الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

استشاري نفسي لـ«تواصل»: قتل الأمهات ليس ظاهرة.. وعاطفة الأم سبب جريمة رفحاء

العنزي
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
تواصل - هبة حجاب: أثارت الحادثة البشعة التي وقعت في رفحاء، وذهبت ضحيتها أم على إثر قيام ابنها بتسديد أربع طعنات نافذة لها، ردود أفعال غاضبة بين المواطنين، وتساؤلات عن دوافع الجريمة؟ وكيف وقعت؟ وحالة الابن القاتل؟ وهل كان نجلها بالفعل مَرِيضاً نفسياً كما يقال؟ عن أبعاد الجريمة من الناحية النفسية والسلوكية توجهت «تواصل» بأسئلتها لاسْتشَاري الطب النفسي مهدي العنزي رئيس قسم الطب النفسي بمجمع الأمل بالرياض، ليتحدث عن إمكانية حدوث ذلك على أرض الواقع، وما مدى خطورة المرضى النفسيين في المنازل على المحيطين بهم؟ الحادثة ليست جديدة بداية.. يؤكد الدكتور العنزي، أن الحادثة ليست جديدة وقد وقعت حادثة شبيهة بها في عرعر مُنْذُ عام، قَائِلاً: ‘‘الدراسات العالمية تؤكد أن المرضى النفسيين في العموم، ليس لديهم معدل عَالٍ مِنْ الخطورة، بالعكس يمكن أن يكونوا ضحايا أكثر منهم جناة، لكن في النهاية هناك نسبة معينة لبعض المرضى النفسيين حالتهم غير مستقرة، ومن الممكن أن تتطور إلى عنف، والعنف يتدرج من عنف لفظي إلى جسدي، أو يتحول إلى سلوك تدميري يكسر ويضرب وقد يصل إلى القتل‘‘. وأَضَافَ: لا نريد أن نضخم من مثل هذه القضايا، ونعمم القول بأن كل المرضى النفسيين بالقتلة، وهذا ما يذهب إليه فئة من المجتمع؛ كَوْن أن عملية القتل تأتي في المحيط العائلي، كقتل الأم أو الزوجة أو الأَبْنَاء، لذلك اتهام كافة المرضى النفسيين بأنهم قتلة يزيد الوصمة ضدهم، ونحن نرفض هذا التعميم ونسعى لتصحيح الأمور. العلاج واحترام كلام الأطباء وعن طريقة العلاج، أكَّدَ اسْتشَاري الطب النفسي أن العلاج مُهِمّ جِدّاً، كلام الأطباء يجب أن يؤخذ بمنتهى الحزم، لكن المشكلة تتمثل في بعض الأمهات حيث تغلب عليهن العاطفة، ويضرون المريض أكثر من نفسه، ومن هذا المنبر أؤكد على احترام قرارات الأطباء. وَتَابَعَ، هذه رسالة نوجهها للأهالي، أنه حتى لو اقتنعت أن ابنك ليس به شيء، المفروض إبعاد أدوات الخطر الموجودة في البيت من سلاح أو سكاكين عنه، ومن الخطأ ابْتِدَاء أن تخرجه من المُسْتَشْفَى ضارباً بعُرْض الْحَائِطِ النصائح الطبية، فالأطباء إذا شعروا أن عوامل الخطورة ضد النفس أو الآخرين موجودة يطالبون بإبقائه مُنوَّمَاً في المستشفى، ومتى انتهت هذه العوامل يستطيع المريض الخروج. وأكمل، في النهاية لا يوجد ضامن كامل، أنه لو استقرت حالة المريض النفسي وخرج فلا خطر؛ لِأنَّ الفكرة تأتي في دقيقة بارتكاب جريمة، وعلينا اتخاذ كل الإِجْرَاءَات، مع بقاء الحذر. ضلالات تجاه الأم وواصل الاسْتشَاري النفسي قَائِلاً: ‘‘ما ذكرناه لا ينفي وجود حالات غير مستقرة، كحالة صاحب الحادثة، فالمريض كان مُنوَّمَاً ووالدته أصرت على خروجه بخلاف النصح الطبي وحصل ما حصل، والمرضى النفسيون المصابون بالانفصام خُصُوصَاً يكون عندهم ضلالات غَالِبَاً ما تكون تجاه أَقَارِبهم مثل الأم، لذلك أول ما سنحت له الفرصة ارتكب جريمة القتل ضد أمه. الفصام الدهامي وكشف العنزي، أن تسمية مرض الفصام الدهامي بالانفصام الشخصي، مصطلح خاطئ، فهو مرض من أمراض الدهماء يفقد فيه الإِنْسَان التواصل مع الحقيقة والمجتمع والناس، ولا يشعر أنه مريض، ويَحْصُل تدهور في القدرات المعرفية والسلوك والأفكار يصير عنده ضلالات وأفكار ثابتة في مخه على أنها حقيقية وهي غير حقيقية، فيعتقد مثلاً أن أمه تضع سماً في الأكل، هذه الأفكار المغلوطة تكون ثابتة عنده، وغير قابله للنقاش، ويكون عنده هلاوس سمعية وبصرية يسمع ويرى أشياء غير موجودة، ويتخيل أصواتاً تأمره بالقتل مثلاً، ويبدأ المرض في مرحلة 18 أو 19 أَي في مرحلة الثانوية تَقْرِيبَاً. لا يوجد سبب معروف وحول الأسْبَاب التي تؤدي للإِصَابَة بمرض الانفصام قَالَ العنزي: "لا يوجد سبب معروف عِلْميّاً للإِصَابَة بالانفصام لكن هناك نظريات تشرح أو تعطينا جزءاً من الحل مثلاً العوامل الوراثية والجينية، والنظرية البيولوجية التي تَقُول إِنَّه يحدث بسبب نقص أو زيادة في المستقبلات العصبية، وهناك أنواع من المخدرات تعطي أعراض الذهان بشكل مؤقت، وتَنْتَهِي فور الإقلاع عن المخدرات‘‘. العلاجات المضادات وَأَكَّدَ العنزي، أن مضادات مرض الذهان التي نعطيها للمريض، لها نتائج إيجابية، وهناك مرضى عادوا لوظائفهم وممارسة حياتهم الطبيعية، بعد تناول الدواء. وَشَدَّد العنزي، على أنه لا يوجد أمراض نفسية معينة نستطيع أن نصنفها، بأنها خطيرة وتؤدي إلى ارتكاب جريمة، لكن أَي مرض نفسي يكون المريض غير مستبصر بحالته، تسمى الأمْراض الذهانية، هناك احتمالية أن يؤذي نفسه أو الآخرين، لكن ليس من الضرورة أن أَي مريض ذهاني أو عنده انفصام، أن يكون خطيراً حيث لا يوجد ارتباط بين أمراض نفسية معينة وجريمة، هي حالات فردية ممكن أن تحدث لأي إِنْسَان سوي". ضحايا عنف جسدي ولفظي وعقب الدكتور العنزي قَائِلاً: "يجب أن نكون علميين ونذهب إلى ما تقوله الدراسات، بأن المرضى النفسيين معرضين أن يكونوا ضحايا عنف جسدي ولفظي، أكثر من غيرهم من فئات المجتمع الأخرى، وجرائم القتل لعام 1438 جرائم الأسوياء، أكثر من المرضى النفسيين لكن طبيعة الجريمة قتل الأم صعبة ومزعجة تأخذ ضجة كبيرة في الإعلام وعند الناس". قتل الأمهات في المملكة ونفى "العنزي" أن يكون قتل الأمهات في المملكة قد تحول لظاهرة"، مُنَوِّهَاً إلى أنها "حوادث فردية على مدار فترة طويلة لأشْخَاص فقدوا عقلهم بسبب المخدرات، أو مرض ذهاني". وأَرْدَفَ، بأن حوادث القتل البشعة لها أسْبَاب، عادة ما يكون انتقاماً في الحياة العادية وتقع من الأسوياء أكثر، وأغلبها يقع بسبب حروب مثلاً حيث روح الانتقام، في حوادث القتل البشع تكون قوية، والنساء أكثر بشاعة في الجرائم ولا يكون ذلك موجوداً عند المريض النفسي لأنه لا يقصد فعله وغير واعٍ بتصرفاته". الروح الانتقامية ويرى "العنزي"، أن الإِنْسَان العادي أكثر بشاعة في القتل من المريض النفسي؛ لأنه يكون عنده أسْبَابه، وقد ينتقم ممن اغتصب ابنته، أو أخته، أو زوجته، مُشِيرَاً إلى أن الروح الانتقامية موجودة في الإِنْسَان الطَبِيعِيّ، أكثر من المريض النفسي، وعند المرأة أكثر من الرجل. محاكمة المتهم المضطرب وبخصوص إحالة المريض النفسي القاتل للقضاء، أكَّدَ الدكتور العنزي، أن القاضي إذا لاحظ أن المتهم مضطرب، أو علم أن له تاريخاً مرضياً، وله ملف بالصحة النفسية، يرسل المتهم إلى المُسْتَشْفَى النفسي، ليتم تقييمه وتنويمه في قسم الطب النفسي الشرعي، وتكون هناك لجنة طبية ونفسية وشرعية وجنائية، مهمتها تحديد مسؤولية المريض عن تصرفاته والجريمة التي ارتكبها، وهل يلام ويطبق عليه القانون أم لا؟ وبناء على هذا التقييم يكون حكم القاضي، فإذا كان غير مسؤول عن تصرفه يحكم له بالبراءة، لكن يودع في مُسْتَشْفَى الصحة النفسية لفترة طويلة، ولا يخرج إلا بتقرير طبي أن حالته مستقرة، ولا يمثل خطراً على نفسه أو الآخرين.اضافة اعلان
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook