الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

هل اتخذت قرارك؟

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
 

نبسّط أحياناً بعض الأمور ووجهات النظر، حتى يُخيَّل للسامع أن المسألة من الوضوح بالمحل الذي لا يخفى، وأنه ما كان للناس أن يختلفوا في مسألة كهذه، وأن الحق فيها أبلج واضح كالشمس في رابعة النهار. والحقيقة أن الأمور إنما يختلف فيه الناس وتتعسر، ويصعب الاختيار فيما بينها لأن لكل رأي في المسألة حجة معتبرة، ومبرراً منطقياً ومعقولاً، ولو كانت الأمور واضحة لما التبس فيها على الناس الأمر، ولما ترددوا، وشرقوا وغرّبوا. وقد ناقشت أحدهم ذات مرّة، حول انشغال بعض وقته بعمل بدت لي أهميته قليلة، وأوضحت له حجم الوقت الذي سيوفره لو ترك هذا الأمر وانصرف إلى ما هو أولى وأنفع. فحدثني عن قناعته التامة بأن هذا العمل يستهلك منه وقتاً واهتماماً، وأنه هَمّ مراراً بتركه والإعراض عنه، وأن نفسه أميل للترك من المواصلة، غير أنه أوضح لي عن حجم ونوع الحاجة التي يسدها عمله ذلك، وقلة من يسد هذا الباب، ومعرفة الناس له، بحيث صار مقصداً لهم فيه؛ مما جعله يقدّم رجلاً ويؤخر أخرى في اتخاذ القرار. وأبان أن المسألة ليست في قدرته على الحسم، فذلك أيسر ما يكون، لكنّه يتأمل في حال المستفيدين، وكيف ستتقطع بهم السبل حينذاك، ثم أطلعني على عدد غير قليل من الرسائل التي تصل إليه طالبة الرأي والمساندة، ورسائل أخرى تشكر له صنيعه وتثني عليه، وتخبره بأنه بات كالواحة الخضراء في صحراء التيه، يأتي لها العطاشا فيرتوون في حر الهجير. ثم أردف يقول: ألا زلت مقتنعاً بأن أغادر هذا العمل، وانصرف لبقية أعمالي؟ فسكتّ ولم أستطع الجواب! وأدركت - حينها - أن ثمّة فرقاً كبيراً بين الواقع والتنظير، وأن القرارات ينبغي أن تكون وفق ملامسة للواقع، وإدراك ملابساته، وأنه جدير بنا أن نتعامل مع الكثير من القرارات بشيء من المرونة والتأمل في جوانب الموضوع كلّه. دمتم بخير.

اضافة اعلان

محمد بن سعد العوشن إعلامي، مهتم بالعمل الخيري

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook