الثلاثاء، 14 شوال 1445 ، 23 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

فضل ماء زمزم

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
  الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله... وبعد: ماء زمزم ماء مُبارك، فهو سيِّد المياه وأشرفها قدراً، وهو بئرٌ فجَّره الله لنبيِّه إسماعيل - عَلَيْهِ السَّلَامُ - وأُمه هاجر استجابة لدعوة خليله إبراهيم - عَلَيْهِ السَّلَامُ - (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وارْزقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعلَّهُم يَشْكرُون). - وسأقف في هذا المقال وقفات مع هذا الماء المبارك؛ لبيان فضله، وبعض ما ورد عن عمل بعض أهل العلم بالأحاديث الواردة في ذلك.
  • •موقعه:
يقع بئر زمزم في الحرم المكِّيّ على بعد (٢٠) متراً من الكعبة المشرفة.
  • •سبب تسميته:
قيل: إنه لما نبع الماء أخذت هاجر تزمُّ الماء أي: تجمعه لتشرب هي ورضيعها؛ لذا سُمِّي ماء زمزم، قال ﷺ: (يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم لكانت زمزم عيناً معيناً).
  • •أسماؤه:
له عِدَّة أسماء، منها: زمزم، بركة، ميمونة، مظنونة، مؤنسة، بشرى، برّة، شبَّاعة، ركضة جبريل.
  • •فضله:
- قال ﷺ: (إنها مُبَاركة، إنها طَعَام طُعْم) أي: تُشبع شاربها كما يُشبعه الطعام، وعند البيهقي (وشفاء سُقْم)، فماء زمزم للجائع طعام، وللمريض شفاء. - وفي حديث آخر قال ﷺ: (ماء زمزم لما شُرِب له). قال الشوكاني: فيه دليل أنه ينفع الشارب لأي أمر شربه لأجله، سواء كان لأمور الدنيا أو الآخرة؛ لأنَّ (ما) في قوله ﷺ: (لما شُرِب له) من صيغ العموم. فمن شربه مخلصاً في نيَّته، متوجِّها قلبه بكليَّته إلى الله تحققت له هذه المسألة بإذن الله، ولا مانع أن ينوي أكثر من نيَّـة عند شربه.
  • •من السنة في شربه:
١ - الدعاء عند شربه لنفسه ولغيره، فإنَّه من مواطن الإجابة؛ وَلِذَا فقد شربه جمعٌ من أهل العلم لمطالب متعددة فنالوها، من ذلك: - شربه الحاكم لحسن التصنيف فصار أحسن أهل عصره تصنيفاً. - وشربه ابن العربيّ بنيَّـة العلم حتى فتح الله عليه، قال: ونسيتُ أن أشربه للعمل، ويا ليتني شربته لهما معاً. - وسُئل ابن خزيمة: من أين أُوتيت العلم؟ قال: شربتُ زمزم وسألت الله علماً نافعاً. - شربه أبو ذرٍّ الغفاريّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - مدة شهر، ولم يذق طَعَامَاً الشهر كلَّه فزاد وزنه، يقول: ما كان لي طعام إلا ماء زمزم، فسمنتُ حتى تكسَّرت عُكَن بطني، وما أجد على بطني سَخْفة جوع. (العُكن: جمع عُكْنة وهي ما تكسَّر من لحم البطن سمناً، والسخفة: هزال الجوع). - شربه الإمام الشافعي للرمي، فكان يُصيب من كل عشرة تسعة. - وقال ابن القيِّم: وقد استشفيتُ من ماء زمزم من عِدَّة أمراض فشُفيت بإذن الله. ٢ - التضلُّع به؛ فقد ورد أَنَّ النبي ﷺ كان يتضلَّع به. يقال تَضَلَّعَ الرجل: أي امتلأت أضلاعه من كثرة الشرب، امتلأ مَا بَيْنَ أضلاعه شبعاً وريَّـاً. - قال ﷺ: (إنَّ آية مَا بَيْنَ أهل الإيمان والنفاق التَّضلُّع من ماء زمزم)؛ وذاك لأنَّ المؤمن يشربه إيماناً بما فيه من البركة، فيكون التضلُّع منه دلَيلاً على الإيمان. ٣ - الشرب من ماء زمزم في سائر الأوقات. ٤ - الشرب من ماء زمزم عند الفراغ من الطواف بالبيت.
  • •اعتقادات خاطئة:
١ - أن فضيلة ماء زمزم تزول بإخراجه من مكة، وهذا ليس بصحيح؛ فقد حملت عائشة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْها - ماء زمزم في القوارير وقَالَتْ: حمله ﷺ في الأداوَى والقِرَب، فكان يصبُّ على المرضى ويسقيهم. ٢ - تغسيل الأكفان به طلباً للبركة. خِتَامَاً: الحديث يطول في بيان بركة ومنافع ماء زمزم؛ فما أحرانا أن نحرص على شربه؛ تعبَّداً لله سبحانه وتعالى، وتأسيَّـاً بنبينا ﷺ. هذا، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook