الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الشايع لـ«مفتي مصر»: إنما تسيء لنفسك بالنيل من علماء السلف!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل – متابعات:
استنكر الداعية السعودي الدكتور خالد بن عبدالرحمن الشايع، تناول مفتي مصر الدكتور علي جمعة بعض أئمة السلف الأولين مثل ابن تيمية وابن القيم وابن حجر بالسوء، والانتقاص من قدرهم. جاء ذلك في مقالة خص بها «الحياة»، اعتبرها موعظة لجمعة، وبياناً للناس، وجاء فيها: «اطلعت على عدد من الحلقات التلفزيونية المسجلة لبعض دروس ومحاضرات الشيخ الدكتور علي جمعة، مفتي مصر، وقد استنكرت منه تهجمه على عدد من العلماء، مثل شيخ الإسلام ابن تيمية، والعلامة ابن القيم، والحافظ ابن حجر العسقلاني، والإمام محمد بن عبدالوهاب، رحمهم الله جميعاً.اضافة اعلان
وقد لاحظت أن الشيخ علي جمعة تمادى في إساءاته لهؤلاء العلماء إلى حد السخرية والتهكم بهم، واتهامهم بما هم منه براء، ووصفهم ملبساً بما يشوه سيَرَ هؤلاء الأئمة. وأهل الإسلام قاطبة يعلمون حرمة هذا المسلك، وعند وقوعه من شخص ينتسب للعلم فهو أشد حرمةً وأكثر شناعة.
وعلى فرض أن الدكتور علي جمعة يرى خطأ أحد من هؤلاء الأئمة أو غيرهم؛ فإن المنهج القرآني والأسلوب النبوي يقتضيان أن يتأدب في الردّ والتعقب. جاء ذلك في عدد من آي الكتاب العزيز وأحاديث النبي الأمين محمد صلى الله عليه وآله وسلم. قال الشيخ العلامة عبدالرحمن السعدي النجدي رحمه الله عند تفسير قول الله تعالى: (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ‏)‏. قال: لما كان الإنسان لا يسع الناس بماله، أُمِر بأمرٍ يقدر به على الإحسان إلى كل مخلوق، وهو الإحسان بالقول، فيكون في ضمن ذلك: النهي عن الكلام القبيح للناس حتى للكفار، ولهذا قال تعالى: (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).
ومن أدب الإنسان الذي أدب الله به عباده: أن يكون الإنسان نزيهاً في أقواله وأفعاله، غير فاحش ولا بذيء ولا شاتم ولا مخاصم، بل يكون حسن الخلق، واسع الحلم، مجاملاً لكل أحد، صبوراً على ما يناله من أذى الخلق، امتثالاً لأمر الله ورجاءً لثوابه. انتهى.
وثبت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا الفاحش، ولا البذيء» رواه الترمذي من حديث ابن مسعود رضي الله عنه.
وهؤلاء الأئمة الذين اجترأ عليهم الدكتور علي جمعة وافترى قد شهد لهم الناس بالفضل والسبق، وكانوا حريصين على هداية الناس للتمسّك بمنهج القرآن والسنة، فلئن لم يحمد لهم فضائلهم، فلا أقل من أن يكف عن الطعن فيهم زوراً وبهتاناً، وبالتأكيد أن طعن فضيلة الدكتور علي جمعة فيهم ليس بضائرهم شيئاً: (قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ). والحقيقة أن الشيخ بإساءاته إنما يسيء لنفسه بما يسببه من فتنة بين عامة الناس وتشكيكه في علمائهم.
وأذكِّر الشيخ علياً وفقني الله وإياه بما كان من الإمام مالك رحمه الله مع شاعر حكم عليه بحكم قضائي لم يرق له، فتهدده الشاعر بالهجاء، فقال له مالك رحمه الله: (إنما وصفتَ نفسك بالسفه والدناءة، وهما اللذان لا يعجز عنهما أي أحد، فإن استطعت أن تأتي الذي تنقطع دونه الرقاب فافعل: الكرم والمروءة).
فالزم يا شيخ علي منهج علماء الأزهر الفضلاء وطريقة شيوخ مصر النجباء، فإن قعدت بك طبيعتك؛ فلا أقل من أن تطهر فمك وتعف لسانك عن أعراض حماها الشرع وقدرها الناس. (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)».

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook