الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

"سكامبر" في خدمة المجتمع!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
كل منّا يحبّ الإبداع، ويسرّ جداً لرؤيته حلولاً إبداعيه يتم تنفيذها على أرض الواقع، لتيسير وتحسين مستوى الحياة، وتحقيق الرفاه للمجتمعات. وما بين يوم آخر، نرى عدداً من الدول، والشركات، تقوم بإنتاج وتوظيف آلاف الأفكار لتحقيق أهدافها، وهي حين تفعل ذلك، تسلك منهجيات علمية في الابتكار والتجديد، ومن هذه المنهجيات الشهيرة و الجميلة في مجال التفكير الإبداعي، منهجية تدعى (سكامبر)، والتي يعني كل حرفٍ منها أسلوباً بسيطاً في الإيداع، لكنّه في نهاية المطاف يمكن أن يصنع الكثير، ولم أرد بهذه المقالة أن أشرح لك أيها القارئ الكريم هذه المنهجية، فهي موجودة بشكل وافٍ على شبكة الإنترنت، مقروءة ومسموعة ومشاهدة، وثمّة دورات وورش عمل يمكن حضورها، لتعليم هذه الاستراتيجية، والتدريب عليها، ونقرات يسيرة على محرك البحث "جوجل" سيعطيك صورة واضحة عنها. لكنني هنا أردت أن نتداعى جميعاً للخروج عن الحلول التقليدية للمشكلات المجتمعية، والبحث بكل جدّ عن أساليب مبتكرة، فالاستمرار في الحلول غير الناجحة لا يدل على كياسة وحسن تدبير. ولا أعني هنا أننا لم نفعل ذلك قطّ، لكنني أعني أن نقوم جميعاً في بيوتنا، ومواضع عملنا، ومساجدنا، وحاراتنا، ومواقع التنزه التي نخرج لها، أن نقوم بالتفكير بشكل غير تقليدي للتحسين، والتطوير، وتلافي الإشكاليات الموجودة أينما وجدت، ولا ننتظر أن يقوم أحدهم بالحلّ بل نقوم نحن بذلك. والسكامبر بإيجاز تعتمد على أن تتعامل مع "الشيء المحدد" من خلال: إبدال شيء محلّ شيء آخر، تجميع ودمج الأشياء لتحقيق فائدة مختلفة، التعديل والتكييف والتغيير للتوفيق بين شيء وآخر، التكبير، التصغير، التطوير، تغيير اللون والشكل والحجم والسماكة والمادة، التفكير في إعادة الاستخدام لشيء آخر، حذف وإزالة بعض الجوانب الأقل أهمية أو الأكثر صعوبة أو المكلّفة، عكس استخدام الأشياء، والتغيير الكلي فيها، إعادة ترتيب الأعمال أو الخطوات أو الأجزاء بحيث تحقق نتيجة مختلفة ورائعة. والآن فكّر معي، كيف يمكن تطبيق أحد التطبيقات المذكورة للسكامبر على مشكلاتنا ومجالات احتياجنا التالية:مساجد الطرق، حوادث السير، تشويهات المظهر العام، الأماكن العامة والعناية بها، التعليم والتدريب، الحدائق العامة، الأسر المنتجة، التلاحم المجتمعي في الحيّ، مواقف السيارات، المباني التعليمية، القاعات، الفنادق والشقق، فائض طعام الفنادق والمطاعم، المتقاعدين، العوانس، الطلاق، التوفيق بين طالبي الزواج، البطالة، القرض الحسن.. وغيرها كثير. فكّر بنفسك في واحدة من هذه القضايا، بدّل أو ادمج، أو عدّل أو كبّر أو صغّر أو طوّر، أو استخدم استخداماً آخر، أو أزل بعض الجوانب، أو اعكس أو أعد الترتيب. ستجد أن بوابة من الحلول الإبداعية قد فتحت أمامك، وإذا استطعت أن تجعل ذلك من خلال لقاء يشارك فيه غيرك، فلا شك أن الإبداع سيكون أكبر وأجمل. هل تريد أن نجرّب سوياً أحد هذه المجالات؟ [المباني التعليمية]على سبيل المثال، هاهي بعض الأسئلة السكامبرية: هل يمكن إبدال المبنى من كونه فصولاً مغلقة إلى كونه مساحات مفتوحة؟ هل يمكن أن يكون التعليم في المسجد؟ هل يمكن إتاحة التعليم الرسمي في غير المباني التعليمية؟ هل يمكن دمج التعليم الصباحي مع التحفيظ للقرآن بشكل مركّز في نفس المبنى؟ هل يمكن أن نستفيد من مرافق المدرسة لإقامة برنامج رياضي أو اجتماعي للحي؟ هل يمكن الاستفادة من أحواش المدارس لتنفيذ فعاليات الحيّ أو زواجات ومناسبات أفراده؟ هل يمكن إقامة فصول تعليمية تطوعية في الفترة المسائية في نفس المباني التعليمية؟ هل يمكن أن تكون ديوانية الحي الأسبوعية في المدرسة، مع حضور الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين جميعاً في برنامج خفيف وظريف؟ هل يمكن تصغير المدارس، لتصبح مكونة من 4 أو 5 فصول فقط؟ هل يمكن أن تكون المدارس بلون أو تصميم أو ديكورات أكثر جاذبية؟ هل يمكن أن يكون بعض حوائط المبنى التعليمي مخصص للإعلانات والمواد التوعوية للحيّ؟ هل يمكن أن تتغير أشكال المباني التعليمية لتكون مباني خضراء مليئة بالمزروعات؟ هل يمكن استخدام المبنى التعليمي في الفترة المسائية ليكون مقراً للجمعيات الخيرية، وعلى رأسها (جمعية البرّ) و(لجنة التنمية) و(تحفيظ القرآن)؟ هل يمكن أن يكون في كل مدرسة طبيب عام، يراجعه أهل الحيّ؟ هل يمكن أن تكون الدراسة في 3 فترات اختيارية ( صباح– ظهر – مساء) للاستفادة من المبنى التعليمي وتخفيف الزحام؟ هل يمكن أن تكون الدراسة على فترتين بدلاً من فترة واحدة؟ هل يمكن أن يحضر أولياء الأمور عدداً من المواد الدراسية في المبنى التعليمي؟ هل يمكن أن يستضاف بعض أولياء الأمر ليحكوا تجربتهم على الطلاب والمعلمين؟ هل يمكن إقامة احتفالات سنوية لخريجي المدرسة الذين حققوا نجاحات وظيفية؟ هل وهل وهل .. هذه التجربة العجلى يمكن أن توضح لنا كيف أننا قادرون – بتوفيق الله – على أن نحقق إبداعاً واسع النطاق في واقعنا باستخدام هذه الاستراتيجية اللطيفة، فما أنت فاعل؟ محمد بن سعد العوشن إعلامي مهتم بالعمل الخيرياضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook