الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

أوقِفوا هدر النعم!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
 

هنا عناوين صحفية تستفز الواحد.. فهي تشكل قضية ساخنة.. - السعودية الأولى عالمياً في "هدر" الطعام! - 90% من الأسر السعودية ترمي بقايا الطعام! - نسبة إهدار الأرز بين 35% - 40% وخسائر تصل إلى المليار ونصف ريال سنوياً! المسؤولية الأولى والأخيرة في محاربة الهياط والعبث بالنعم تقع على أعيان المجتمع ومسؤوليه عبر تحذير الناس من خطورة الإسراف، واشتراط التوفير عند قبولهم لدعوات الولائم، والاعتراض على البذخ المقدم في تلك المناسبات التي دُعوا لها، فالسكوت وعدم الامتعاض هو رضا بما صار وما سيحصل من عبث وهدر. نشرت في حسابي بتويتر صورتين.. الصورة الأولى أيام الطيبين، صحن "كبسة" جلس عليه ما يقارب عشرة أشخاص.. وفي المقابل صورة لمفطحات تكفي حيًّا بأكمله جلس عليها عددٌ قليل.. وتركت للمتابعين تأملها، واستخراج الفوارق بين الجيلين.. وأدركنا بعدها أن الجيل القديم ربطوا بطونهم من الجوع، وجيل اليوم ربطوا بطونهم من التخمة!! الحل لإيقاف هذا الهدر يبدأ بتجريم الإسراف، وإيقاف الهياط في المناسبات.. فبتعاون الجهات الحكومية نستطيع وضع أنظمة لمكافحة الهياط، والإسراف في الاحتفالات والمناسبات، وفرض غرامات على المسرفين في المطاعم! هذا الهدر ناجم عن الإسراف والهياط الزائد الذي يسمونه كرماً، وبينه وبين الكرم كما بين المشرق والمغرب.. هذا الهدر ناتج عن المبالغة في المناسبات.. الناس بحاجة إلى من يُفهمهم أن الكرم ليس في طول السفرة، ولا في كثرة المفطحات؛ الكرم مد يد العون لمحتاج.. يقول غازي القصيبي – رحمه الله-: الكرم كلمة اخترعها العرب كضمان اجتماعي من الجوع عند التنقل في الصحراء.. فكبّروا الكلمة وأعطوها قدسية لتشرئب لها أعناق الناس طلباً لفرصة تقديم الكرم عند رؤية عابر سبيل طمعاً في رضاهم عن أنفسهم، وطلباً في كسب المحامد من الناس.. تأزم مفهوم الكرم بعد ذلك ودخل إلى دهاليز التبذير والتفاخر، وانحصر مفهوم الكرم على ذبح قرابين اللحم والشحم.. الكرم يا سادة بمعناه الجميل أن تبتسم في وجه من بيدك مساعدته وأنت في موقع عملك.. الكرم أن تتكرم بوقتك وتتوقف عن ما يشغلك لتعطي ذلك الوقت لمن يحتاجك في نصيحة أو يحتاج علمك أو تعاطفك.. الكرم أن تنظر بعين القبول والاستيعاب لمن يختلف عنك.. الكرم أن تمتد خصائص الكرم لديك لتشمل الضعيف بشراً كان أو حتى حيوان.. الكرم سلوك كريم في الناس.. قد يكون كلمة ترفع بها معنويات أحدهم، أو مصلحة تقضيها لغيرك.. الكرم أن لا تسرق الضعيف، ولا تفرض وصايتك على غيرك..". هذا الهدر ترتب عليه آثار صحية؛ فنسب السمنة في ازدياد، ويترتب عليه آثار اقتصادية تزيد من معاناة الأسر، فالراتب في هذا العبث بالتأكيد لا يكفي الحاجة! بقي أن نقول إن حالات البذخ لا تمثل كل شرائح المجتمع؛ وإنما تمثل شرائح معينة تحب الهياط، وتهوى التفاخر، "وتموت" في المظاهر ولو كلفتها الآلاف!! وأختم بهذه الكلمات من مقال سابق لأبي البندري – غفر الله له- حيث قلت: التاريخ يقول: إن حياة "المنعمين" ملأى بصور البذخ، فيروى أن بنات "المعتمد" اشتهين الخوض أو اللعب بالطين، فأمر المعتمد بخلط مسك وزعفران ليخضن فيه، ثم زال ملكه فزارته بناته بسجنه حافيات يخضن بالطين! وذات التاريخ يرصد أن في دولة كالصومال كان "المنعّمون" يذبحون الخروف لأجل الحصول على "الكبدة" فقط، ويُرمى بالباقي!!

اضافة اعلان

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________ • كاتب إعلامي

للتواصل تويتر: @alomary2008 إيميل: [email protected]

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook