الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

أعظم وظيفة في العالم!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

الأعزاء الرجال، سأكشف لكم سراً جميلاً في ثنايا هذا المقال. قد يبدو معروفاً، لكنه حتماً سيكون مختلفاً لو تأملتموه بعمق ونظرتم إليه من زاوية غير مألوفة!

اضافة اعلان

طبعا معظمنا يعرف بيت أحمد شوقي الشهير الذي يقول فيه:

الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق

مهما أطلنا الحديث عن الأمومة ومزاياها وفضائلها، فإننا في الأخير سنزيد العبء على الأمهات الصابرات الباذلات، اللواتي لا يجدن دعماً كافياً ممن حولهن؛ وهنّ يقمن بأعظم وأرقّ وظيفة في العالم، وظيفة تمارسها الأم بلا مقابل، عطاء غير مشروط، بجهد غير محدود، ودون إجازات!

يتوجه بعض الآباء باللوم عندما يرى سلوكاً سلبياً من أحد أطفاله إلى الأم مباشرة! وعندما يرى ابنه في حال رثّة، فإنه -دون تفكير- يرسله إلى أمه لتعتني به، ربما مصحوباً بكلمات انتقاد وتوبيخ لتلك الأم المهملة! التي قد تكون مشغولة بإعداد طعامه أو بالاهتمام بطفل آخر!

السواد الأعظم من الأمهات لسن بحاجة إلى نصائحنا حول كيفية العناية ببيوتهن، أو بما يجب عليهن القيام به حتى تنعم أسرهن بالطمأنينة والسكينة. فأغلبهن لا تقصر إلا نادراً ولسبب وجيه، إما لظروف صحية طارئة أو نتيجة لتغيرات نفسية دورية. لكن من يحتاج نصائحنا بالفعل هم الآباء!

مع تعقيدات الحياة المعاصرة، وكثرة متطلباتها، ولاسيما في ظل صعوبة الحصول على خادمة تساعد ربة المنزل في الأعمال الكثيرة المرهقة، لابد من طرح السؤال التالي: ما دور الأب في هذا كله؟!

من العدل أيضاً أن نقول إن كثيراً من الآباء يعملون بجد ونشاط لكسب المعيشة وتوفير المتطلبات لزوجته وأولاده. وبالتالي فهم لا يعودون إلى البيت إلا مرهقين قد استهلك العمل طاقتهم البدنية والذهنية.

لكن ما ينبغي التأكيد عليه هو أن عمل الأب ينتهي -في الغالب- مع عودته إلى المنزل، بينما يستمر عمل الأم مع زوجها وأطفالها على مدار الساعة. إذ يكفي أن تسمع الأم صوت سعال أحد أطفالها وهي مستغرقة في "أحلى نومة" حتى تنهض فزعة، خوفاً على ذلك الصغير، بل ربما بقيت إلى جواره، حتى تطمئن أنه ينام قرير العين تحت عينيها، فتمضي ليلها طبيبة ثم ممرضة وأخيراً مربية!

وهذا ما يستدعي في أقل الأحوال التقدير والدعم والمساندة. وقوف جميع أفراد الأسرة إلى جانب الأم سيخفف عنها كثيراً ما تجد من تعب وعناء، ولكن وقوف زوجها إلى جانبها هو الأهم بلا شك.

ولو قال أحد الرجال إنه بالكاد يجد وقتاً يرتاح فيه، فنقول له إنه ليس من الضروري أن تكون وقفتك إلى جانبها ومساندتها بالمستوى نفسه كل مرة. فإن كنت متعبا فيكفيها منك كلمة شكر مختومة بدعوة صادقة بأن يحفظها الله ولا يحرمكم منها. وفي وقت آخر يمكنك أن تقف إلى جوارها وتساعدها في بعض الأعمال البسيطة. ومرة ثالثة تمنعها من حمل بعض الأشياء خوفاً عليها من التعب والإرهاق. وجميل أن تفاجئها يوماً ما بأن تطلب منها أن ترتاح لأنك سوف تصطحبها إلى مطعمها المفضل.

عذرا أيها الرجال، ،  مهما بدت هذه الأعمال غير مريحة لنا، إلا أنها لا تقارن بساعة واحدة من العمل المنزلي الشاق الذي تقوم به كثير من الأمهات بنفس راضية! ولكني سأكشف لكم السر، إن مثل هذه الأشياء البسيطة لها مفعول السحر عليهن! فما الذي يمنعنا من تحقيق راحة البال لنا ولهن، بمجهود بسيط وفطنة لمشاعرهن، وتلبية لاحتياجاتهن، من وقت لآخر، حتى يكسب الطرفان، بل ربما خرج الرجال بمكاسب أكثر!

د. محمد بن عبدالعزيز الشريم

@mshraim

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook