الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

في ذكرى غزوة بدر.. معركة الفرقان وبوابة فتوحات المسلمين التاريخية

الحرب
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - فريق التحرير:

في مثل هذه الأيام المباركة نتنسم انْتِصَارات المسلمين بقيادة خير البشر سيد الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله، صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قائد الغر المحجلين، في شهر رمضان المبارك، حيث ارتفعت راية الإسلام في رمضان، وسطر المسلمون أعظم الانْتِصَارات ووصل الإسلام بتضحياتهم إلى ربوع الدنيا شرقها وغربها.

اضافة اعلان

في هذه الأيام المباركة، كانت أول المعارك في التاريخ الإسلامية، غزوة بدر الكبرى، التي انتصر فيها المسلمون نَصَّراً مؤزراً وكانت بمثابة فتحاً على المسلمين.

بداية المعركة:

لما استقر المسلمون بعد الهجرة في المدينة، وبَدَؤُوا يبنون مجتمعهم أراد رسول الله صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يوقف طغيان قريش التي آذت المسلمين، وأن يكسر هيبتها بين القبائل لتنَفَتْح القلوب نحو دعوة الإسلام، فأرسل بعض السرايا تعترض قوافلها، وفي شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة بلغه أن قافلة كبيرة لقريش بقيادة أبي سفيان عائدة من الشام فأمر من كان ركائبه حاضرة أن يتجهز ويتبعه، وخرج من المدينة مع من حَضَرَ من الصحابة، وكانوا ثلاثمائة وسبعة عشر رجلاً، وأرسل طلائعه لترصد القافلة.

هروب أبي سفيان

وعلم أبو سفيان بترصد المسلمين للقافلة، فأرسل ضمضم بن عمر إلى مكة يستغيث قريشاً ويستنهضها لحماية القافلة، فاتجهت قريش للحرب، وخرجت بقيادة أبي جهل تصحبها القينان والدفوف وقينان الخمر بطراً ورئاء الناس، وفي الشمال كان أبو سفيان يسير بالقافلة متوجساً ومبتعداً عن المدينة، فلما اقترب من بدر ترك القافلة واتجه ببعض رجاله إلى ماء بدر مستكشفاً، ورأى أثر طلائع المسلمين فعاد إلى القافلة وتوجه بها إلى طريق الساحل، حتى إذا أدرك شوطاً من الطريق أدرك أنه نجا من مواجهة المسلمين، فأرسل يخبر قريش يخبرهم بنجاة القافلة ويطلب منهم العودة إلى مكة، إلا أن أبا جهل رَفَضَ العودة وواصل المسلمون مسيرهم ولما بلغوا وادي دفران علموا بمرور القافلة وتجاوزها لبدر وبخروج المشركين من مكة لحربهم، وتوقف الرسول صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالجيش واسْتشَار الصحابة فيما يفعلون فأجمع الصحابة على مواجهة قريش.

السكينة تنزل على المسلمين

وصل المسلمون إلى أول سهل بدر، ونزلوا قرب كثيب الحنان في العدوة الدنيا، وكانت أرضاً واسعة محمية من جهاتها الثلاث، ولكن ليس فيها ماء، وأَشَارَ عليه الحباب بن منذر أن يتقدم بالجيش إلى منطقة الآبار ويسيطر عليها، فأخذ بمشورته ونزل عند آخر بئر قرب المشركين، وبنى المسلمون عليه حوضاً وملؤوه بالماء، وغوروا الآباء الأخرى ليحرموا المشركين منها.

وبنى المسلمون عريشاً لرسول الله صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأمضى رسول الله صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الليل يصلي ويتضرع إلى الله أن ينصر المؤمنين، واضطرب بعض المسلمين، ووسوس لهم الشيطان أنهم قليلون مغلوبون فأنزل الله سكينته عليهم، وهطل مطر خفيف يثبت الأرض الرملية التي كانوا عليها ويطهر النفوس من الوساوس.

النبي يخطب في المسلمين

وبعد صلاة الفجر خطب فيهم رسول الله صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحثهم على الصبر والثبات والاستبسال في مواجهة المشركين، ثم صفهم في صفوف متراصة، وبعث الله عليهم نعاساً خفيفاً استراحت به نفوسهم وأصبحت بعده متيقظة نشطة، وتوافدت جموع المشركين واصطفوا للقتال أمامهم، وحاول الأسود بن عبد الأسد المخزومي أن يقتحم الحوض فقتله حمزة ابن عبدالمطلب.

وتقدم ثلاثة من صناديد المشركين عتبة بن الوليد وأخوه شيبة وابنه الوليد فخرج إليهم ثلاثة من الأنصار فرفضوا قتالهم، وطلبوا أندادهم من المهاجرين، فأمر رسول الله صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يخرج لهم حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث فقتل حمزة شيبة، وقتل علي الوليد، واختلف عبيدة وعتبة في ضربتين وأُصِيبَ كل منهما بجراح بالغة، فحمل حمزة وعلي على عتبة وقتلاه، ونقلا عبيدة إلى صفوف المسلمين وأمر رسول الله المسلمين ألا يتحركوا من مكانهم وأن يَسْتَعِدوا بالنبال ولا يطلقوها حتى يصبح المشركون في مرماهم، وزحف المشركون على مراكبهم فلما اقتربوا منهم أمطروهم بالنبال وأَوْقَعُوا فيهم إصابات كثيرة، وواصل المشركون تقدمهم حتى إذا أصبحوا على بعد خطوات سل المسلمون سيوفهم وهاجموهم بقوة.

النبي يدعو للمسلمين بالنصر

ووقف رسول الله صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالعريش وألح بالدعاء، وأنزل الله سبحانه الملائكة يشدون أزر المسلمين ويضربون رؤوس المشركين وأيديهم، وتجلت بطولات المجاهدين وبخَاصَّة أبو بكر وعمر وحمزة وعلي والمقداد وأبو دجانة، ونزل رسول الله صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الميدان وأخذ حفنة من تراب ورماها في اتجاه المشركين وهو يتلو الآية: {سيهزم الجمع ويولون الدبر}، فما بقي منهم أحد إلا أصابته وتضعضعت صفوف المشركين وبَدَؤُوا يتساقطون تحت سيوف المسلمين والملائكة، وكان النصر حليفاً للمسلمين، وكانت غزوة بدر بداية فتوحات المسلمين التاريخية.

موقع غزوة بدر الكبرى

وقعت غزوة بدر الكبرى على أرض وادي بدر الذي يقع بين مكة المكرمة والمدينة الْمُنَوَّرَة، ويبعد عن المدينة الْمُنَوَّرَة 153 كلم؛ وَهُوَ أحد أسْوَاق العرب، وأحد مراكز تجمعهم للتبادل التِجَارِيّ والمفاخرة، وكان العرب يقصدونه كل عام.

وسُميت الغزوة بهذا الاسم نسبةً إلى منطقة بدر التي وقعت المعركة فيها، وبدر بئرٌ مشهورةٌ تقع بين مكة والمدينة الْمُنَوَّرَة.

أهمية غزوة بدر

وتعود أهمية غزوة بدر إلى عظم حجم الانْتِصَارات التي حَقَّقَها المسلمون فيها، والتأثيرات الإيجابية التي خلّفتها في نفوسهم، حيث إنها رفعت من معنوياتهم وزادت في إيمانهم، وهزَّت كيان أعداء الإسلام، وصاروا بعدها ينظرون إلى المسلمين على أنهم قوة لا يستهان بها.

أسْبَاب الغزوة

كانت قريش تعامل المسلمين بقسوة ووحشية، فأذن الله للمسلمين بالهجرة من مكة المكرمة إلى المدينة الْمُنَوَّرَة، لكن قريشاً استمرت في مصادرة أموال المسلمين ونهب ممتلكاتهم، وعلم النبي – صلَّى الله عليه وآله وسلم – أن قافلة تِجَارِيّة لقريش محملة بمختلف البضائع والأموال، وتقدر قيمتها بـ50 ألف دينار ومحملة على ألف بعير، سوف تمرّ بالقرب من المدينة في طريق عودتها إلى مكة المكرمة قادمة من الشام.

وقرر النبي – صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – أن يقابل المشركين بالمثل، ويسعى من أجل استرداد شيء مما نهبه كفار قريش من المسلمين عن طريق مصادرة أموال قريش بالإغارة على قافلتهم ومصادرتها.

لكن أبا سفيان الذي كان يترأس القافلة لما عرف نية المسلمين غيّر طريقه، وأرسل إلى قريش يخبرها بذلك، وطلب منهم المدد والعون، فهرعت قريش لنصرته والدفاع عن أموالهم بكامل العدة والعتاد الحربي، وكان عددهم من (900) إلى (1000) مقاتل.

وتمكن أبو سفيان من الفرار بالقافلة إلى مكة، ونجا بنفسه والأموال التي كانت معه، إلا أن مقاتلي قريش عزموا على قتال المسلمين.

أعداد المقاتلين

قُدّر عدد المشاركين في غزوة بدر من المشركين بـ 1000 مقاتل، ومن المسلمين بـ 313 مقاتلاً، منهم 82 من المهاجرين، و231 من الأنصار، وكان 170 من الأنصار من قبيلة الخزرج، و61 من قبيلة الأوس.

النصر حليف المسلمين

بدأ القتال بين المسلمين والكفار صباح يوم (17) شهر رمضان المبارك سنة (2) هجرية، بعد زحف الكفار نحو مواقع المسلمين، واستمر القتال حتى ظهر ذلك اليوم، وكتب الله النصر للمسلمين بعد أن استشهد منهم 14 رجلاً، وسقط من الكفار 70 قتيلاً، منهم أبو جهل، وأُسر منهم 70، وهُزم الأعداء وغنم المسلمون غنائم كثيرة.

وأمر النبي – صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – بدفن الشُهَدَاء ومواراة القَتْلَى من الأعداء، ثم صلى بالمسلمين صلاة العصر، وتوجه المسلمون إلى المدينة الْمُنَوَّرَة وهم فرحون مستبشرون بما كتب الله لهم من النصر.

فضائل غزوة بدر

قال الدكتور أمين بن عبدالله الشقاوي: إنه وردت نصوص كثيرة تبين فضل غزوة بدر وأهل بدر من الْقُرْآن وَالسُّنَّة، ومن ذلك تسمية الله لها بيوم الفرقان، قَالَ تعالى: ﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فأنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير﴾ [الأنفال: 41].

ومنها: نَصر الله تعالى لهم بالرعب، قَالَ تعالى: ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرَّعْبَ فَاضْرِبُواْ فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُواْ مِنْهُمْ كُلَّ بَنَان﴾ [الأنفال: 12].

ومنها: إمداد الله تعالى لهم بالملائكة، قَالَ تعالى: ﴿وَلَقَدْ نَصَّرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُنزَلِين * بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَـذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُسَوِّمِين﴾ [آل عمران: 123 – 125].

ومنها: فضل من شَهِدَ بدراً من الصحابة، والملائكة على غيرهم، روى البخاري في صحيحه من حديث معاذ بن رفاعة ابن رافع عن أبيه، وكان أبوه من أهل بدر قال: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: “مَا تَعُدُّونَ أَهْلَ بَدْرٍ فِيكُمْ؟ ” قَالَ: مِنْ أَفْضَلِ الْمُسْلِمِينَ – أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا – قَالَ: وَكَذَلِكَ مَنْ شَهِدَ بَدْراً مِنَ الْمَلَائِكَةِ[5].

ومنها: أن من قُتل منهم نال الفردوس الأعلى، روى البخاري في صحيحه من حديث أنس بن مالك رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: أَنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ بِنْتَ الْبَرَاءِ وَهِيَ أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ: أَلَا تُحَدِّثُنِي عَنْ حَارِثَةَ؟ وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ، أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ، فَإِنْ كَانَ فِي الْجَنَّةِ صَبَرْتُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ فِي الْبُكَاءِ، قَالَ: “يَا أُمَّ حَارِثَةَ! إِنَّهَا جِنَانٌ فِي الْجَنَّةِ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الْأَعْلَى”[6].

ومنها: أن أهلها مغفور لهم، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه، وأصله في الصحيحين أن النبي صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: “إنَّ اللَّهَ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ”[10]. قَالَ ابن حجر: “وهي بشارة عظيمة لم تقع لغيرهم”[11].

ومنها: رجاء النبي صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأهل بدر ألا يدخلوا النار، روى مسلم في صحيحه من حديث جابر رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: أَنَّ عَبْداً لِحَاطِبٍ جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْكُو حَاطِباً، فَقَالَ، يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيَدْخُلَنَّ حَاطِبٌ النَّارَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “كَذَبْتَ لَا يَدْخُلُهَا، فَإِنَّهُ شَهِدَ بَدْراً وَالْحُدَيْبِيَةَ”[12].

ومنها: إخباره صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه لولا أهل بدر لم يصلنا الإسلام، ولقضي عليه معهم، روى مسلم في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قال: لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ نَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ أَلْفٌ وَأَصْحَابُهُ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَتِسْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً، فَاسْتَقْبَلَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ، ثُمَّ مَدَّ يَدَيْهِ فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: “اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ آتِ مَا وَعَدْتَنِي، اللَّهُمَّ إِنْ تهلك هَذِهِ الْعِصَابَة مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ”[13].

ومنها: أن الله أحل الغنائم لهذه الأمة في هذه الغزوة، قَالَ تعالى: ﴿فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّباً وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم﴾ [الأنفال: 69]. روى الطيالسي في مسنده من حديث أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه قال: “لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ تَعَجَّلَ النَّاسُ إِلَى الغَنَائِمِ فَأَصَابُوهَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “إِنَّ الغَنِيمَةَ لَا تَحِلُّ لِأَحَد سُودِ[14] الرُّؤُوسِ غَيْركُمْ”، وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ[15] إِذَا غَنِمُوا غَنِيمَةً جَمَعُوهَا، وَنَزَلَتْ نَارٌ فَأَكَلَتْهَا، فأنزل الله هذه الآية: ﴿لَّوْلا كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ﴾ إلى آخر الآيتين”[16].

ومنها: إخباره تعالى عن نَتِيجَة المعركة قبل بدئها، وذلك بالنصر للمؤمنين على الكافرين، قَالَ تعالى: ﴿وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِين * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُون﴾ [الأنفال: 7 – 8].

 
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook