الأربعاء، 15 شوال 1445 ، 24 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

تسويق القطاع الثالث.. تعالوا إلى كلمةٍ سواء

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
دار كلام كثير وحوارات كثيرة في مواقع التواصل الاجتماعي وقروبات الواتساب وأحاديث المجالس حول النسب التي تتقاضاها القنوات مقابل إعلانها عن الأوقاف أو التبرع للجهات الخيرية، وبرأيي أن هذا الحراك جميل والمكاشفة والشفافية هما عنوان المرحلة الحالية. هناك ممارسات سابقة من بعض القنوات بأخذ نسبة على مبالغ الأوقاف التي تروج وتسوق لها وهذا كلام معروف لمن هم في الوسط التسويقي الإعلامي وبالإمكان سؤال الجمعيات والجهات التي أعلنت عبر شاشتها ، وهناك طرق أخرى بشراء مساحة أو مدة زمنية من البث بمبلغ محدد ومتفق عليه من قبل الطرفين والجمعية تقوم بالتسويق لمناشطها والتي من ضمنها أوقافها خلال هذه الفترة وأحسب ان هذه حركة ذكية في الاستثمار والتجارب تثبت ذلك فأحد الجهات اشترت مدة زمنية برقم مليوني وبعد نهاية المدة كانت النتيجة المالية –غير النتيجة اللوجستية – أكثر من 300% ، وتسمى في عرف القنوات: الرعاية ،كما أن هناك أفكاراً في تغطية تكاليف الحملات التسويقية عبر جهة مانحة أو راعي أو تاجر وهذه تصرفات حكيمة وذات أثر متعدي،ولعل انتشار ثقافة الأوقاف على القنوات الفضائية ومشاركة الناس ظاهرة ايجابية دينياً ودنيوياً حيث حققت استدامة لبعض الجهات وهذا خير . لكل مهنة اخلاق ومواثيق شرف فكما أن التسويق التجاري له قوانينه ومختصوه الذين يفتون فيه –بلغة الجمعيات- فكذلك التسويق الخيري له فنون و أخلاقيات وضوابط لابد أن تحرر من أهل العلم والدراية لأن الأموال التي تبذل للجهات الخيرية لها مصارفها ومحدداتها ,والفتوى تتغير بتغير الزمان وفقه الواقع يحتم أن يكون هناك تبيين شرعي مفصل لكل الممارسات الموجودة والسابقة والمتوقعة فالإعلام له سطوته في كل مناحي الحياة توسعاً وتشعباً وتجدداً، والحصافة في أن نسخر كل ذلك لما يخدم مجتمعنا ورؤيتنا متوافقاً مع شريعتنا ، ولايكون النهم المالي هو الموجه لنا وإلا مالفرق بين أصحاب الرسالة والهم المجتمعي وأصحاب المال ! في كل مجال وكل فن يكون الدخلاء والسماسرة هادمين من حيث شعروا أو لم يشعروا لذا لابد من حماية القطاع من الدخلاء عليه الذين لاهم لهم إلا أن يستفيدوا من هذه الموجة بأي وسيلة وبأي تأويل شرعي او مهني أو فلسفي وهذا سيقود بدوره إلى تمكين القطاع وتحقيق النماء ، ولنا في التجارب الرائدة والممارسات المبدعة في بلادنا العزيزة نماذج مشرفة تستحق ان تبرز وتحكى وتعمم ، فالجمال ينتشر بدون استئذان . حينما يصل الأمر إلى التنازل عن مبادئ أساسية شرعاً وعرفاً من أجل جمع الأموال وفي سبيل مقارنة نفسك بالجهات المماثلة التي لديها موارد تحقق فيها مبالغ بطرق احترافية وشفافة بل ومنشورة لكل من يريد الاطلاع عليها، فهنا أنت تسير في الطريق الخطأ وتحتاج لإعادة حساباتك فالمجال الذي تعمل فيه مجال يهتم بالقيم أولاً  . ما يُرفض هو الكلام الجزافي والتشويه العام ومايُنشد هو التصحيح والمكاشفة والمحاسبة لكل مخطئ مفرط ولنكون عمليين فإن من الأفكار التي ستحدث أثراً في هذا الجانب إنشاء شركة اعلامية وقفية تدير الأعمال الإعلامية والإعلانية والتسويقية للجهات بشراكة الوزارات المعنية ,أحد مشاريعها إطلاق قناة فضائية متخصصة بالعمل الخيري في المملكة من ضمن برامجها "تلفزيون الواقع" . ويعلم الكل أن بلادنا بفضل الله مفخرة في العمل الخيري والاجتماعي إلا أن الجهات بخيلة ومقصرة في إخراج أثرها ونشره في الإعلام والمشاركة به في المحافل والمؤتمرات ، نحن في عصر المعرفة والمعرفة قوة ومن القوة أن تنشر جهودك ونشاطاتك ،فالدراسات والأبحاث والرصد ستظهر حقائق مبهرة ،فالنهر الجاري لا يعرف الناس ما بداخله من درر وكنوز ولآلي ، وهنا أكرر مقترحاً طرحته في اللقاء السنوي الرابع عشر للجهات الخيرية بأن على الجهات المعنية عدم الترخيص للمؤسسات الخيرية إلا بعد تجاوزها معايير إعلامية محددة حيث ستسهم في الوضوح والشفافية ،وطاقات الشباب في هذا المسار تنتظر من يعطيها الضوء الأخضر . العمل الخيري عمل تعبدي يؤجر عليه كل من شارك فيه بفكرة أو مال أو خبرة أو ... ومصلحة المستفيد تكون أولاً، في ظل هذه المحددات يطيب المطعم وتمتلأ الصحائف بالحسنات والأجور التي هي غاية كل عامل في هذا المجال . م . رياض بن ناصر الفريجي 27-9-1438 هـاضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook