الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

جدة تغرق.. تغير الأمين والحال لم يتغير!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
تواصل - تقارير: مر عام كامل على كارثة جدة وما زالت عروس البحر الأحمر تئن تحت وطأة الفساد الإداري فتصريف مياه الأمطار على حاله لم يتغير، والدليل على ذلك أنه خلال الفترة الحالية هطلت أمطار على هذه المدينة لم تكن بقوة أمطار العام الماضي ومع ذلك فاضت الشوارع بالمياه وغمرت الأنفاق وقطعت الكهرباء وغرقت أحياء بكاملها، وجرفت معها الغالي والنفيس، من ممتلكات وأرواح بريئة كل ما جنته أنها تقطن هذه المدينة الجميلة. طريق نفق الطائرة وسط جدة لم يهنأ سكان جدة بالسير فيه سوى 24 ساعة، بدأت مساء الخميس الماضي حينما حضر أمين جدة الدكتور هاني أبو رأس، وعبر النفق على سجادة حمراء ليقص شريط الافتتاح، وانتهت مساء أول من أمس الجمعة، حينما تحول النفق إلى بحيرة صناعية، أغلقت طريق الأمير ماجد نهائيا أمام المركبات. تبلغ التكلفة الإجمالية لمشروع النفق أكثر من 94 مليون ريال، وفيما أعلن فيه أمين جدة، خلال الافتتاح أن نفق أحد المشاريع الحيوية التي تنفذها الأمانة لفك الاختناقات المرورية عند التقاطعات الرئيسة لشوارع المدينة، أكد مواطنون بجوار مشروع النفق، أن المشروع عجز عن تصريف كميات قليلة من مياه الأمطار في أول أيام تشغيله، وأثبت فشله مبكرا، كباقي أنفاق جدة التي تعرضت للغرق. ونقلت صحيفة "الوطن" عن المواطنين ياسر الغامدي، ومحمد سيف، وبندر القثمي، أنهم فوجئوا بنفق الطائرة الجديد، وقد تحول إلى بحيرة اصطناعية، قاطعا طريق الأمير ماجد الذي يسلكونه يوميا نحو مقرات أعمالهم. وقالوا إن غرق هذا النفق أصابهم بصدمة، وإحباط منقطع النظير، نظرا لأنه لم يمر سوى 24 ساعة على افتتاحه. وأشاروا إلى أن الغريب في الأمر أنهم حضروا ظهر الخميس مراسم افتتاح النفق التي حضرها أمين جدة، حيث كان النفق مفروشا بالكامل بسجاد أحمر، وأنهم لم يصدقوا ما رأته أعينهم صباح أمس، مؤكدين أن كميات المياه التي تسربت إلى النفق محدودة جدا، ولكن مضخات التصريف عجزت عن تصريفها، وأن أية أمطار غزيرة قادمة ستغرق النفق بالكامل. من جانبه، أكد المركز الإعلامي بأمانة جدة في بيان له أمس، أن الأمطار الغزيرة التي هطلت على جدة أدت إلى إغلاق 3 أنفاق، منها نفق الأمير ماجد مع شارع الروضة "الطائرة"، الذي جرى إغلاقه احترازيا وبصفة مؤقتة بالتعاون مع إدارة المرور. بحيرات أنفاق تعرقل المرور.. تسببت المياه المتراكمة في مختلف شوارع وميادين وأنفاق طرق جدة في عرقلة الحركة المرورية طيلة اليومين الماضيين مما أحدث زحاما مروريا، وتكدسا لسيارات وحافلات نقل الطلاب والطالبات في معظم الشوارع، وسط إغلاق طرق محورية هامة بجدة. واستمر ركود مياه الأمطار في الشوارع متواصلا لليوم الثالث على التوالي، وسط استنفار كافة الجهات المعنية، وانتشار صهاريج الشفط، إلا أن كميات المياه المتجمعة في الشوارع والأنفاق كانت أكبر من طاقة الصهاريج التي باشرت شفطها. وأكد عدد من المواطنين وسط زحام التقاطعات الرئيسة بجدة أمس، أن المشكلة تكمن في عدم قدرة الجهات المختصة على سحب كميات المياه الكبيرة التي تجمعت وسط الشوارع الرئيسة، وأغلقت الأنفاق التي تختصر المسافة بين شرق جدة وغربها، مما أدى إلى حدوث هذا الزحام المروري. أولوية الشفط للمحاور الرئيسة.. وأوضح المواطنون ياسر عريف، وفهد الحربي، وعلي بابكير أنهم اضطروا إلى مغادرة سياراتهم لاستطلاع أسباب تكدس السيارات في تقاطع طريق الملك عبدالله مع طريق المدينة، مؤكدين أن ضعف التخطيط المروري، وتجمع المياه أسفل النفق، أسهما في إحداث هذا الزحام الكثيف للسيارات، وأنه كان من المفترض تحويل المركبات إلى طرق بديلة أكثر أمانا، قبل دخولها إلى منطقة مكتظة بالمياه، وضيقة الشوارع. وطالبوا بالمبادرة إلى وضع أولوية لسحب المياه التي تتجمع في المحاور الرئيسة، وحول مدارس الطلاب والطالبات، ومباشرة رش تجمعات هذه المياه بالمبيدات الحشرية لمنع انتقال الأمراض، وانتشار الأوبئة التي تسببها المياه الراكدة. إلى ذلك، أبدى عدد من مديري ومديرات مدارس بجدة- طلبوا عدم ذكر أسماء مدارسهم- أنهم وجهوا نداءات عاجلة للبلديات الفرعية التي تقع ضمن نطاقها مدارسهم، للمطالبة بسحب كميات المياه التي تسببت في إغلاق مداخل المدارس، وحالت دون دخول الطلاب والطالبات إليها، وأنه بنهاية دوام أمس، لم تستجب أي بلدية فرعية لاستغاثة المدارس. الأرض لا تمتص المياه من جانبها، أرجعت أمانة جدة في بيان لها أمس، سبب غرق بعض أنفاقها إلى عدم قدرة الأرض على امتصاص الكميات الكبيرة من المياه، بسبب تواصل هطول الأمطار خلال اليومين السابقين، مما أدى إلى تراكمها. وذكرت أن 3 مضخات رئيسة تقع في نفق طريق الملك عبدالله، سعة الواحدة منها من 120-150 لتر في الثانية، قادرة على تصريف مياه الأمطار في وقت مناسب، وأنه تم توفير 9 مضخات، و20 ناقله لتفريغ التقاطع أعلى النفق والمناطق المحيطة به لتسهيل الحركة المرورية ووصول الساكنين إلى منازلهم عبر ضخ المياه داخل النفق "المغلق"، وأنه سيتم الانتهاء من تفريغ النفق من المياه خلال ساعات متأخرة من أمس. ووصفت الأمانة في بيانها، ما تعرض له نفق تقاطع طريق الأمير ماجد مع شارع حراء، بأنه عبارة عن تدفق مياه الأمطار إلى النفق، وأن ارتفاع كمية المياه زاد عن طاقة مضخات النفق، مما ترتب عليه غلق النفق. وقالت إنه تم إغلاق نفق تقاطع طريق الأمير ماجد مع شارع الروضة احترازيا، حتى يتم اكتمال تشغيل المضخات الخاصة به، والانتهاء من مشروع يجري العمل به في هذا الشأن، وسيتم استلامه خلال الأسبوعين المقبلين. واختتمت الأمانة بيانها، بأنها ستأخذ بعين الاعتبار كافة الاحتياطات لجميع الأنفاق الحالية والمستقبلية فيما يتعلق بتصريف مياه الأمطار، وأن لديها مشروعا سيتم طرحه العام الحالي لتصريف المياه السطحية في الأنفاق تحت التنفيذ والمستقبلية، بهدف تصريف المياه السطحية، ومياه الأمطار بمجرد دخولها إلى الأنفاق عبر المضخات. مكاتب قضاة جدة تغرق! وكواحدة من المشكلات العديدة الناتجة عن أمطار وسيول جدة الأيام الماضية، استمر عدد من القضاة وموظفي المحكمة العامة في محافظة جدة لليوم الثاني استقبال المراجعين في الممرات والفناء الخارجي بسبب مياه الأمطار التي تسربت إلى مكاتب القضاة من السقف. ونقلت صحيفة "المدينة" أنه هناك حالة من الاستنفار كان بطلها الموظفين وعدد كبير من عمال النظافة، حيث أخذوا في إزالة آثار المياه الآسنة التي استقرت على مكاتب القضاة وكميات الطين التي ترسبت على الأرض وأغلفة المعاملات والقضايا، وقال القاضي التنفيذي علي النهاري إن ما حصل من تلفيات داخل مكاتب القضاه طال بعض الأثاث المكتبي مما استدعي تغييره، لافتًا إلى أن التسربات من خلال السقف "المستعار" ساهمت في تفاقم الوضع في داخل المكاتب، مشيرًا إلى خطورة السقف لضعفه واحتمال سقوطه في أي لحظة فوق من يعملون تحته. وبين أن قدم المبنى عامل مهم في حدوث هذه التلفيات وينبغي الانتقال إلى المبنى الجديد في أسرع وقت ممكن. وانتقد أحد المراجعين المباني المصنوعة من "الهنقر" والتي لا تمنع تسرب مياه الأمطار إلى داخل المكاتب، مشيرًا إلى أن من الأهمية بمكان الانتقال إلى المبنى الجديد والذي تم تأثيثة بالكامل وتجهيزه بكافة المستلزمات ولا ينقصه إلا انتقال الموظفين، مستغربًا هذا التأخير المستمر. وقال موظف في المحكمة: إنه تم إغلاق البوابة الشمالية بالبلوكات خشية من دخول مياه الأمطار، مشيرًا إلى أن الموظفين دفعوا مبالغ مالية من جيبهم الخاص للمساهمة في تأمين مكائن لشفط المياه المتجمعة داخل المكاتب والفناء الخارجي. أمانة جدة متهمة..! وتذمر عدد من سكان الحي الموازي لشارع التحلية ومجرى السيل شمال جدة، من إهمال الجهات المختصة فيما يتعلق بشفط المياه عن منازلهم. واستغرب عوض القرني -أحد سكان حي الروضة - من تجاهل الأمانة معالجة سحب مياه حي الروضة، مما تسبب في انتشار البعوض، وتكاثر الذباب على حاويات القمامة التي تساقط أكوام منها على الطريق العام. وأبدى الدكتور ضياء محمد، استياءه من تراكم مياه الأمطار وصعوبة بلوغه منزله الكائن بذات الحي، مشيرا إلى أن منسوب المياه ارتفع أمس في جميع شوارع الحي، وأن السكان باتوا لا يستطيعون الدخول بسياراتهم إلى منازلهم. فيما اتهم مواطنون أمانة جدة بوضع ردم لمنع مياه الأمطار والسيول من الوصول إلى نفق الملك عبدالله، غرب مدينة جدة، ما تسبب في غرق الأحياء المجاورة للنفق، وأظهر مقطع نشر على موقع "اليوتيوب" الشهير، غرق الأحياء المجاورة للنفق، فيما اشتكى عدد من المواطنين في المقطع من تصرف الأمانة. وقال عدد من المعلقين على المقطع: إن بلدية جدة وضعت "الردم" لمنع غرق النفق، ما تسبب في غرق الأحياء المجاورة له، فيما حمل المقطع ما يشبه اللقاء المصور مع أحد سكان الحي، الذي قال: "إنه رأى السنة الماضية غرق العديد من السيارات داخل النفق، وجاء المسئولون وأعلنوا أنهم سيصلحون النفق"، مضيفاً: "ولكن هذه السنة حدثت المشكلة نفسها". وقال: "بعد هطول الأمطار صباحاً جاءت البلدية ووضعت الردم الذي يراه الجميع، وذلك في الساعة التاسعة صباحاً، ما تسبب في غرق المنطقة المجاورة بالكامل"، حيث أظهر المقطع عدداً من السيارات المتوقفة والغارقة في مياه الأمطار. وأوضح المواطنون الذين ظهروا في المقطع أنهم يفضلون البقاء في منازلهم خوفاً من الأمطار، وذلك بعد ما رأوه في كارثة سيول جدة التي حدثت قبل أكثر من عام وراح ضحيتها العشرات. الرضوخ للحلول العاجلة والمؤقتة! أحد مواطني جدة تساءل أنه إلى متى سنظل نرضخ تحت وطأة الحلول العاجلة والمؤقتة ووعود المسئولين التي لا تسمن ولا تغني ولا تغير في واقع الحال شيئا، واصفا هذه الوعود بأنها مجرد وعود تتكرر مع كل موسم لهطول الأمطار، وإذا استدعى الأمر ووقعت الكارثة؛ قد نجد بعض الخطط المرسومة على الورق؛ دون تنفيذ على أرض الواقع ودون نتائج ملموسة. يذكر أن خادم الحرمين الشريفين كان قد أمر بتحري أسباب كارثة سيول جدة العام الماضي ومحاسبة المتسببين وإيجاد الحلول لتجنب تكرارها، وتم تغيير الأمين ومع ذلك مرت سنه ولم يلحظ أي تغير على أرض الواقع. وفي الأخير هل سنضطر لإعداد تقرير مماثل في موسم الأمطار العام القادم أم سيتغير الحال؟! اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook