كثر الحديث عن الأندية الرياضية النسائية وإدخال الرياضة في مدارس البنات وتحدَّث الكثير عن وجهة نظرهم تأييداً أو انتقاداً ، فأحببت أن أبديَ رأيي كغيري من الكُتَّاب وغيرهم ، أداءً للنصيحة وبراءة للذمَّة وإقامة للحُجَّة ، فالنصيحة حق من حقوق المجتمع على أهل العلم وطلاَّبه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "الدِّين النصيحة ، قالوا : لمن يارسول الله ؟ قال : لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامَّتهم" ومن باب المشاركة في هذا الموضوع أقول مستعيناً بالله : أولاً : وضع الأندية النسائية ( الغير رسمية ) [في المستشفيات والمراكز الطبية والمشاغل النسائية وعيادات التجميل والفنادق ونحوها] تدل على أضرار بالغة ومفاسد متنوعة تكتنف إعطائها الصبغة الرسمية والجواز الشرعي فهي تعج بالمخالفات التي منها اللباس الفاضح( ضيقاً أو قصيراً أو شفافاً) وبنطالاً وسباحة ومسابح سونا وحمامات بخار وغير ذلك). ثانياً : الأندية الرياضية الرجالية لم تساهم بأي نسبة تذكر في تخفيف البدانة في أوساط الرجال إذ أنها تعتمد على إجادة اللعب ( قدماً وطائرة وسلة ونحوها) ولا تخصّص برامج للتخفيف لذا فقد ذكرت إحدى الإحصائيات أن ( 52%) من البالغين يعانون من السمنة و( 18%) من المراهقين ( 15%) من الأطفال !! فأين دور الأندية في تخفيف السمنة لدى الرجال؟؟ ثالثاً : واقع الأندية الرياضية النسائية في العالم العربي واقع سيئ حيث تدرجت من الستر والحشمة والبعد عن الرجال إلى اللباس الضيق ثم شبه العاري ثم العاري إلى أن وصلت إلى مسابقات السباحة بالملابس الداخلية فقط؟؟ رابعاً : وضع الفتيات السعوديات اللاتي تبرز صورهن في وسائل الإعلام _ (كقائدة طائرة أو مشاركات في سابقات الفروسية أو الألعاب الرياضية أو حتى رالي السيارات) ! – وضعهن – يدل على انعدام الحياء ونزع الحجاب والاختلاط بالرجال والضرب بالضوابط الشرعية عرض الحائط فلباسهن ضيق وشعورهن مكشوفة وهن يختلطن بالرجال ويصافحنهم و...الخ خامساً: لقد منع النبي صلى الله عليه وسلم من تزيَّنت وتعطَّرت من الصلاة في المسجد فكيف بمن تخرج للأندية الرياضية ؟ وذلك لأن الأصل في المرأة القرار في البيت لقوله تعالى : ( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن الجاهلية الأولى) وواقع النساء في الأندية الغير مصرَّحة ( في المشاغل والمراكز الطبية.. ) يؤكد ضرورة منعهن من الخروج لذلك الغرض حيث تعدى الأمر الخياطة والتخسيس والتجميل إلى الرقص وما سمي بالهيب هوب ( الذي يمارس في الأندية الليلية في بعض الدول العربية) وقد صرَّحت بعض المسئولات عن الأندية في المملكة بذلك !؟ سادساً : إذا كان المطالبون بالأندية الرياضية النسائية يحتجون بأنها ستكون وفق الضوابط الشرعية فمن سيضع هذه الضوابط ؟؟ إن كانوا العلماء فقد بيَّن العلماء حكمها ابتداءً وأنها لا تجوز لما يترتب عليها من مفاسد لا يدركها المتحمِّسون لها على غير هدى من كتاب ولا سنة, وإن كان المطالبون بها فليسلوا أهلاً لوضع تلك الضوابط لجهلهم بالقواعد الشرعية وحِكَمِ التشريع ومقاصد الشريعة والمصالح والمفاسد. سابعاً : الاحتجاج بأن اللجنة الأولمبية الدولية ستمنع المملكة من المشاركات الدولية ( الرجالية ) إذا لم تقر الأندية الرياضية النسائية !! ؟؟ لا يبرر إنشاء الأندية الرياضية النسائية لأمور :
- أن انتزاع المملكة العربية السعودية استثناءها من بعض شروط الانضمام لمنظمة التجارة العالمية يدعوها إلى السير في هذا الاتجاه ( كما قال عضو مجلس الشورى) د. حاتم الشريف وذلك برفض شرط إنشاء الأندية النسائية .
- أن المملكة عضو فاعل وداعم قوي للجنة الأولمبية الدولية ولذا فلن يفرطوا بها لهذا السبب.
- أن تلك اللجنة لا يمكن لها أن تجبر المملكة على عمل يخالف الشريعة الإسلامية التي تحكم بها المملكة
- أن ذلك الشرط مقصودة به المملكة وبتحريض من دعاة تحرير المرأة في الداخل !؟ للضغط على الدولة والرضوخ لهذا المطلب الآثم الجائر وسيخيب الله مسعاهم بثبات ولاة أمورنا على مبادئ دينهم.
- أن المملكة كما قال – نائب رئيس مجلس الشورى – لن تخسر شيئاً من تجميدها طلب اللجنة الأولمبية الدولية بمشاركة المرأة السعودية إذ أن المملكة لن تستطيع فرض ضوابطها الشرعية في المنافسات النسائية في الخارج.