الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

السعيدي: استغلال مطلب «الترفيه» لتغيير قيم المجتمع عواقبه وخيمة يستحيل تداركها

ff139e2d-900f-4d4f-b6a7-c48354760cb6
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - سعود الخالد:

قال الدكتور محمد السعيدي، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى: ‘‘إن تهيئةَ سبل السعادة وإدخال البهجة على الناس أصبحت حاجة ملحة ومهمة مطلوبة، في زمن ضاقت فيه على كثير من الناس مساكنُهم وأصبحوا يتطلبون المتنفس لهم ولعائلاتهم؛ للتخفيف من عزلة ومتاعب العمل ومشاغل الحياة وأخبار السياسة والاقتصاد والحروب‘‘.

اضافة اعلان

وأكد السعيدي، في مقال على موقعه الشخصي، "أصبحت هذه السعادة والبهجة والسرور، مطالب فِطرية تستوي الحاجة إليها جميع النفوس، وإن كانت تختلف في المقدار الذي تحتاجه، ونوعه، ومكانه، وزمانه".

وأوضح عضو هيئة التدريس: أن القائمين على وسائل الترفيه، الذين يهدفون من ورائها إسعاد الناس وإدخال البهجة على قلوبهم، عليهم أن يعلموا أن الكسب الاقتصادي، لا ينبغي أن يكون غاية للترفيه، بل يجب أن يُنْظَرَ إليه كوسيلة من وسائل تنشيطه وتنويعه والرُقِيَ به؛ لأننا حين نجعل الكسب هو الغاية من الترفيه لا مجرد وسيلة للارتقاء به، فسوف نصل في النهاية وبلا شك إلى الاعتداء على سعادة الناس تحت مزاعم ترفيههم.

وتابع: كما أن جعل الكسب غاية للترفيه لا وسيلةً للرقي به سوف ينتهي عاجلاً أو آجلاً إلى تجاوز القِيَم والمُثُل العليا والأعراف النبيلة، شئنا أم أبينا.

وحذر السعيدي من استغلال عملية الترفيه لتغيير عادات وتقاليد المجتمع أو تغيير أخلاقه، فإن إحداث أي تغيير في المفاهيم الجَمْعِيَة للناس أو سلوكهم العام أمر في غاية الدقة والخطورة؛ لذا يجب مراجعة رواد الإصلاح الديني والثقافي والاجتماعي فتغيير بِنْيَة الأمم المعرِفِيَّة والقِيَمِيَّة عن طريق الاقتصاد، أو السياسة، أو اللهو والمتعة تكون عواقبه وخيمة وانزلاق بالمجتمعات في مُنحَدَرات يصعب أو يستحيل تداركها.

فأوروبا حين تحررت من قبضة الكهنوت ولم تترك ميدان التغيير للمصلحين بل نَحَّت المصلحين جانباً أو اضطهدتهم، وأوكلت مهمة التغيير لأساطين الاقتصاد والسياسة سقطت في مجال الأخلاق والأُسرة سقوطاً لا يُتَصَوَّر قدرتها على القيام منه، بالرغم من نجاحها في مجالي الاقتصاد والسياسة.

وأكد السعيدي أن المملكة تنعم بمنهج إسلامي سلفي أثبت للعالم بأسره أنه قادر على أن يكون نموذجاً يُحتذى حين تريد الدولة والأمة أن تنبعث حداثتُهما من منابتهما، دون الحاجة إلى جذور مستعارة، أو مياه مجتلبة من بعيد، وحين يريد المجتمع الترفه، أو تريد له ذلك دولته، فلن يكون قطعاً وفق توجه هؤلاء الذين يبغون فساد المجتمع.

واختتم حديثه مؤكداً، أن المملكة هي الدولة الوحيدة في العالم بأسره التي بقيت صامدة أكثر من ثمانين عاماً أمام الخضوع الفكري والأخلاقي والقيمي والسياسي لمعطيات الحضارة الغربية في ذلك كله، وصحيح أيضاً أنها تتكلف جراء ذلك أعباء متنوعة؛ لكنّ كُلْفتها وأعباءها ستكون أعظم وأخطر لو فرَّطَت في هذه الخصيصة، أو لمس العالم منها الاستعداد ولو تدريجياً لذلك التفريط.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook