الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

البحث العلمي .. بوابة العلوم وشغف العقول !

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

     يُعتبر البحث العلمي من أهم ميادين المعرفة، إن لم يكن أهمها ذلك أنه يمثل أحد أهم نوافذ التعلم المفتوحة، وأداة تثقيف عالية الجودة، وعامل مهم في العملية التنموية للبلاد. لاسيما ونحن نستشرف تحقق الأهداف الاستراتيجية لرؤية السعودية 2030 والتي من أهم تطلعاتها القادمة هو بناء القدرات الوطنية لصناعة تلك الرؤية الطموحة.

اضافة اعلان

     كما أننا نعلم أن البحث العلمي أحد الأدوار الرئيسة للجامعات، لذا فهي توليه أهمية كبيرة. لكن ماذا عن التعليم العام؟ هل البحث العلمي أحد أهم أدوارها كما الجامعات؟ أم تبويب جانبي في أحد المقررات يعود تفعيله بالصورة الصحيحة إلى مستوى اطلاع المعلم بالبحث العلمي، والوقت المخصص للمادة. في اتجاه آخر نعم يوجد اهتمام ملحوظ بالبحث العلمي من قبل الإدارة العامة للنشاط الطلابي في وزارة التعليم من خلال تضمين خطتها التشغيلية برنامج وزاري تحت مسمى "المؤتمر العلمي بقيادة الطلبة". ليكون عامنا الدراسي هذا 1439هـ قد وصل لدورته الحادية عشرة، حيث ستشهد الأيام القادمة جهوداً ضخمة تتمثل في استخلاص نتائج تصفياته الأخيرة.

     والعاملون على مراحل هذا المشروع من مشرفين ومشرفات ومعلمين ومعلمات يشهدون بأن للبحث العلمي الطلابي وعلى مدى (11) دورة ثماراً ملموسة، وتقدماً علمياً في المكتسبات.  فمخرجاته قوية من ناحية الثراء العلمي للطلبة المشاركين –الباحثين والباحثات- ومهارات شخصية، وبحثية يتم تدريبهم عليها قبل البحث مع متابعة من المشرف على البحث في كل خطوات البحث. لنا أن نتخيل الطلبة الباحثين وكمَ المهارات الشخصية والبحثية وغيرها من المهارات التي تُكتسب من خلال محاكاة الباحثين وكثرة الاطلاع وامتلاك مهارات الباحث العلمي. لنا أن نتخيل الباحث العلمي الصغير المشارك وهو يعتز بالعربية أثناء إلقاء ملخص بحثه أمام جمهور كبير بينهم المختصين في البحث العلمي ويدلي بدلوه في عجلة التنمية في المملكة العربية السعودية التي لا تنهض إلا بسواعد أبنائها وعلو همتهم ووطنية طموحاتهم.

    إن مسابقة البحث العلمي جهد جميل ومميز تُشكر كل الجهات القائمة عليه، لكن ماذا لو كان البحث العلمي أحد المقررات الدراسية الإلزامية. أساسيات البحث العلمي يجب أن تُبنى من المحضن الأول للعلم المدارس منذ مراحل التعليم الأولى بتعريفهم بمصطلحات البحث العلمي، واستثمار شغف الاكتشاف لدى الصغار. ثم بتكامل المعرفة مرحلة بعد أخرى لبناء جيل المعرفة. ولتعزيز الدور الوطني المرتقب من ذلك الجيل.

     نحتاج نظام بحث علمي متكامل في مدارسنا بداية من معلم ملمَ بأساسيات البحث العلمي وكل ما يختص به من حيث التثقيف به وبأنواعه وتحليل نتائجه واستثمارها في المعالجة واستحداث طرائق متعددة وحلول لتحسين تحديات الحاضر المعايش إلى توفير مراكز بحث علمي تُدمج مع مصادر مراكز التعلم، كذلك اطلاق مسابقات وطنية محفزة للمشاركة على مستوى المملكة للبحث العلمي تكون مرتبطة بالمستقبل الذي تتطلع إليه المملكة لتكون الأبحاث ذات جدوى علمية وقابلة للتطبيق. مع مساهمة الجامعات لأنها المهتم الأول بالبحث العلمي بالإرشاد والتحكيم وفتح أبواب مصادرها المعرفية للباحثين الطلبة.

      من المعروف عالمياً أن البحث العلمي هو حجز الزاوية في بناء أي اقتصاد قائم على الابتكار لذا يعتبر البحث العلمي هدف من أهداف رؤية 2030 للتحول من اقتصاد النفط إلى الاقتصاد المعرفي. من هذا المنطلق أظهرت المملكة العربية السعودية أعلى معدل نمو في البحوث العلمية عالية الجودة في غرب آسيا بحسب مؤشر نيتشر للأبحاث العلمية 2016م، حلَ هذا النمو الذي حققته المملكة بين عامي 2012م و2015م بمساهمتها في مؤشر نيتشر في المركز الثامن بين أعلى مساهمات على مستوى العالم.

     نحن في أمس الحاجة إلى البحث العلمي في الدول العربية وفي المملكة العربية السعودية خاصة للوصول إلى المعرفة الدقيقة في عصر اتسم بالتسارع والانفتاح ويحتاج إلى أبناء باحثين مساهمين فاعلين في التنمية المستدامة التي تسعى إليها المملكة في المستقبل.

      باختصار.. نريد أن نبني أجيال تثري البحث العلمي في كافة المجالات وتوظف نتائجه لاستدامة التنمية المنتظرة.

   

 مقال في التعليم متطلب لمقرر الإدارة التربوية المقارنة

بقلم باحثة الماجستير في الإدارة والتخطيط التربوي : ساره الصحبي

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook