تواصل - خاص - هبة حجاب

ضرب الشاب محمد ساكت الشمري، أروع أمثلة الأمانة بمبادرته السريعة، بإرجاع مبلغ يقارب من الـ ٣ ملايين ريال، أودعتها وزارة العمل بالخطأ في حسابه البنكي.

"تواصل" التقت مع الشمري، وسألته عن تفاصيل الموضوع، وأسباب مبادرته بإرجاع المبلغ الكبير، فأكد أن المبلغ ليس من حقه، وأن سرعة رد المبلغ حتى لا يقع أي ضرر لزميله الموظف في وزارة العمل، الذي أودعه بالخطأ، مؤكداً حرصه على إرجاع المبلغ ومشيراً إلى أن مثل هذه الأخطاء من الممكن أن تقع داخل الإدارة الواحدة.

محمد ساكت الشمري، من حفر الباطن يبلغ من العمر 35 عاماً، خريج جامعة الملك عبدالعزيز بجدة قسم إدارة أعمال، ويعمل موظف بسيط بوزارة العمل، وحالياً يدرس الماجسيتر، ومصدر دخله الوحيد هو راتبه، متزوج ولديه أولاد.

ويروي "الشمري" تفاصيل الواقعة لـ"تواصل" قائلاً: " تم إيداع الرواتب يوم الخميس الماضي، ووصلني مبلغ حوالي 2 مليون و790 ألف ريال، وتفاجأت بالرقم فتوجهت لسؤال البنك فأخبروني أن الإيداع، عبارة عن راتب من وزارة العمل التي تعمل فيها".

وأضاف "الشمري": "حاولت إيجاد طريقة للتواصل بسرعة، اتصلت على تليفون وزارة العمل من الصباح إلى الساعة الواحدة ظهراً، لكن لم أتمكن من التواصل هاتفياً، قمت بإرسال إيميل رسمي للمدير المسؤول في وزارة العمل، وأبلغتهم بأن هناك خطأً في إيداع الراتب، وردوا على إيميلي بإيميل آخر واتصلوا بي، وطلبوا مني إرجاع المبلغ على حساب الوزارة، قلت لهم إني بادرت بالموضوع، وكان طلبي من الوزارة أن الموظف الذي حوله بالخطأ لا يتضرر، قالوا لي "إن شاء الله خير لكن أهم شيء المبلغ يرجع"، قلت لهم: "أنا أحرص منكم أن المبلغ يرجع".

وأوضح "الشمري":" الموظفون بالبنك ليس لهم صلاحية ليدخلوا الحساب ويحولوا منه، لكني عرفت من البنك أن الإيداع تم من وزارة العمل، وهم في الوزارة طلبوا بشكل ودي أن أحوله لهم، لكن أنا حسابي في بنك الإنماء، وهم في وزارة العمل يتعاملون مع البنك الأهلي، وتم تحويل المبلغ بالكامل أمس الأحد ولله الحمد".

واستطرد محمد الشمري قائلاً:" أنا موظف بنك سابق عملت حوالي 11 عاماً في العمل المصرفي، وعرفت لما تم التحويل أن هناك خطأً من الموظف، وأعلم أن الموظف المخطئ سوف يحاسب، إذا لم أرد المبلغ، أو أخَّرت الرد، أو لم أبلغهم فبادرت بالاتصال فوراً ورد المبلغ لحساب الوزارة بسرعة، حتى أُجنّب زميلي في العمل أي مساءلة أو ضرر له، كانت هذه نيتي، والدافع الرئيسي لإرجاع المبلغ، كما أن المبلغ ليس لي وليس من حقي أن آخذه، كلنا كإدارة واحدة وزملاء من الممكن أن تقع مثل هذه الأخطاء".

وختم "الشمري" قائلاً: " أنا موظف بسيط، الوزارة هي مرجعيتي الرئيسية، لا أريد شكراً من أحد ما فعلته كان لوجه الله، ولا أريد أضر زميلي قبل كل شيء".