السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

متحدث رسمي سابق

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
    تقترب الساعة من منتصف الليل، الطلاب يتداولون صور أدوات الغوص لمزيدِ ضغطٍ على قرار إدارة الجامعة، إما أن تعلقوا الدراسة أو سنضطر للدراسة غوصاً، هذه الرسالة التي وصلت إلى عندما كنت متحدثاً رسمياً للجامعة حينها، لم يبق متسعاً من الوقت ولا بد من قرار يُفصح عنه المتحدث الرسمي، وفي المقابل موقف الإدارة ينبني على رأي الدفاع المدني في المدينة ومدى خطورة استمرار هطول الأمطار وكميتها على الطلاب والطالبات، لم يكن ليلاً عادياً، عشت حينها شعور الطالب الذي يرغب بتعليقٍ للدراسة إما لخطورة الوضع أو للاستمتاع بالأجواء! وفي المقابل تقمصت دور الجامعة التي تحرص على سلامة منسوبيها وعلى أهمية استمرار الدراسة، يصدر القرار تارة بالتعليق وتسطير على الموقف عبارات الثناء، وأحيناً أخرى يصدر القرار بعدم التعليق ويستمر الطلاب بتبادل صور الغواصات والسفن البحرية. أذكر تفاصيل بداية تكليفي لتأسيس إدارة العلاقات العامة والإعلام بجامعة الأمير سطام بن عبدالعزيز بالخرج، وتكليفي متحدثاً رسمياً لها، وكبدايات التأسيس تضطر للبناء على ممارسات خاطئة، لعدم وجود الجهة المتخصصة حينها، فالجامعة ناشئة وأمامها تحديات كبيرة، ومن التحديات التي واجهتها آنذاك، مواقف سلبية من إعلاميين عن بعض قيادات الجامعة، وبعيداً عن تحديد من المخطئ تأتي للتعامل مع العاصفة، وسحب فتيل الأزمة من خلال سياسات واضحة للتعامل مع الإعلاميين والجهة المخولة للتواصل معهم. خيط رفيع بين مبنيين يتأرجح عليه شخص يسعى للوصول ويخشى من سقوط قاتل، هذه حالنا مع الإعلاميين حينها، فمد جسور التواصل مع كل الإعلاميين في مدينة الخرج وفتح صفحة جديدة قرار الحياة الإعلامية للجامعة، فالجامعة لهم وتخدم أهالي المنطقة، فيعيب الإعلامي أياً كان دوره ومكانه الضغط على جهة خدمة لمصالح شخصية، ويعيب الجهة أن تستمر بتويتر العلاقة معه، ففي الواقع الجميع يحتاجون بعضهم لإيصال رسالة مؤسسة تعليمية، وشهادة حق أن إعلاميي الخرج يشعرون بولائهم للمدينة وأهمية إيجابيةِ صورة الجامعة. يتصل بك أحد الزملاء الإعلاميين ويطلب توضيح حول حادثة انقطاع كهرباء في إحدى المباني الجامعة، والاعتقاد بأن المتحدث الرسمي سوبرمان يعلم كل صغيرة وكبيرة يجعل الشخص يلح بسرعةِ إصدار تصريح حول الحادثة، لكي يدرك نشره في عدد الغد بصحيفته، تضطر هنا أن تتعامل مع ظروف الزميل بهدوء وتفهم، حينها إدارة المشاريع لا زالت تبحث سبب انقطاع التيار الكهربائي في ذلك المبنى، ووعدته بالتفاصيل حال التحقق منها، لكن المفاجأة في صباح الغد، خبر يذكر الحادثة، وأن المتحدث الرسمي لم يرد على الاتصالات! هذا خلل كبير في أخلاقيات المهنة الإعلامية، ومع هذا تضطر للتعامل المستقبلي مع هذا الزميل لأن صورة الجامعة أهم من خطأ فردي في حادثة محدودة، فالضغوط النفسية والتحامل على النفس معارك يواجهها المتحدث الرسمي. كسب ثقة جماهير المنظمة أهم من خطأ وقع وسيتم علاجه وتفاديه لاحقاً؛ لهذا الصدق والصراحة من أهم قواعد التصريحات الصحفية؛ التي تتطلب صياغة احترافية متوازنة تجيب على تساؤلات الجمهور دون التوسع لاستطرادات قد تكون منافذ لهجوم جديد، الصراحة مهما كان فيها من ألم وهجوم شخصي على المتحدث الرسمي وعلى المنظمة فإن فيها مكسبا كبيراً يتجلى في بناء صورة صادقة لهذه المنظمة وكسب ثقة جماهيرها، ويكتمل جمال التصريح إذا تبعه ذكر لخطوات تصحيحيه تمنع حدوث الخطأ لاحقاً. انتشر خبر تجاوزٍ للنظام التعليمي من قبل عضو هيئة التدريس، اتصال من إحدى الصحف مدعوم بوثائق يطالب بتصريحٍ، كان كفيلاً أن يطلق صافرات إنذار المتحدث الرسمي، يأتي التناغم بين المتحدث وبين مدير الجامعة، ليخفف الضغط ويثبت ما حصل وأنه خطأ فردي لن يسمح بتكراره، كان التصريح بمثابة إطفاء حريق في بدايته، المتحدث الرسمي صورة صادقة لموقف المنظمة التي ينتسب لها، وصورة صادقة لموقف جماهير المنظمة، وهي مهمة شاقة لمن يعطيها حقها، لو تعامل معه الجمهور بهذا المفهوم لكان بوابتهم تجاه المنظمة، وكلمة السر في إيصال صوتهم. د.تركي بن خالد الظفيري @turkialdhafiryاضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook