الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

معلم الشاعر «الحربي» يروي لـ«تواصل» كيف ساعده على التخلص من «التأتأة»؟

الرشيدي2
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - خاص - هبة حجاب:

التعليم مهنة ورسالة، وكم من معلم ترك بصمة في نفوس طلابه، واستطاع أن يغير مسار حياتهم من خلال تحفيزهم بالكلمة الطيبة، واحتوائهم ليواجهوا العقبات والصعوبات ويرسموا مستقبل أفضل مبني على الثقة في النفس، وهذا ما فعله المعلم راشد الرشيدي مع طالبه الشاعر محمد ناصر الحربي، الذي لم ينسَ معروفه في لقاء تلفزيوني أجري معه بمناسبة اليوم العالمي للتأتأة، حيث ذكر "الحربي" فضل معلمه "الرشيدي" في تخلصه من مشكلة التأتأة.

اضافة اعلان

معلم لغة عَرَبِيّة مع طالب ابتدائي

المعلم راشد رشود الرشيدي عمره 43 عاماً، من القصيم حاصل على بكالوريوس لغة عَرَبِيّة جامعة الملك سعود عام 1418هـ، وَتَمَّ تعيينه في نفس العام مدرساً في حفر الباطن، وانْتَقَلَ بَعْدَ ذَلِكَ إلى القصيم ومَا زَال يعمل كمعلم حتى وقتنا الحالي.

يقول الرشيدي في تصريحات خَاصَّة لصَحِيفَة "تواصل": " أنا معلم لغة عَرَبِيّة وكان الحربي حينها طَالِبَاً في الصف الرابع الابتدائي، بمدرسة ابن سيرين في حفر الباطن، وكانت أول سنة تعيين لي في حقل التعليم".

تلميذ موهوب يُعَانِي من "التأتأة"

وأَضَافَ "الرشيدي": لاحظت أن الطالب محمد ناصر موهوب، وعنده جرأة ولديه نوع من الكوميديا، وكان مستواه الدراسي جيداً جِدّاً، وكان عنده فقط مشكلة "التأتأة"، وكانت عائقاً يسبب له إحراجاً وسط زملائه.

واستطرد المعلم الرشيدي، قَائِلاً: "أعجبتني الموهبة التي كانت عند ناصر، فكان يحفظ الأبيات الشعرية، ولديه قوة حفظ وإلقاء شعري فقررت أن أحتويه‘‘.

وَتَابَعَ "الرشيدي"، كلمة واحدة أثرت في ناصر حين قلت له: إن "التأتأة ميزة وأنا أعتبرك زهرة الفصل، كانت ردة فعل لا توصف وكان يميل إلي من بين المدرسين، ويرتاح لي.

البداية بالمكتبة الصوتية

وأكمل، كان لدينا مكتبه صوتية، كنت أعطيه أشرطة وأطلب منه يسجل بصوته أبياتاً شعرية، وكان يحفظ أبيات الشعراء المشهورين، كان عمره تَقْرِيبَاً 10 سنوات حينها، وكان موهوباً في المسرح لديه موهبة وكوميديا.

وواصل "الرشيدي": أعجبني الطالب وأدخلته في المسرح، حيث كانت هناك مسابقات على مستوى حفر الباطن للإلقاء الفردي والجماعي، ومسرحية، وأدخلته في المشهد الصامت، وكان يخاف من مواجهة الجمهور بسبب "التأتأة"، وسبحان الله انحلت العقدة.

واسترسل المعلم الرشيدي: بعد أن انحلت العقدة، كان يتحفني داخل الفصل إذا تضايق الطلاب من الدرس، كنت أطلب منه أن يقول بيتاً شعرياً من محفوظاته، وكان عنده موهبة التمثيل، وفعلاً كبر وأصبح شاعراً موهوباً.

لقاء الشاعر التلفزيوني

واستطرد، بعدها تركت المدرسة وانتقلت للقصيم، ولم يكن هناك جوال ولا مواقع تواصل اجْتِمَاعِيّ، ثم كان لقاء الشاعر التلفزيوني على إحدى القنوات الفضائية بمناسبة اليوم العالمي للتأتأة، تفاجأت به يذكر اسمي، وانتشر المقطع في "تويتر"، وأرسلت له تغريدة أقول فيها: ‘‘أنا المعلم المعني بقول الشاعر من يزودني برقم الشاعر، أكن له من الشاكرين ووصلني ردود فعل سلبية وإيجابية".

وأقسم قَائِلاً: "والله بكيت لما كلمني محمد، الحمد لله، فعل الخير لا ينسى، كلمني زملائي وكلمني من طلابي، يذكروني بمواقف أنا نسيتها سبحان الله المعروف لا ينسى".

عانيت من المشكلة 4 شهور

وكشف قصته مع التأتأة قَائِلاً: "عانيت من التأتأة وأنا صغير في الصف الأول الابتدائي، لكنها لم تستمر طَوِيلاً حوالي أربعة شهور فقط؛ بِسَبَبِ موقف سبب لي صدمة أزالها الله بموقف تحفيزي، وبتوفيق من الله طبقت نفس الشيء مع محمد ونجحت".

وذكر، قرأت عن التأتأة ولها علاج طبي، لكن لا يوجد مثل التجربة، وهي العلاج الأنجح والأفضل، والشاعر لم يتلق علاجاً خارج المدرسة للتأتأة ".

الاحتواء والتحفيز

وأَوْضَحَ المعلم الرشيدي، "التأتأة من خلال التجربة تحتاج إلى تحفيز، وتختلف حَسْبَ المرحلة العمرية هناك ناس تستمر معهم التأتأة، وآخَرون تزول منهم وممكن تختفي، من خلال الاحتواء والتحفيز، ولا ينظر لها كعائق وأهم شيء تجعله يختلط مع محيطه وقرنائه من نفس سنه وتذكرهم بأن لا يتهكمون عليه من ناحية التأتأة وغَالِبَاً تختفي تَمَامَاً".

وحول التأتأة في المدراس قَالَ: "يوجد طلاب يعانون من التأتأة لكنها نادرة وليست ظاهرة، مثل صعوبات التعلم والمدرسة لها دور في علاج حالات التأتأة، من خلال المرشد الطلابي والمعلم خَاصَّة في المرحلة الابتدائية".

نصيحتي للمعلمين

وعن أهمية دور المعلم أوضح: أنه خدم ٢١ عَامَاً في مجال التعليم درست للمرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وتعليم الكبار كل المراحل، والمدرس يجب أن يكون قدوة لطلابه في تصرفاته، وأن لا يكون مستفزاً ويتهجم أو يستهتر بطلابه ويجعلهم يخافون منه حَتَّى لا تتحول لعقدة.

ونصح، بالتعامل بروح الأبوة خَاصَّة مع طالب الابتدائي لينجذب للمعلم، ومع طالب المتوسطة ضروري أن يراك قدوة حسنة، وفي الثانوية الطالب يَحْتَاج لتعزيز وتشجيع وحرية مع مشاركته في الأَنْشِطَة.

وفي الختام، أكَّدَ "الرشيدي"، أن الطلاب تغيروا والجيل الجديد يَحْتَاج إلى مزيد من الاحتواء بطرق ذكية ومراقبة، وتغاضٍ عن بعض الأخطاء ليجذب الطلاب بَدَلاً من أسلوب النهر الذي لا يجدي في ردع الطلاب.

https://www.youtube.com/watch?v=zk2XbWGDpfk&feature=youtu.be
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook