الأربعاء، 15 شوال 1445 ، 24 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

قلق الغرب المسيحي من الإسلام.. هل له ما يبرره؟

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
 

يُمثِّل المستقبل المساحة الزمنية المجهولة التي سيظل الغموض يكتنفها حتى نعيش لحظاته، ويُروى أن العالِم الشهير ألبرت آينشتاين سُئل ذات مرة: (لماذا تبدي اهتماماً بالمستقبل؟)، فردَّ قائلاً: (ببساطة؛ لأننا ذاهبون إلى هناك).

اضافة اعلان

فقضية استشراف المستقبل لم تعد ترفاً أو ضرباً من التنجيم والشعوذة، لقد باتت تنبثق من علم يعتمد الواقع، ويتعامل مع المعلومات في إطار منهج علمي متزن ورشيد، ويخرج بنتائج قريبة إلى حد بعيد من الصحة.

كما أن قضية استشراف المستقبل لم تعد هروباً من الحاضر للخوض في واقع مستقبلي محتمل، بل هي دراسة تتفادى الأزمات، وتقدِّم الحلول التي تساعد على بناء غد أفضل يتطلع إليه الإنسان.

ولنأخذ على سبيل المثال قضية شديدة الخطورة، قد يكون لها تفاعلات حالية ومآلات مستقبلية لا تقل خطراً، ألا وهي قضية تنامي وزيادة عدد المسلمين في الغرب مع اندثار وفقدان الحماس نحو المسيحية.

إنها قضية أثارت قلق الغرب إلى درجة الفزع والقلق وصراخ "كارلو ليبراتي" رئيس أساقفة مدينة بومبي الإيطالية، خلال تصريحاته لمجلة كاثوليكية تحمل اسم: "La Fede Quotidiana" بتاريخ 19 يناير 2017 بأن القارة الأوروبية التي تعيش اليوم بنمط ملحد وثني، ستتحول إلى الإسلام في غضون 10 سنوات بسبب غبائها.

المشكلة كما صورها ليبراتي في جانبين:

الجانب الأول: وهو الأخطر أن الإسلام سيكون الدين الأكثر انتشاراً؛ نتيجة للاجئين المسلمين المتدفقين على أوروبا، وهو ما يعود بالنفع على الإسلام كدين.

الجانب الثاني: انتشار التيار الإلحادي بسرعة بين الشعوب الأوروبية، إضافة إلى الانهيار الأخلاقي والديني، مع ضعف الاعتقاد المسيحي، وعدم عمل الكنائس بصدق، وخلو الندوات التي تعقدها.

هذا الفزع الذي ينتاب الغرب بدافع من تعصبه وخوفه على مسيحيته، وكنتيجة لرؤيته المستقبلية؛ نرى له ترجمة واقعية في ضوء القوانين التي تصدر في محاولة لتحجيم عدد المهاجرين المسلمين إلى الغرب، أو وقفها تماماً، كما دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقد نجدها في صورة إجراءات تميزية ضد المسلمين في الغرب، من نحو الوثيقة السرية المسربة من الشرطة الفرنسية والتي عنوانها: "الإسلام سرطان أوروبا والمسلمون أورامها"! وهي الوثيقة التي تهاجم المسلمين بطريقة فجة، وتدعو الشرطيين إلى التصدي للمسلمين بكل الوسائل المتاحة، حيث جاء في نصها: "ومن حق كل إنسان حر التصدي له بكل ما أوتي من قوة وبجميع الوسائل المتاحة".(هافينغتون بوست عربي ـ /19/1/2017).

أضف إلى ذلك انطلاق الشعوبية واليمين المتطرف من قمقمهم على المستويين الشعبي المتمثل في منظمات تهاجم الوجود الإسلامي في الغرب، أو المستوى الرسمي الذي يسعى لسن قوانين تحد من الوجود الإسلامي ومظاهره في الغرب؛ وهو الأمر الذي نراه بوضوح في ألمانيا، وإيطاليا، وفرنسا.

ورغم أن هذه الإجراءات كلها موجهة بصورة مباشرة للمسلمين، وهي مبنية على قراءات ودراسات غربية، إلا أننا نجد على الشاطئ المقابل نوعاً من الغفلة التامة من جانب العالم الإسلامي المَعْني بالأساس بتلك المواجهة.

ألا ليتنا نُوجه قدراً من الاهتمام بدراسات المستقبل، لا سيما تلك التي تخص علاقتنا بالغرب المسيحي القلق على ديانته ومستقبله، فيما نغط نحن في صراعات جانبية قليلة الشأن، قليلة الجدوى.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook