الخميس، 16 شوال 1445 ، 25 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

مروة وناهد.. والخيط الناظم

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

مروة علي الشربيني, هي صيدلانية مصرية كانت تبلغ من العمر 32 عامًا عندما قتلت في 1 يوليو، 2009 على يد مواطن ألماني يُدعى أليكس دبليو فينز يبلغ من العمر 28 عامًا داخل محكمة في مدينة دريسدن, بعد ما قام بطعنها 18 طعنة في 3 دقائق بعدما وصفها بالإرهابية بسبب ارتدائها الحجاب.

اضافة اعلان

 المبتعثة السعودية ناهد المانع (31 عاما)، اغتيلت هي الأخرى في مدينة كولشستر في بريطانيا قبل أيام، إثر طعنها 16 مرة الثلاثاء الماضي، أثناء سيرها بالقرب من الحرم الجامعي لجامعة إسيكس في كولشستر, حيث قالت التحقيقات الأولية أن الجريمة تمت بدوافع عنصرية, حيث كانت المبتعثة ترتدي العباءة والحجاب.

 وثيق الصلة بالحادثتين, السابقتين, ما صدر الثلاثاء الماضي، حيث اعتبرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان "قانونيا" قرار فرنسا حظر النقاب والبرقع رافضة طعن فرنسية منقبة فيه. وأكدت المحكمة أن "الحفاظ على ظروف، العيش المشترك، وهو هدف مشروع" للسلطات الفرنسية التي لديها بهذا الصدد "هامش تقييم واسع" وبالتالي فان القانون الصادر نهاية 2010 في فرنسا لا يتناقض مع معاهدة حقوق الإنسان الأوروبية.

 وليس ببعيد عن أذهاننا قرار البرلمان البلجيكي بمنع ارتداء الحجاب في الأماكن العامة بما فيها الشارع وفرض غرامية مالية وعقوبة الحبس لمن يخالف الحظر، لتكون هي أول دولة أوروبية تتخذ مثل القرار بعد حظر جزئي طبقته العديد من الدول الأخرى, لتكون هي أول دولة أوروبية تتخذ مثل هذا القرار بعد حظر جزئي طبقته العديد من الدول الأخرى.

 والذي يفسر تلك الحوادث وغيرها, والخيط الناظم لها, ليس غطاء الرأس, كملبس للمرأة, وإنما بعده الحضاري شديد التأثير في الحضارة الغربية الهشة, التي يعلم أصحابها أنها أوهن من بيوت العنكبوت, وأنها بناء متهالك على رمال متحركة, لا تقوى على أية مواجهة حضارية حقيقية مع الإسلام.

 فقد انتفضت عدة دول غربية ضد النقاب والحجاب وغيره من المظاهر الإسلامية, بدافع من الخوف الحضاري, وكمحاولة لوقف تأثير الإسلام على هوية المجتمعات الغربية, إذ الحجاب صورة حية ومتحركة تذكر الإنسان الغربي دائما بوجود الإسلام، وصموده، واختلافه.

ولذا فإنه لا يمكن فهم العلاقة بين الغرب ومهاجمة الحجاب، بمنأى عن الحالة الصراعية الحضارية بين الغرب والإسلام وهو ما يوضحه تقرير لمؤسسة راند الأمريكية القريبة من دائرة صنع القرار الأمريكي والذي أوضحت فيه المؤسسة أن الحجاب ليس من صغائر الأمور المتعلقة بالاختيارات الشخصية، ولكنه من القضايا الجوهرية وموضوع مركزي بأبعاد حضارية ومثير للجدل.

 إن هذا الخوف الحضاري, يجعلهم أعداء لكل مظهر من مظاهر الإسلام: حجاب أو نقاب أو مسجد أو حتى مئذنة, ومن ثم نراهم وقد انطلقوا يحاربون هذه المظاهر ويسعون لحظرها في المؤسسات الحكومية وأخيرًا في الشوارع والأماكن العامة رغم أن ذلك يتعارض مع ما يدّعونه من "حريات".

 إن الهدف في النهاية هو تقليص المظاهر الداعية إلى الإسلام, وجعل هذه الديانة التي تتمتع بقوة ذاتية تساعدها على التوسع والانتشار, حتى في ظل الوهن الذي أصاب أتباعه, ديانة محلية, لا تخرج إلى السياق العالمي, حتى لا تزاحم الحضارة الغربية التي يراد لها وحدها أن تكون معولمة, ولذلك حديث آخر.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook