تواصل – الرياض:

تحركت الجهات الأمنية بسرعة وكَشَفَت عن الصبي الذي بث مقطع فيديو يسيء فيه لكتاب الله بألفاظ بذيئة، وَتَمَّ القبض عليه، وفي انْتِظَار التحقيقات معه، وقبلها قبض على شاب تطاول على النبي صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بألفاظ سيئة، ورغم هروبه خارج المملكة إِلَى ماليزيا تم إحضاره وحوكم وسجن ثم أفرج عنه بعفو لأسْبَاب إِنْسَانية.

القضية أكبر من إساءة صبي لكتاب الله، وتطاول شاب على سيد الخلق صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولكن القضية فيمن حرض هؤلاء وشوه عقولهم، وطمس هويتهم، وجعل قلوبهم كالحجارة بل أشد، وهم في مقتبل العمر، وقضى على مستقبلهم.

القبض على الصبي

وإذا كانت الجهات الأمنية قبضت على الصبي المسيء للقُرْآن الكريم، ومن قبل على الشاب المتطاول على رسول الله، فهل تَشْمَل التحقيقات من شوه عقول هؤلاء المسيئين والمتطاولين على الدين والعقيدة وثوابت الدين؟ وهل يستدعى هؤلاء إِلَى النيابة للتحقيق معهم حفاظاً على النشء وشباب وفتيات بلاد الحرمين؟ هل توجه إِلَى هؤلاء المحرضين اتهامات التحريض على الإساءة للثوابت الدينية وتضليل الشباب والفتيات.

منذ أَيَّام نشرت النيابة العامة بَيَانَاً أكدت فيه على استدعاء المغردين الذين ينشرون تغريد طائفية ومذهبية تثير الكراهية.

النيابة العامة

وأمرت النيابة العامة باستدعاء مجموعة من المغردين ممن رَصَدَت عليهم اتهامات جنائية بالإساءة للنظام العام، من خلال التأثير على سلامة واعتدال المنهج الفكري للمجتمع بمشاركات ضارة سلكت جادة التطرف المفضي إلى مشايعة حَمَلَة الفكر الضال، وَأَكَّدَت النيابة العامة أن من تم استدعاؤهم هم قيد توصيف الاتهام الجنائي وستطبق بحقهم الإِجْرَاءَات الشرعية والنظامية للمتهمين.

وكان النائب العام أكَّدَ في بيانه أن أَي مشاركة تحمل مضامين ضارة بالمجتمع أياً كانت مادتها وذرائعها ووسائل نشرها فإنها ستكون محل مباشرة النيابة العامة وَفْقَ نطاقها الولائي بِحَسَبِ المقتضى الشرعي والنظامي، ومن ذلك منشورات الوسائل الإعلامية، ووسائط التواصل الاجْتِمَاعِيّ، والمحاضرات والخطب والكتب ونحوها.

احترام حرية الرأي

وَأَكَّدَ أن النيابة العامة على وعي تام باحترام حرية الرأي وحماية حصانتها المشروعة التي أثرى عطاؤها ونقدها الهادف وطنياً وعِلْميّاً وتوعوياً وفكرياً وصار للمملكة العَرَبِيّة السعودية بتلك الإسهامات الصادقة والواعية والجريئة حضور عالمي صنف ضمن طلائع المشاركات في تعدادها المنافس وتفاعلها المستنير، منسجماً مع نافذة التوجه الإصلاحي المتحضر، وأنه لن يرضى كل صادق مخلص بالإساءة لتلك المكتسبات سواء على مستوى مصادرة حريتها المشروعة أو الانحراف بها عن جادة وعيها وانضباطها.

من يقف خلف الإساءات؟

ومن ثم فان قضية الحدث الذي قبض عليه مساء أمس بعد نشره الفيديو المسيء لكتاب الله، ومن قبل قضية الشاب حمزة كشغري شاعر المسيء للرسول، وقضية الشاعر الفلسطيني المتطاول على الذات الإلهية وغيرهم يجب أن يبحث عمن حرض هؤلاء وضللهم وزين لهم طريق الشيطان بالإساءة لله وللقُرْآن ولرسول الله، ولا تتوقف التحقيقات عند الصبي الصغير أو الشاب الغض.

ضجة حول تغريدة الربيعي؟

والذين أثاروا ضجة ضد الداعية الدكتور علي الربيعي، بعد دعوته لعدم الدعاء للفنان الكويتي، عبدالحسين عبدالرضا، بعد إعلان وفاته وقوله: "لا يجوز للمسلم الدعاء لعبدالحسين عبدالرضا لِكَوْنه رافضياً إيرانياً مات على الضلالة وقد نهى الله المسلمين أن يدعو بالرحمة والمغفرة للمشركين"، نراهم يصمتون الآن على من يسيء للقُرْآن الكريم، ودافعت هذه الأصوات عن "كشغري" المتطاول على رسول الله.

ومن طالبوا بالأمس بتحريك دعاوى ضد "الربيعي" بتهم إثارة الطائفية والمذهبية والبغضاء والكراهية، وضرورة مثوله أمام النيابة العامة، صمتوا عن الإساءة لله والقُرْآن والرسول.

فيديو السناب شات

وبالعودة إِلَى قضية الحدث الذي قبض عليه بعد بثه مقطع الفيديو المسيء للقُرْآن الكريم، أَوْضَحَ الناطق الإعلامي بشرطة منطقة الرياض "العقيد فواز بن جميل الميمان" في بيان له: "بالإشارة إلى ما تَمَّ رَصْدُه عبر مواقع التواصل الاجْتِمَاعِيّ من قيام شخص بتوثيق تطاوله وإساءته لكتاب الله الكريم بتصرفات والعياذ بالله أثارت استياء المجتمع وغضبه؛ غيرةً على كتاب الله الكريم؛ فقد تَمَكَّنَت شرطة المنطقة من تحديد هويته وضبطه وهو حدث عمره 15 عاماً، وَتَمَّ إيداعه دار الملاحظة الاجْتِمَاعِيّة، وإشعار فرع النيابة العامة بمنطقة الرياض لتطبيق النظام بحقه حَسْبَ الاختصاص".

المتآمرون على الشباب

من يقف وراء تحريض هذا الحدث؟ ومن شككه في دينه؟ ومن جرأه على كتاب الله؟ وما هو مستوى تعليمه؟ وفي أَي مرحلة؟ ومعدلاته الدراسية؟ والأماكن التي يتردد عليها؟ وهل هو بكامل قواه العقلية ومتزن نفسياً أم يخضع لعلاج نفسي؟ وماذا عن أسرته وتماسكها الاجْتِمَاعِيّ؟ وماذا يقرأ وأين يقضي أوقات فراغه وأقرانه؟ وما إِلَى ذلك من أسئلة تكشف حقيقة مشكلة هذا الصبي الغض؟

#مواطن_يسيء_للقرآن_الكريم

وحتى تتكشف التحقيقات مع الصبي المسيء لكتاب الله، وتحدد النيابة لائحة الاتهام، وكشف من حرضه في هَذِهِ السِّنّ على الدين؛ علينا الانْتِظَار لتظهر أبعاد القضية كاملة، خُصُوصَاً أنها أثارت غضباً عارماً بين فئات المجتمع، واشتعل موقع التواصل الاجْتِمَاعِيّ غضباً بعد نشر مقطع الفيديو، ودشن هشتاق #مواطن_يسيء_للقرآن_الكريم.

وقال المغرد فهد بن خالد بن تركي‏: والله وبالله وتالله وأقسم بمن أحل القسم لن أترك لِهَذَا المسيء للقرآن الكريم أي شيء حتى أكرهه في حياته ويندم على فعلته".

أما المغرد حمد الشامان فقال‏: للأسف سيسجن ويخرج بكفالة بعد أيام، كسابق الذين طعنوا بأعراض أمهات المؤمنين ورسولنا الكريم، اللهم إننا نبرأ إليك منهم".

وقال سعد الحازمي: "اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا، اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا".

ورفض عدد كبير من المغردين أَي تبريرات للمسيء للقُرْآن الكريم، بأنه: "مَرِيض نَفْسِيّاً".