الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

نازحون من مسلمي الروهينجيا يروون «هول» ما رأوه في بورما قبل فرارهم

59836fa253a4243e874ed3e77eb3b4c120170905123145_thumb_565
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - وكالات:

روى عدد من الروهينجيا الناجين من هول المذابح التي جرت بحقهم في إقليم أراكان في ميانمار جَانِبَاً من الفظائع التي ارتكبها الحيش البورمي والمتطرفون البوذيون، بعدد من قرى الإقليم، الذي تطلق عليه ميانمار "راخين"، وذلك في الوقت الذي وصف فيه وزير خارجية بنجلاديش أبو الحسن محمود ما يجرى في بورما بحق أقلية الروهينجيا المسلمة بـ "التطهير العرقي".

اضافة اعلان

وقال بعض الناجين إن جنوداً من الجيش البورمي حاصروا مسلمين داخل أحد المساجد، ثم وصل رجال مسلحون بسواطير وعبوات وقود، وعندها بدأت المجازر، بِحَسَبِ تقرير نشره "فرانس 24".

وقال ماستر كمال (53 عاماً) المدرس الذي نجا من مجزرة وقعت في قرية أونيغ سيت بين بولاية راخين (شمال غرب بورما) إن: "الذين كَانُوا يفرون قتلوا بسواطير وسقط آخرون برصاص الجيش".

وقابلت وكالة فرانس برس حوالي عشرة من سكان هذه القرية تمكنوا من اللجوء إلى بلوخالي الحي العشوائي الواسع في بنجلاديش الذي رووا فيه الحوادث المُرَوِّعة التي جرت في 25 أغسطس.

وقال ماستر كمال "كانوا يحرقون المنازل وهربنا لننجو بحياتنا"، مُوَضِّحَاً أنه شاهد ثلاثة من جيرانه يقتلون.

ويقول محمد أمين (66 عاماً) وهو مزارع كان والده وجيهاً في القرية إن عائلته تعيش في أونغ سيت بيين مُنْذُ ثلاثة أجيال، مُضِيفَاً "أنها المرة الأولى التي نهرب فيها. لم أرَ عنفاً كهذا من قبل".

عندما بدء إطلاق النار جرى ليختبئ في الأدغال وعبر نهراً ليفلت من الجنود الذين كَانُوا يطاردون المَدَنِيّين. وقال "على الجانب الآخر من النهر رأيت أن كل شيء كان يحترق".

ويؤكد اللاجئون من قرية أون سيت بين أنهم شاهدوا أثناء فرارهم أشخاصاً يقتلون وجثث ضحايا قتلوا بسواطير أو أحرقوا.

ويؤكد بعضهم أن الطريق إلى بلوخالي استغرق ستة أيام، بينما اختبأ آخرون واحتاجوا إلى 12 يوماً ليعبروا ممرات ضيقة وأدغالاً كثيفة تحت أمطار غزيرة، قبل أن يصلوا إلى بنجلاديش.

وقَالَتْ أنورة بيغوم (35 عاماً) إنها اضطرت للقفز في النهر مع ابنها البالغ من العمر أربعة أعوام لتفلت من رصاص الجنود.

وفي حالة الهلع هذه فقدت الاتصال بأبنائها الخمسة الآخرين خلال لجوئها إلى التلال المجاورة التي كانت مروحيات تحلق فوقها، وقالت: "اعتقدت أنني لن أراهم بعد اليوم".

لكن أبناءها الآخرين الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة أعوام و12 عَامَاً نجحوا في اللحاق بوالدهم على الحدود واجتمعت العائلة من جديد في بنجلاديش.

وقَالَتْ أنورة بيغوم إنها مستعدة "للتسول" من أجل البقاء، وأَضَافَت: "إذا لم يكن لدي أَي شيء آكله فسأتناول التراب لكنني لن أعود أبداً".

لكن هناك من لم يحالفهم الحظ، فقد لقي أكثر من مئة شخص مصرعهم خلال عبورهم نهر ناف الحدودي بين البلدين.

ووصل جَرْحَى يعتقد أنهم أصيبوا بالرصاص. كما تم نقل قَتْلَى أو من بترت أطرافهم في انفجار ألغام على الحدود قَالَ اللاجئون إنها زرعت لمنعهم من الوصول إلى بنجلادش.

وروى جمال حسين (12 عاماً) أن إخوته الخمسة الذين يكبرونه سناً قتلوا برصاص رشاش في أونغ سيت بين، ولم يرَ الطفل والديه ولا أخواته السبع.

وقال: "كنا معاً ثم بدأ إطلاق النار فجأة. لم أنظر إلى الوراء لأنني اعتقدت أنني سأموت. عندما اختبأت تذَكَرَت كل شيء وبدأت أبكي". وعلى كتفه آثار جرح صغير يدل على إصابته بشظية رصاصة.

ويعيش بعض الروهينجيا في بورما مُنْذُ أجيال. لكن البورميين يعتبرونهم بنغاليين؛ مَا جَعَلهم أكبر مجموعة محرومة من الجنسية في العالم.

مِنْ جَانِبِهِ، وصف وزير الخارجية في بنجلاديش الأحد ما يجري في بورما تجاه الروهينجيا بأنه تطهير عرقي.

وقال أبو الحسن محمود علي وزير خارجية بنجلادش التي لجأ إليها 300 ألف من الروهينجيا: "المجتمع الدولي يقول إنه تطهير عرقي، ونحن نرى ذلك أيضاً".

ولجأ نحو 300 ألف من مسلمي أقلية الروهينجيا من ولاية أراكان "راخين" هرباً من أَعْمَال العنف إلى بنجلاديش المجاورة، وَفْقَ الأمم المتحدة.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook