الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

أبقوا عليه مملكتي

001
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
  كان والدي - رحمه الله- رجل أمن يحب دينه ويعشق وطنه حتى الثمالة ويشعر بولاء منقطع النظير لمهنته لا توصف سعادته عند رؤيته لاستعراض عسكري وفي حرب الخليج الثانية وقد أحيل قبلها للتقاعد بثلاث سنوات كان يتمنى لوكان في الصف الاول للدفاع عن وطننا بدون مقابل إنما دين وولاء وشهامة عند إذن علمت أنني أملك وطنا ليس كبقية الأوطان وطنا أشرق التوحيد من أرضه وتوحد العرب من قواده ونهض العالم الإسلامي بذلك الحق القادم من ارضه علمت أن مملكتي جزء من مقتنياتي الثمنية التي أحافظ عليها في كل حين وأصونها أن لاتقع في أيدي العابثين وكل يوم يشرق لي بمملكتي نافذة أو نوافذ للنور يسترشد بها الحائرين يزينها جميعا إيمان وأمان وهذان العنصران هما ركيزتا كل حضارة تريد نفع البشرية وصلاحها فحضارة بلا إيمان هي ورشة حديد سيأكلها الصدأ يوما ما ثم تتهاوى عروشها وحضارة بلا أمان هي غابة يستحكم قويها على ضعيفها لا تلبث أن تفنى ولا يبقى لها أثر إلا في متاحف التاريخ . تسكن السعادة والطمأنينة أعماق قلبي وأنا أرى خلايا الإرهاب تفككها أجهزة أمن مملكتي ,وجحافل الطغيان على الحدود يصدها جنود بواسل جعلوا السهر والمرابطة نصيبا لهم لأهنأ في ربوع مملكتي ..... وتلك قصة لطفل أو طفلة فقدت في لحظة في مكان عام أو خاص لا يكاد الحزن يخيم على الأسرة إلا واتصالات رجال الأمن تعيد لهم ما فقدوا بسلامة وعافية في غضون ساعات , وهنا وهناك مآثر لكل جهاز من أجهزة مملكتي يطول الحديث بسردها ويعجز العقل عن حصرها ويفنى المداد بالإتيان بها فهل يمكن لصياد اللؤلؤ أن يأتي على جميع كنوز المحيط!! وكذلك مملكتي الصغرى(أسرتي) لا تقل حبا وولاء وتضحية في قلبي عن مملكتي الكبرى فأنا حينما أبذر حبا في تلك المملكة الصغيرة أنما أزرع مزرعة لأمة بعدي وحينما أعلن ولائي وتضحيتي لمملكتي الصغرى فإنما أهدي رسالة فعلية للعالم أجمع أن سأصنع جيلا يحفظ الولاء والتضحية لدينه وولاته فلا سبيل لطمس هويته. مملكتي الصغرى هي وحدة بناء مجتمعي ولأنني أحمل منهج محمدا صلى الله عليه وسلم حين قال :(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ...حتى ذكر والمرأة راعية ومسؤولة عن رعيتها) فجعلني وحاكم الدولة سواء نتربع على عرش المسؤولية والقيادة فالحاكم يحمي أسوار مملكته أن تخترق وأنا كذلك أحمي أسوار مملكتي أن تخترق فلو سلط الحاكم أعداءه على مملكته لخربت وأصبحت صفحة من صفحات التاريخ المبكية ووصمة من وصمات العار التي كوى بها جبينه, وكذلك مملكتي لو سلطت أعداء الأسرة عليهم لبقيت أشأم أم على أبناءها ولكان بطن الأرض أوسع لي من ظهرها فلأن يغطي التراب وجهي لهو أكرم للإنسانية من أن يغطيه العار وتضييع العرض. ولأن الحاكم لمملكتي لا يقبل وصاية أو توجيها إلا ممن يوثق بدينهم ووصايتهم فكذلك لا أقبل في مملكتي إلا من أثق بدينه وتوجيهه ولأن الحاكم لو فتح حرية الرأي على مصراعيها التي ضجت بها مدارس التفكير الشرقية والغربية لانطمست معالم الحق وتهاوت صروح القيم في المجتمع مما يأذن بشر مستطير فلذلك جعل لمملكتي محتكما واضحا لابديل عنه وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فكذلك لأقبل في مملكتي بحرية منفتحة تباع فيها القيم ويحجم فيها الدين وتطمس فيها العادات وتبدل فيها الأدوار لا أتنازل فيها عن القيادة لمن ليس أهلا للقيام بدوري(كأم) ولا أخول من الصلاحيات ألا ما تفضي به الحاجة ويستقيم به الحال. وكما عانت مملكتي من موجات إرهاب متعددة الأقنعة  والرؤوس مجهولة المصدر حينا ومعروفة آخر كذلك مملكتي الصغيرة تعاني من الإرهاب الفكري أشده إرهاب يستهدف الدين باسم الحداثة ويستهدف القيم باسم العولمة ويستهدف الحقوق باسم المواثيق الدولية ويستهدف العلم باسم العلمانية ويستهدف تكوين الأسرة باسم(الجندر والمثلية) إرهاب ينتزع المسؤولية ويطمس الهوية ويرمي في الهاوية فأي حياة لنفس نزعت ثم طمست ثم رميت في الهاوية بل هو موت دماغي أسري لم يبقى منه سوى الصورة التي لا تلبث الأيام إلا وتمحي معالمها. كما أنني لا أستطيع العيش بدون مملكتي الكبرى التى درجت على ثراها وتعلمت التوحيد في مدارسها فلا أستطيع أيضا العيش بدون مملكتي الصغرى التى هي أساس بقاء وصلاح الكبرى. ولأنك يا مليكي تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه المساس بأمن ومقدسات مملكتي الكبرى فأجعل ضربة أخرى لمن يريد المساس بأمن مملكتي الصغرى ومقدساتها ,فما صلاح مملكتي الصغرى والحفاظ عليها إلا قلعة حصينة أحمى بها ديني ووطني من كل بغي أو دعي. ولأن أعداء مملكتي الصغرى ليسوا بالضرورة أن يكونوا خارج حدود وطني السياسية فقد يكونوا طابورا خامسا لا أراه بعين الحقيقة ولكن أرى أفعالهم بعين الحقيقة والبصيرة قد يتوشحون رداء التربية زيفا وخداعا باسم التربية المعاصرة وهم يسقون مملكتي الصغيرة دواء التمرد على الوالدين والانفتاح والإختلاط وجعل حقائق الدين أمور ثانوية قابلة للاجتهاد والتغيير حسب حاجة العصر لأن تلك الحقائق الدينية في نظرهم عقد نفسية تعيق التربية وتعطلها, وقد يكون أعداء مملكتي خبراء وعلية قوم في مجالات متعددة يرون أن حجاب المرأة هو الليل الذي حجب عنا الشمس أو الجبل الذي أخفى وراءه زرقة البحر فأجلبوا بخيلهم ورجلهم على هتك ستر الليل بمصابيح الكهرباء وعلى نسف الجبل بأعيرة الدينميت, وصفوا لها المنزل أنه زنزانة جلاد لابد أن تتحرر من جدرانه بل ورسموا لها بعد الخروج معالم السير فهم يخافون عليها أن تسلك طريق الجادة فتفيد وتستفيد فقالوا لها تعالي لا يليق بك إلا ميادين الاختلاط ولباس السفور ودور الملاهي والمقاهي المكشوفة والمطاعم التي تترنح فيها ملعقتك على أنغام الموسيقى بل لقد خاف عليها أدعياء الحرية أن يكون إختلاطها بالرجل عرضا بسيطا فقالوا أجعلوا لها مقعد وظيفي بجانب كل رجل في كل مرفق من المرافق لان طول الخلطة يذهب الحشمة وأن استطعتم أن تجعلوها في مقدمة الركب قبل الرجل فهذا الاستعمار الأسري الذي كنا نحلم به قرونا طويلة فكما إن الكنيسة معقل الدين المسيحي يقطنها الراهبات والرهبان بمباركة الرب (على حد زعمهم)فمرافق الحياة لدينا أولى بالاختلاط بمباركة الغرب(غاية اجتهادهم) . عند لحظة تخرج رجل الأمن في مملكتي الكبرى يؤدي قسم الولاء لدينه ثم مليكه ووطنه وأنا قد أخذ علي ربي العهد والميثاق وأنا في عالم الذر بحفظ ديني ثم ذريتي فكان وفائي بميثاق الخلق أحكم وأوثق من ميثاق الخلق ولذلك لزم الوفاء بميثاق الخالق ثم بعهود الخلق لما في ذلك من حفظ للدين والنفس والعرض والمصلحة العامة للأمة.(وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين , أوتقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون) سورةالأعراف اية 173 . فهلا أبقيتم على مملكتي ليبقى لي ديني وتبقى لي سعادتي وتبقى لي آخرتي فضياع أحداهما نذيرا بضياع الأخرى. حفظ الله لي مليكي ومملكتي (الكبرى والصغرى) وكل مخلص وغيور من أمتي.          اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook