تواصل - تقرير:

شهدت المملكة، صباح اليوم الأحد، حالة قتل وافد آسيوي نفسه في محافظة الأفلاج، لتفتح معها باب التساؤلات عن أعداد من يقتلون أنفسهم من العمالة الوافدة بالمملكة، والأسباب التي تقف وراء ذلك، وأي من الجنسيات تتصدر قائمة قتل النفس؟ العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى مسؤولين وخبراء نفسيين للوقوف على أبعاد القضية واستنباط أسبابها.

وتأتي قضايا انتحار العمالة من الجنسية الهندية في صدارة قائمة جنسيات المنتحرين من العمالة الوافدة، تليها الجنسية الآسيوية، وبعد ذلك العمالة العربية.

وفيما يلى ترصد "تواصل" أبرز حالات الانتحار التي شهدتها المملكة في الآونة الأخيرة:

فقبل شهر تَقْرِيبَاً، أقدم عامل آسيوي ثلاثيني على إنهاء حياته في مبنى سكني، في حادثة تُعَدُّ الثانية من نوعها، بعد خلال فترة وجيزة لا تتعدى الشهرين في بلدة عنك بمحافظة القطيف.

كما قام عامل آسيوي بأحد محلات الحلاقة بقرية البديع في وادي جازان، يوم الخميس 29 / 9 / 2016 بطعن نفسه وصديقه الذي كان يحاول إنقاذه بمقص، وذلك أثناء أداء عملهما، فيما لم تعرف الأسباب بعدُ وراء انتحاره.

فيما أقدم عامل آسيوي صباح الخميس 21 يوليو 2016، بإلقاء نفسه من أعلى مبنى سكني وسط محافظة أبو عريش في منطقة جازان، حيث لفظ العامل أنفاسه بعد سقوطه مباشرة.

وكان الإندونيسي "جو واندا عباس" قد أقدم على الانتحار بعد تدهور حالته الصحية، وتمكن من إقناع زوجته أن ينتحرا معاً كي لا يتركها وحيدة، وبالفعل نزلا مياه الخليج قبالة كورنيش الخبر عند جسر الملك فهد الذي يربط السعودية والبحرين؛ ليلقيا حتفهما وتنتشل قوات المدني جثتيهما.

كما تَلَقَّتْ شرطة الباحة يوم الاثنين 20 مايو 2013، بَلاَغَاً يفيد بانتحار عامل هندي الجنسية شنقاً أمام البقالة التي يعمل بها لحسابه الخاص في محافظة المخواة، بعد عجزه عن سداد ديونه التي تقارب 100 ألف ريال.

وتختلف أسباب إقدام بعض العمالة الوافدة على الانتحار، فغَالِبَاً ما يتلقى المنتحر أنباء سيئة عن عائلته، أو يكون بصدد المغادرة إلى بلدة فتواجهه عوائق تعيق حصوله على تأشيرة خروج، أو عدم حصوله على عمل بعد قدومه إلى المملكة.

وعزا مدير التوجيه والتوعية في وزارة الداخلية الدكتور علي شائع النفيسة، سبب إقدام بعض العمالة الوافدة على الانتحار إلى ضعف الوازع الديني والضغوط الاجتماعية والاقتصادية، خُصُوصَاً أنَّ كَثِيرَاً منهم قد جمع كل حصيلة عمره ودفعها حتى يَأْتِيَ ويعمل في المملكة، وعندما يَأْتِي ولا يجد ما يريد ويتعرض لضغوط نفسية واجتماعية فإنه يسارع بالانتحار، مُشِيراً إلى أن الانتحار أمر محرم شَرْعَاً وقد توعد الرسول صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المنتحر بالعذاب الشديد والخلود في نار جهنم.

وَأَكَّدَ النفيسة، أن الداخلية ترصد حالات الانتحار وكافة الجرائم من خلال مراكز أبحاث مكافحة الجريمة ومن ضمنها الانتحار، وتصدر كافة الأرقام والإحصاءات في دليل سنوي؛ لقياس حجم المشاكل ومحاصرتها قبل التفشي والانتشار، مُشَدِّدَاً على أنه يحاول إيجاد الحلول بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية.