الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

«آل الشيخ» من «الجنادرية»: علاقة علماء مكة والعالم الإسلامي تصب في صالح الأمة

اجتماع ورشة عمل التبادل المعرفي -5--
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل – بدر العبدالرحمن:

أشاد وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ، بالعلاقات الكبيرة التي تربط بين علماء المملكة وعلماء العالم الإسلامي، ومفكريه وأدبائه، واصفاً إياها بأنها علاقة مصير أمة.

اضافة اعلان

وقال: ‘‘إن العلاقة التي بين علماء المملكة تبعاً لتوجيهات قيادتها، وبين علماء العالم الإسلامي، وأساتذته، والمفكرين فيه ليست علاقة سياسية، ولا علاقة مصالح، بل هي علاقة مصير أمة وعلاقة كيان، إما أن يبقى وإما أن لا يبقى، وهي أيضاً علاقة متأصلة في النفس تهدف لمصلحة الأمة الإسلامية جميعاً‘‘.

وأضاف: أننا لا نعيش في فراغ، ولا نبحث عن فراغ، ولا نعيش لإعلام، ولا نبحث عن إعلام، ولكننا نبحث جميعاً كل في موقعه ببلده، العالم في علمه وفُتياه، ورئيس الجمعية والجماعة في مكانه، وأستاذ الجامعة في موقعه، وكل في مكانه حاملاً هَمَّ الأمة ومستقبلها.

جاء ذلك في سياق الكلمة التي ألقاها الوزير الشيخ صالح آل الشيخ، خلال لقائه اليوم الاثنين التاسع من شهر جمادى الأولى 1438هـ في مقر الوزارة بالرياض، ضيوف الدورة الحادية والثلاثين من العلماء والمفكرين والأساتذة والأدباء المشاركين في المهرجان الوطني للتراث والثقافة المقام حالياً في قرية الجنادرية شمال مدينة الرياض.

وشدد على شريف مكانة أهل العلم والوجاهة، غير أنه شرف مصحوب بالتعب والمسؤولية والبذل، فالأنبياء ـــ عليهم السلام ـــ شرفهم الله ــــ جل وعلا ـــ بالرسالة والنبوة، ولكنهم تعبوا وبذلوا بذلاً كبيراً، وعانوا شديد المعاناة للتأثير في الناس، ولا غرابة في هذا فالشرف لا يبقى إذا لم تحمله، وكما يقال: "الفضائل والمكانة العظيمة إذا وصلها الإنسان إما أن يحملها، وإما أن تحمله، فإن حملها وسار بها قُدماً فيا له من شرف، وإن حملته وظل يتزين بها ولا أثر له فإنه لا يمدح"، مُجليّاً معاليه أن التخلي عن بذل الجهد والقيام بالمسؤولية والاكتفاء بشرف المنصب دون تبعته ليس من سنة الأنبياء، فالأنبياء تعبوا، ومضوا في مصلحة الأمة، وتبعهم الخلفاء الراشدون من أمتنا، وتبعهم الحواريون من أتباع كل نبي لصلاح من بعدهم.

وكان الوزير الشيخ صالح آل الشيخ قد استهل كلمته معبراً عن عظيم السرور، وكبير الارتباط الذي يملأ النفس والوجدان بوجود هذه الكوكبة من العلماء والمفكرين بين إخوانهم ومحبيهم في المملكة العربية السعودية قيادة، وعلماء، وأدباء، وباحثين، وأساتذة جامعات، ومسؤولين.

وقال: إننا في المملكة العربية السعودية نفرح كثيراً بهذه الصلة الحية صلة القلوب التي تعبر عنها مثل هذه الزيارة التي تكسر الحواجز التي قد توضع بيننا من شواغل الحياة، أو تحجز بين لقائنا في زحمة الحياة، فمثل هذه اللقاءات ولو تباعدت لكنها تؤكد هذه الروابط القلبية العميقة، وإنه لسرور عظيم في هذه الأيام أن نلتقي ثلة من العلماء في الأمة الإسلامية.

وأردف يقول: ‘‘أُسجِّل شكري عبركم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - ولصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان، ولمعالي نائبه الأستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري، ولجميع الإخوة المنظمين لهذه الفعالية الثقافية الحية.

وأشار إلى الكلمات التي ألقاها بعض الضيوف خلال اللقاء، وقال: إن ما قيل إنما هو غيض من فيض مما تحمله قلوبنا جميعاً فالحب متبادل، وما تحملونه لنا نحمل لكم مثله، وما تُكنُّونه للمملكة العربية السعودية، ولا غرابة فالمملكة بوصفها وأمرها القدري في أن تكون راعية للحرمين الشريفين، وبقدرها أن تكون قائدة للأمة الإسلامية لا بد أن تحمل لكم هذه المشاعر العظيمة.

وأبان أن هذا اللقاء لم يكن لمجرد المجاملة والسلام، فالسلام في القلوب معنا وبيننا وبينكم دائماً، ولا حرمكم الله أجر خطواتكم، وشكر الله لكم، ولكنه لقاء عمل وتواصل ومد جسور، وقال: نود أن يكون بيننا منذ هذا اليوم مد جسور دائم كل في موقعه، ويشرفني أنا شخصياً بكل قلبي، والإخوة في الوزارة بكل قلوبهم أن نكون في تواصل بيننا وبينكم؛ لتحقيق هدف الرسالة فنحن أصحاب رسالة ولسنا أصحاب تجارة، أو سياسة، أو إعلام، أو ظهور في الدنيا، كل هذه قد تأتي ـــ تبعاً ـــ لمن أخلص لله نيته وصدقه وعمله.

وأعاد الوزير التأكيد على أن هذا اللقاء لقاء عمل لنصرة الدين، ونصرة الأمة لتقويتها في بيان الواجبات الكبيرة التي علينا تجاه تاريخنا، وقال: إن التاريخ إما أن يشهد لك وإما أن يشهد عليك، والعمر قصير والأيام تمضي، ولا مجال للكسالى في هذه الدنيا، إلا أن يكونوا كغيرهم فيمن يطويه التاريخ الذي يدوِّن لك أو عليك وهي صحائفنا، فإما لنا أو علينا.

وشكر لأصحاب الفضيلة العلماء الذين تحدثوا، وللجميع، موضحاً أن الكل يعبر عن شيء واحد لا عن شيئين مختلفين؛ مما يؤكد أن التواصل بيننا سوف يكون مستمراً، بإذن الله تعالى.

وقال في ختام كلمته: أشكر لكم عبارات المودة والمحبة التي تؤكد ما تُكنُّونه لقيادة المملكة العربية السعودية، ولإخوانكم علماء وشعب المملكة، وأضم صوتي لصوتكم، وشكري لشكركم في شكر خادم الحرمين الشريفين، ووزارة الحرس الوطني على ما قاموا به من التنظيم، والإعداد لهذا المهرجان، سائلاً المولى ــــ جل وعلا ـــ أن يجعلنا دائماً يداً واحدة لا يدين متفرقتين، وقلباً واحداً لا قلوباً متفرقة، أقام الله بكم الحق، وسار الله بكم إلى الحق وقواكم به؛ إنه على كل شيء قدير.

وخلال اللقاء، ألقى عدد من الضيوف كلمات عبروا فيها عن شكرهم وتقديرهم للمملكة قيادة وحكومة وشعباً؛ على عنايتها واهتمامها بخدمة الإسلام والمسلمين، وتحقيق التواصل بين العلماء والمفكرين والأدباء، من خلال تنظيم مثل هذه المهرجانات الثقافية.

 

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook