الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

مضخة مياه تغير حياة شاب بالرياض.. ترك وظيفته المرموقة وأسس «بسيطة»

d0ef96511bac48d0918ebb8f928b9f33
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
  تواصل - فريق التحرير: لم يكن يتصور أحد أن الشاب زكريا نصر الحمود، سيتخلى عن وظيفته المرموقة بإحدى الشركات الكبرى بالرياض، والتي كان يتقاضى منها راتباً ممتازاً أن يتركها ويفتتح مَشْرُوعَاً غريباً، تنبأ له الكثيرون بالفشل، واعتبروا أن التضحية بهذه الوظيفة وهذا الراتب من أجل هذا المشروع هو ضرب من الجنون. البداية كانت عندما تعطلت مضخة المياه في منزل أهل الشاب "زكريا"، وعاني الأهل الأمْرين في استقدام عمال لصيانتها، وبقيت معطلة لثلاثة أيام، من هنا قرر الشاب أن يتفرغ لفكرة راودت مخيلته، لتتحول بعد أقل من أربعة أشهر إلى مشروع ضخم يضم موظفين ومجلس إدارة، يسيرون عمل تطبيق إِلِكْتُرُونِيّ على الهواتف الذكية يحل أزمات أصحاب المنازل والمركبات، من دون أن يبحثوا ويتعبوا أنفسهم لإيجاد عامل ما، وليكون تطبيق "بسيطة"، الأول ضمن فئته والأكثر تَدَاوُلاً في وقت قصير جداً. لم يلقِ صاحب المشروع زكريا نصر الحمود بالاً لمنتقديه، وشرع في الإعداد لمشروعه، ويقول: "قمت بعمل دراسة جدوى للمشروع، وبطريقة أكاديمية بحتة، واستشرت من سبقوني، واستثمرت كل الجهود والأموال"، مضيفاً: "رغم أنني كنت أعمل في إحدى الشركات الكبرى بمدينة الرياض، وبوظيفة مرموقة وراتب عالٍ جِدّاً، فإن هذا المشروع سرقني من تلك الوظيفة، وبسبب عدم إيجاد العمال لحل المشكلات التي تواجه منازلنا، والمواعيد التي لم تصدق في الغالب، تساءلت: ألسنا في عصر التقنية والاتصالات؟ فكانت الإجابة ولادة هذا المشروع ليساعد الناس في إيجاد من يحل مشكلاتهم في المنازل، وحتى في الطريق". ويوضح: "نحن نكون في المنتصف، بين مزود الخدمة وطالبها، وكنت حريصاً على أن يخدم مشروعي أبناء وطني من الحرفيين والمهاريين، وأن أرسخ أن العمل في الدرجة الأولى للسعوديين، ثم للعمالة الوافدة، وتحقق لنا ذلك"، مضيفاً: "قمت بعمل دراسة مكثفة على مستوى المملكة، وقسمت المناطق بِحَسَبِ عدد المنازل، وكان السؤال الأهم: كم عدد الأعطال التي تُعَانِي منها تلك المنازل في الشهر الواحد؟ واستخرجت متوسط تلك الأعطال فوجدت النتيجة مذهلة ومشجعة، وأنشأنا التطبيق بناء على معايير الجودة العَالِية؛ إِذْ يعالج كل طلب إِلِكْتُرُونِيّاً ويخضع للرقابة والمتابعة، وللعميل حرية اختيار مزود الخدمة؛ بِنَاءً عَلَى الخبرة وتقويم عملاء آخرين، والتوصيات التي تكتب عنه، إلى جانب توفيرنا لعامل السرعة والجودة". أنشأ "الحمود" مكتباً خاصاً، ووضع سلماً وظيفياً، وبدأ بعملية التوظيف، واعتمد، بِحَسَبِ قوله، على "المعايير العَالِية في اختيار الموظفين، وهدفي إيجاد الموظف الشغوف، الذي يعطي العمل 20 ضعفاً عن الموظف العادي"، مُشِيرَاً إلى أنه "بعد الانتهاء من برمجة التطبيق وإطلاقه حرصنا على اتباع نصائح وملاحظة العملاء، ويوفر التطبيق الذي اخترنا له اسم (بسيطة)، كل ما يبحث عنه صاحب المنزل أو المركبة لحل المشكلات التقنية والأعطال، ويَحْصُل العميل على تسعيرة لإصلاح العطل الذي يُعَانِي منه، وفِي حَالِ موافقته على السعر يصل مزود الخدمة إليه بشكل سريع ومريح ومن دون عناء البحث الذي يضني كثيرين، وأتحنا تزويد مزود الخدمة بصورة للعطل كي يقدم له الاسْتشَارة قبل أن يصل إليه". لم يتجاوز عمر المشروع أربعة أشهر، إلا أنه وصل إلى سقف 1100 طلب، تم تنفيذها خلال هذه الفترة فقط، وتواصل مع التطبيق أكثر من 3700 عميل، وسجلت فيه أكثر من 612 شركة سعودية، إلى جانب أَفْرَاد حرفيين من كهربائيين وميكانيكيين وأصحاب حرف أخرى، وعلى رغم أن التطبيق لم يتح سوى ثماني خدمات فقط "قابلة للتوسع"، بِحَسَبِ الحمود، فإن الإقبال عليها لافت، ويقول: "وفرنا خدمات؛ مثل الكهرباء، والسباكة، وتنظيف البيوت داخلياً وخارجياً، وتنسيق الحدائق، وميكانيكا السيارات، ومغسلة متنقلة، وأَيْضَاً صيانة وزينة للسيارات متنقلة، وصيانة الأجهزة المنزلية، والتكييف، وحَاوِيات الأنقاض، ونحن نتطلع إلى أن تتوسع مستقبلاً". مِنْ جِهَتِها، قالت مسؤولة التسويق هناء التاروتي إن: "المشروع حَقَّقَ نجاحات عِدَّة، أهمها أن عدد مقدمي الخدمة من الشباب السعودي المهاري المهني تجاوز 500 طلب؛ وَهُوَ أمر يدعو إلى الفرح؛ لأننا أَسْهمنا في إيجاد فرص عمل لشباب الوطن، وكثيرون حاولوا شراء التطبيق، لكننا رفضنا، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ما حققه في هذه الفترة البسيطة"، وتؤكد أن "من أصعب الأمور التي واجهتنا هي اختيار الاسم، وبعد اجتماعات خلال شَهْرينِ وقع الاختيار على «بسيطة» وكان هو الاسم المناسب للخدمات التي يقدمها التطبيق"، بِحَسَبِ "الحياة".اضافة اعلان
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook