السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

أكاديمية: ألقاب التفخيم في غير محلها موروث ثقافي غير لائق

سسسسسسسسسس
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل- فريق التحرير:

قالت الدكتورة جنان التميمي، عضو هيئة التدريس بجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز، "يبدو للوهلة الأولى أن الألقاب التي تستخدم في المخاطبات الرسمية، التي تصدر عن مؤسسات الكثير من الدول أو ترد إليها من قبيل صاحب المعالي أو صاحب السعادة وغيرهما من الألقاب هي ألقاب الغرض منها تبجيل وتفخيم ذات المرسل إليه، حيث تتقدم هذه الألقاب عناوينهم الوظيفية وأسماءهم".

اضافة اعلان

وأضافت "التميمي"، في مقال بصحيفة "الاقتصادية"، "اللقب المكتوب في مثل هذه المخاطبات يمثل الصفة الوظيفية التي ينزلها هذا الشخص، وليست موجهة له هو بذاته؛ وإنما لمنزلته الوظيفية التي نعبّر عنها بهذا اللقب".

وتابعت، "المقصود أن الخطاب موجه للمكان الوظيفي في الهيكل الإداري حيث ينزل في المكان الأعلى وبالتالي يُخاطب بالصفة الوظيفية التي هو عليها، ونلاحظ أن هذه الألقاب على الأغلب تنتمي لحقل دلالي واحد، والحقل الدلالي يعرف بأنه مجموعة من الكلمات ترتبط دلالاتها وتوضع عادة تحت لفظ يجمع معناها".

وأشارت إلى أن البعض يتحسس من ألقاب التفخيم في مثل هذه المخاطبات ويرى أنها موروث ثقافي غير لائق، وهذا قد يصدق على استخدام الألقاب في غير محلها للتباهي والتفخيم لأشخاص لا يحملون صفة وظيفية تجعلهم ينزلون منزلة عالية يصدق عليها أوصاف العلو والارتفاع في الهيكل الإداري التنظيمي.

وأوضحت، أن الخطاب اللغوي بشكل عام يمثل دائما واقعا ماديا أو واقعا اجتماعيا، وهذا الواقع الاجتماعي ينعكس في اللغة ويرسم لنا خريطة من العلامات أو الرموز التي تحيل إلى الواقع، ولو حاولنا نزع الألقاب الوظيفية التي ندبّج بها خطاباتنا الرسمية فإننا نجعل المخاطب في منزلة وظيفية مساوية لنا داخل الخطاب، وبذلك ننزع صفة التشكيل الإداري الذي يجعله في منزلة مرتفعة معها صلاحيات تكبر كلما ارتفعت المنزلة وكبرت الصلاحيات صرنا نستخدم في مخاطباتنا ألفاظا تدل على الارتفاع والاتساع أو الضخامة والتعظيم.

وأشارت إلى أن من أبرز النماذج على ذلك مخاطبات الرسول -صلى الله عليه وسلم- للأمراء والملوك: "بسم الله الرحمن الرحيم: من محمد بن عبد الله إلى المقوقس عظيم القبط"، "إلى كسرى عظيم فارس"، "إلى هرقل عظيم الروم"، فالخطاب هنا ليس لذات الشخص وإنما لمكانته الوظيفية من شعبه وهي مكانة عظيمة بالفعل، حيث تمثّل هذه المكانة أمّة بكاملها. وهنا وصف العظمة والفخامة ليس من باب التزلف بالألقاب، وإنما من باب انعكاس حقيقة الواقع على الخطاب. لأن الخطاب هنا ليس بين (أنا) و(أنت) وإنما بين (نحن) و(نحن)، والعلو الذي ينزله المخاطب هنا من علو الأفراد الذين هم في نطاق مسؤوليته والمكلف بتنفيذ وتحقيق مطالبهم في نطاق صلاحياته، حيث يدخل كل فرد من هؤلاء الأفراد في تشكيل ذات المخاطب. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يرتفع المخاطب لهذه المنزلة بدونهم، إذ ليس المهم لمن يتوجه إليه الخطاب، بل بالعالم الذي يحيل إليه الخطاب.

وأكدت، "حين نستفتح الخطاب بالألقاب التي تدل على العلو والارتفاع فنحن إذ نذكّر المُخاطب بصفته الوظيفية التي جعلته يستقبل مثل هذا الخطاب، وبذلك نضعه في مكانه الإداري الذي يجعله مؤهلا ومكلّفا بمعالجة ما يطلب منه في محتوى الخطاب. فاللفظ في ظاهره أسلوب بالغ التهذيب قد ينفر بعضهم منه ويراه تقديسا وتبجيلا في غير محله وهو في الحقيقة مجرد أمر صادر من جهة دنيا في الهيكل الإداري أو التنظيمي إلى جهة عليا هي مسؤولة عن معالجة أو تنفيذ محتوى الخطاب".

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook