الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الكاتبة ريم العاطف: الأميرة بسمة فشلت في نقل الصورة الصادقة للمملكة في حديثها مع الـ bbc

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل – خاص:
أكدت الكاتبة ريم سعيد آل عاطف في مقالة لها  بعنوان (تلك أمنياتك يا بسمة.. وهذه أمنياتي!) أنها ضد أن تأخذ امرأة زمام المبادرة للحديث باسم ملايين السعوديات! ثم تفشل فشلاً ذريعاً في نقل صورة صادقة وواقعية.. دون أن تسقط في بؤر الإساءة والتشويه، والانتصار للذات بتغليب آرائها ومصالحها الشخصية على المصالح العامة.اضافة اعلان
وانتقدت الكاتبة أمنيات الأميرة بسمة بنت سعود التي تتمنى أن تراها في المملكة وذلك في حوارها مع قناة الـ «BBC»، وكانت هذه الأمنيات «الدستور، وإصلاح النظام التعليمي، والخدمات الاجتماعية، وحقوق المرأة».
وأكدت الكاتبة أن الأمير قد أفسدت هذه النقاط الخمس حيث أفرغتها من معانيها العظيمة الشمولية، وسطّحتها وحصرتها في مسائل هامشية ضيقة إن لم يكن بعضها غير صحيح بالكلّية.
وقالت الكاتبة بأسلوب استنكاري عن أي مملكة تريد الأميرة أن تُمنح المرأة فيها الحق في طلب الطلاق حتى لأبسط الأسباب»، وإسقاط المحرم كمرافق لأنّه «يقلّل من شأن المرأة التي كانت في عهد النبي محمد تصطحب رجلاً من العائلة لمرافقتها في التنقل، ففي تلك الأيام كانت المملكة صحراء مليئة بقُطاع الطرق»!!
وبخصوص حديث الأميرة عن إصلاح التعليم أكدت الكاتبة أنها تجاهلت تماماً كل مشكلات التعليم الحقيقية، ووجهت نقدها لتدريس الفقه والتفسير في المدارس، وحرمان الفتيات من الرياضة، ثم هاجمت المناهج، لأنها -بحسب زعمها- تربّي الأطفال على أن المرأة أقل من الرجل. وقالت آل عاطف أن الأميرة أخذت في التضليل واللمز والطعن ببعض الأحاديث الصحيحة بقولها: «المناهج محتواها خطير للغاية، فهي تعلّم أن المرأة لو كان قدر لها أن تعبد أحداً غير الله لكان هذا هو زوجها، وأن الملائكة ستلعنها إذا لم تكن خاضعة لاحتياجات زوجها».
واعتبرت الكاتبة أن الأميرة كانت مبالغة في حديثها عن الخدمات الاجتماعية حيث اختصرت ملاحظاتها ومطالبها على قضية العنف ضد المرأة، وأن «وزارة الشؤون الاجتماعية تتساهل في ذلك، وأن العنف أدى لانتحار المتعلمات والطبيبات والعالمات السعوديات»، وقال آل عاطف أن (كل ما أعرفه أننا فجعنا هذه الأعوام بعدة أولاد ورجال تم قتلهم وتقطيع أجسادهم بأيد ناعمة! وآخرين انتحروا حين حُرموا الوظائف والحياة الكريمة).

ووجهت الكاتبة ريم آل عاطف رسالة للأميرة بسمة قالت لها فيها :(أتمنى لبلادي التي تعلن أن كتاب الله دستورها، أن تحتكم فعلاً لشرع الله وتطبّقه في كافة شؤونها الداخلية والخارجية، تطبيقاً صحيحاً راسخاً لقيم الحرية والعدل والمساواة، وأن تعود بلادي لتقدير قيمتها ووزنها، وتحمُّل مسؤولياتها الدينية والسياسية تجاه قضايا أمتنا الإسلامية. وأن يُحمى جناب العقيدة والأخلاق في الداخل، ثم يُسدّ الباب في وجه أي تدخل خارجي لفرض التغيير الذي يرفضه أبناء هذا الوطن مما يتعارض مع دينهم وثقافتهم.
أتمنى لبلادي أن يتولى المناصب فيها كل قوي أمين، وأن يُدرك الحاكم والمحكوم فضل العلماء ودورهم، فيُمنح الصالحون الأتقياء الثقات من أهل العلم الشرعي حق أداء مهامهم الدعوية والإصلاحية دون تضييق أو تهديد أو قيود.
أتمنى لوطني أن يقف الأمير والوزير والمسؤول سواءً أمام المساءلة والقانون كحال أي مواطن، وأن تتحقق العدالة والنزاهة في توزيع ثروات البلد.
مع تفعيل دور هيئة مكافحة الفساد وإطلاق يدها في المراقبة والمحاسبة ومنحها الصلاحيات الواسعة لكشف وملاحقة سرّاق المال العام من عِلية القوم وخاصتهم قبل العامة، لا أن تنشغل بآلاف الريالات المفقودة عن مئات الملايين المنهوبة!.
أتمنى تطوير خدمات البنية التحتية. وأن يتوفر لكل مواطن سعودي تعليم راقٍ بناء، ورعاية طبية وصحية متكاملة، ومسكن مناسب. أتمنى قضاءً قوياً مستقلاً وإعلاماً يرتكز على الثوابت ويحترم المهنية وأمانة الرسالة.
أتمنى أن تجتمع الجهود وتنصرف الهمم إلى المطالبة بمشاريع النهضة الصناعية والتقنية، وتشجيع الإبداع والبحث العلمي، بدلاً من تشتيت الطاقات بين خطط الإفساد وواجب المدافعة.
أتمنى أن تعي بلادي خطر وحساسية ملف قضايا الشباب، فتوليهم اهتمامها الأكبر فتبنيهم وتحميهم وتهيئ لهم أحسن فرص التعليم والعمل والتدريب والتأهيل، ومساعدتهم على الزواج والاستقرار، وتوفير فعاليات التثقيف والترفيه الهادفة.
أتمنى إعلاء وترسيخ ثقافة الحقوق عبر المناهج الدراسية والإعلام والمنابر الدينية. فوعي الفرد بحقوقه وواجباته طريقنا لرفع المظالم، وإرساء الأمن، والعلاقات السوية المتينة.
وأخيراً أتمنى للمرأة أن تنال كافة حقوقها الشرعية والأساسية، وأهمها حقها في الكرامة والتعامل الإنساني النبيل، والتعليم والعمل الآمن المراعي لخصائصها وتكوينها، ودفع الظلم عنها، مع سنّ وتفعيل قوانين وآليات تمكنها من الحصول على تلك الحقوق وتسريع قضاياها العالقة في المحاكم.
هذا -يا سمو الأميرة- غيضٌ من فيض من بعض أمنياتي التي أتمنى أن تتغير وتتحقق في بلادي. وهذا هو مفهومي للإصلاح الحقيقي.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook