الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

خطيب المسجد الحرام: الثبات والاستقامة على الدين كنزٌ عظيم

_61A0142
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
تواصل ـ خالد العبدلله: أمّ إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حمي، المصلين، واستفتح بالحمد لله وشكره والثناء عليه، وقال: أوصيكم أيها الناس ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله - رحمكم الله – أفلا مستيقظ من نومته؟ ألا منتبه من غفلته؟ ليس بعد الدنيا دار عمل، ولا عن الآخرة منتقل ولا مرتحل.. يا عبدالله: إذا أسأت فأحسن، فليس شيء أشد طلباً، ولا أسرع دركاً من حسنة حديثة لذنب قديم، وعلى قدر الهدف يكون السير ففي طلب الرزق فامشوا، وللصلاة فاسعوا، وإلى الجنة سارعوا وسابقوا، وأمام إلى الله ففروا. وأضاف: أيها المسلمون: موضوع يحتاجه كل مسلم كما تحتاجه جميع الأمة في كل حين وآن، وفي كل زمان ومكان، والحاجة إليها في أوقات الفتن أشد، وفي حال العوادي والمحن أعظم.. هو كنز عظيم من وفق لكسبه، وأحسن توظيفه، وأنفق فيها فقد غنم وسلم، ومن حرمه فقد حرم، ذلكم – عباد الله – أن المؤمنين وهم يتعرضون لأنواع الابتلاءات ويقابلون المواجهات مع أعداء الله لأحوج ما يكون إلى هذا الكنز العظيم، فالصراع بين الحق والباطل، والخير والشر وقائم في هذه الدنيا. وتابع: هذا الكنز – حفظكم الله – هو الثبات وملازمة الاستقامة على الدين الحق، ولزوم التقوى والصراط المستقيم من غير عوج ولا انحراف، واجتناب صوارف الشيطان والهوى ونوازع النفس، مع مداومة الأوبة التوبة والاستغفار. وأن الثبات هو الانتصار، والانتصار هو الثبات، الثبات فوز، ونصر كبير حين تعلو النفوس على الخوف والتردد، وتتسامى على نوازع النفس والشهوة، وإرجاف المرجفين، ومن عجز عن نفسه فهو عما سواها أعجز، ومن أحكمها فهو على غيرها أحكام، وثبات القلب أصل ثبات القدم. وأردف: يا معشر الأحبة: والثبات والتثبيت يكون القلب، والنفس، والعقل، واللسان، والأقدام، وفي الحياة الدنيا، وعند الممات، وفي القبر، والبرزخ، والآخرة، وفي يوم القيامة وعلى صراط، ويكون الثبات على الدين، والطاعة، والحق، الحجة، ومواطن القتال، كما يكون الثبات في فتن الشبهات، والشهوات، والمصائب والجاه، والمناصب، والمال، والأولاد، فهم المجبنة، المبخلة، المحزنة، ويكون الثبات في فتنة الظلم والاجتهاد، والطغيان، وفتن إقبال الدنيا، وإدبارها، والاستيحاش من الاستقامة، وتولي النعم على المقصرين، والرغبة في المتاع، والسلطان، والدعة، والاطمئنان. ويكون الثبات في فتنة النظر في أحوال ضعف الأمة وتفرقها، وإساءة الظن بأحوال الصالحين، ومواقف أهل العلم، والخير، والصلاح، وإن من أعظم الآفات – نسأل الله السلامة – القابلية للإرجاف والهزات، وكأن المسلم لا يحمل دينا حقاً، مستقيماً كله ثوابت تنفي الزيف، وتحفظ النافع الزاكي، وليس أشد على نفس المؤمن من السماع للباطل المتقلب بين الأقوال، والآراء ينسى الحق الذي عرفه مقابل شبهة مرجفة بثها عدو، أو كلمة أطلقها مغرض، أو صورة بثها متصيد، فكم من كلمة قيلت، أو حديث نشر، فأقام، وأقعد، وأحدث في الناس اضطرابا، وأشاع بلبلات في همزة مفتاح حاسوب، أو زر جوال ينقل بالمرء، أو يستقبل من الحق، والباطل والخير، والأوزار ما يجوب النظر والاعتبار. وقال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حمي، من أُيّد بالعزم والثبات فقد أُيّد بالمعونة والتوفيق، وقد قال أهل الحكمة: "إن آفة الثبات الفوت، فمتى اقترن الثبات بالحزم والعزم نجا صاحبه بإذن الله، وتم لهم أمره، مضيفاً أيها المسلمون يا أهل الثبات لا بد من استشعار نعمة الإسلام، بل نعمة الاصطفاء، وأن هذا الطريق قديم عتيق.. فالثبات نعمة من الله عظيمة يهبها عبده فلا يزل في مواطن الزلل، ومواطن الشهوات والشبه، فمن مسه ضر في فتنة، أو ناله بأساء في ابتلاء، فليثبت، وليستيقن رحمة الله وعونه، وليثق بكشف الضراء وإيمانه بالعوض والجزاء. وأضاف: فاثبتوا – رحمكم الله – ولا يستخفنكم الذين لا يوقنون، وتثبتوا ولا تحملوا أوزاركم وأوزاراً من أوزاركم، وثبتوا الناس على الحق، وحسن الظن بالله، وحسن العاقبة، فهذا هو ميراث النبوة.  اضافة اعلان
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook