أهداف الحج السامية الخروج عما تألف، فلا بد على الحاج أن يشعر بالروحانية والتلذذ بالقدوم لعبادة لله، وهذه لا تجتمع مع الترفيه الذي يوجد في تلك الحملات.
وشدد دليل الإجراءات التنظيمية لشركات ومؤسسات حجاج الداخل، على ضرورة الابتعاد عن استخدام العبارات الدالة على برامج الخدمات الخاصة، وخدمات كبار الشخصيات VIP، والصور الدالة على ذلك، في الإعلانات الترويجية لشركات حجاج الداخل.
