الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

إمام المسجد الحرام لـ«الحجاج»: اجتنبوا ما يحرم حجكم أو ينقصه وعليكم بالرفق والسكينة

Screenshot_3
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - فريق التحرير:

وسط منظومة متكاملة من الخدمات التي وفرتها حكومة خادم الحرمين الشريفين – حفظها الله - أدى جموع المصلين في المسجد الحرام وأروقته أول صلاة جمعة من شهر ذي الحجة،  وقامت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النَبَوِيّ بكامل طاقاتها بفتح الأبواب والاهتمام بأَعْمَال الصيانة والنظافة والتشغيل، ومضاعفة القوى العاملة والآليات للقيام بجميع الأَعْمَال على الوجهة الأكمل. وتوافد ضيوف الرحمن مُنْذُ وقت مبكر لأداء صلاة الْجُمُعَة في جو مفعم بالسكينة والاطمئنان.

اضافة اعلان

استهل إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب في خطبة الْجُمُعَة قَائِلاً: حجاج بيت الله وزوار مسجد نبيه صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، هذا بيت الله المعظم وهذا حرمه. هذه العرصات التي قضيتم أعماركم وأنتم لزيارتها تهتفون، ومضت أيامكم وأنتم إليها تركعون وتسجدون. هنا معاهد النبي صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِنْ هُنَا طاف جبريل. هذه الفجاج شهدت نزول الوحي وصاخت لأول التراتيل. هذه البقاع التي ارتضاها الله للإسلام منطلقاً ومأرزاً، وللمسلمين قبلة ومركزاً، فاحمدوا الله على الوصول المأمول، وهنيئاً لكم هذا المشهد، وطوبى لكم هذا المورد.

وأَضَافَ فضيلته أيها المسلمون يمر بالأمة موسم عظيم من خير أَيَّام الله تعالى، وركن من أركان الإسلام العظام، يتجاوز الله فيه عن الخطايا ويغفر الذنوب ويقيل فيه العثرات ويقبل الدعوات. إنه الحج وإنها أَيَّام عشر ذي الحجة. إنها الأيام المعلومات والأيام المعدودات. الحج إلى بيت الله العتيق، شعار الوحدة والتوحيد، وموسم إعلان العهود والمواثيق، وحفظ الحقوق والكرامات وحقن الدماء وعصمة النفوس والأموال.

عباد الله، جاشت الصدور عند بلوغ مهوى الأفئدة وفاضت العيون برؤية الأماني، وانقطعت القلوب إلا من رحمة الله، وخلت النفوس إلا من الشوق له.. تركوا الدنيا بضجيجها وزخرفتها وخلافاتها وراء ظهورهم وتكامل وفد الله. ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله على ما رزقهم، وله يشكرون. يبتغون فَضْلاً من ربهم ورضواناً.

وأَرْدَفَ آل طالب فعلى هذه الصعدات تتنزل الرحمات وتغسل الخطايا ويعود الحاج نقيا كما ولدته أمه، وليس مكان في الدنيا له ميزة كهذا المكان، فاقدروا أيها المسلمون للبيت حرمته، وتلمسوا من الزمان والمكان بركته. فنبيكم صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه) متفق عليه.

حجاج بيت الله الحرام، اقترب أوان شروعكم في أَعْمَال الحج، فتعلموا أحكام مناسككم، وتحروا صحة أَعْمَالكم قبل إتيانها، فتفرقوا لما جئتم لأجله، واشتغلوا بالعبادة والطاعات، فإن ما عند الله لا ينال بالتفريط، وأكثروا من الدعاء والتضرع، والهجوا بذكر الله في كل أحوالكم، فنبيكم صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: (إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإِقَامَة ذكر الله) رواه أبو داوود والترمذي.

أيها المسلمون، في هذا المكان وبهذا المشهد تطوف على النفس معاني الأخوة والوحدة، وهي المعاني التي امتن الله بها على المسلمين في العصر الأول قَالَ جل في علاه: (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً).

واستهل فضيلة الشيخ الدكتور صالح آل طالب خطبته الثَّانِية قَائِلاً: حجاج بيت الله الحرام، لقد كان للنبي صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مواطن يكثر فيها من الدعاء، حري بالمسلم الحرص عليها. منها يوم عرفة، وبالأخص آخر النهار، وبعد صلاة الفجر بمزدلفة حتى يسفر جِدّاً، وبعد رمي الجمرة الأولى، وبعد رمي الجمرة الثَّانِية من أَيَّام التشريق، وكذا الدعاء فوق الصفا والمروة.

فاجتهدوا في تمام حجكم، واتقوا الله فيما تأتون وتذرون، وأخلصوا لله في أَعْمَالكم وقصدكم، واتبعوا الهدى والسنة، واجتنبوا ما يحرم حجكم أو ينقصه، وعليكم بالرفق والسكينة والطمأنينة، والشفقة والرحمة بإخوانكم المسلمين، لا سيما في مواطن الازدحام، وأثناء الطواف ورمي الجمار، وعند أبواب المسجد الحرام واستشعروا عظم العبادة وجلالة الموقف.

واعلموا يا رعاكم الله، أن الدولة برجالاتها وأجهزتها ومؤسساتها، تبذل جهوداً هائلة لخدمتكم وتيسير حجكم، والنظام وضع لمصلحتكم، والجهود لأجلكم، فالتزموا بالتوجيهات، واتبعوا التعليمات، واستشعروا ما أنتم فيه، وكونوا على خير حال في السلوك والأَخْلَاق، والتزموا السكينة والوقار، واجتهدوا وسددوا وقاربوا، وأبشروا وآمنوا. فإنكم تقدمون على رب كريم، وجعل الله حجكم مبروراً، وسعيكم مشكوراً، وذنبكم مغفوراً.​

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook