الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

قيس آل مبارك: يجوز الفطر للصائمين في البلاد التي يطول فيها النهار إذا خافوا الضَّرر أو الهلاك

5f3ebce41908ddf3f76546db35ce7be7_400x400
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل ـ فريق التحرير:

قال الشيخ قيس بن محمد مبارك، ‘‘إنّ الذين يُقيمون في البلاد التي يطول فيها النهار يأخذون حُكْمَ أصحاب المهن الشاقَّة، التي  يَقْدِرُ على صيامها أكثر الناس، ويعجز البعض الآخر، فكثيرٌ منهم يُـمْكنه أنْ يصوم، وغايةُ الأمر أنه يجد مشقَّةً في الصيام لطول النهار، فهؤلاء يجب عليهم أن يصوموا، ويُلاحَظ أنَّه إذا اشتدَّ بهم التَّعبُ أثناء النهار وخافوا حصول الضَّرر أو الهلاك، جاز لهم الفطر، وعليهم قضاء ما أفطروا من الأيام‘‘.

اضافة اعلان

وتابع، لعلَّ سائلا يسأل هل يجوز لِـمَن يقيم في تلك البلاد التي يطول نهارُها، تبييتُ الفطر، إنْ خاف حدوث شدَّة الأذى أو الهلاك، أم يجب عليه تبييت الصيام، حتَّى إذا اشتدَّ به التَّعبُ أفطر؟

وأوضح أن للفقهاء في هذه المسألة قولان:

القول الأول: وهو مشهور المذهب، أنَّه يجب عليه أنْ يَنْوي الصيام، لأنَّه شهدَ الصوم وهو صحيحُ البدن، ولأنَّ سبب الفطر، وهو الهلاك أو التَّعب الشَّديد، لم يَقع بعد، فوَجب عليه أنْ يَشرعَ في الصيام، ثمَّ إذا حصلَ له أثناء الصيام تعبٌ شديد، فخاف حصول ضررٍ شديد أو هلاك، فعليه أنْ يقطع صيامه ويفطر .

وهذا الذي يظهر من قول الشيخ الدسوقي في حاشيته على الشرح الكبير، ونصَّ على هذا الشيخُ مَحمد ميَّارة الفاسي (ت١٠٧٢هـ) في كتابه الدُّر الثمين، والشيخ عبد السلام التاجوري(ت١١٣٩هـ) في تذييل المعيار، والشيخ محمد عليش(ت١٢١٧هـ) في كتابه فتْح العليِّ المالك، فقد اتَّفقتْ أقوالهم على أنَّ التَّعب الشديد قد يقع بسبب الصيام، وقد لا يقع، فلا يُرخَّص الفطرُ لأمرٍ موهومٍ، فحالُ هذا الصحيح كحال المقيم الذي ينوي السَّفر نهاراً، ليس له أنْ يُفطر قبل أن يسافر، لأنه قد يسافر وقد يَعدِلُ عن السَّفر، فيجب عليه تبييت نيَّة الصيام مادام مقيماً، فكذلك الصحيح، يجب عليه تبييت نيَّة الصيام، فإذا صام وحصل له تعبٌ واشتدَّ به، وخاف حصول ضررٍ أو هلاك، فعليه أن يفطر.

القول الثاني: وهو قولٌ في مذهب الإمام مالك، قال الشيخ أحمد الدردير في الشرح الكبير: (وأما الجهدُ الشديد فَيُبيحُ الفطرَ للمريض، قيل والصحيح أيضا) وقال الشيخ محمد بن عَرَفَة الدسوقي: (وقيل يجوز له الفطر) واستناداً إلى هذا القول، فإنَّ صحيحَ البدن، إذا خاف حصولَ ضررٍ، جاز له تبييتُ الفطر مِن الليل، ويَقضي ما فاتَه بعد رمضان.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook