الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

«إقليم الأحواز».. مجازر إيرانية وطمس للهوية العربية

2-650x400-590x363
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
  • الجرائم الإيرانية بحق الشعب العربي الأحوازي لا يمكن حصرها.
  • شعب الأحواز قام بأكثر من 16 ثورة وانتفاضة قُمعت بالحديد والنار.
  • شعب الأحواز بثرواته وموارده اللامحدودة يرزح تحت خط الفقر.
  • الاحتلال الفارسي هدم مئات القرى بالأحواز بسبب مشاريع قصب السكر.
  • إيران تقتل أطفال الأحواز بمدّ المدارس بمياه ملوثة جرثومياً وكيميائياً.
تواصل - قاسم المذحجي: اضافة اعلان

يشهد إقليم الأحواز -المحتل- بين الحين والآخر احتجاجات واسعة ومظاهرات مطالبة بالحرية والاستقلال عن الدولة الإيرانية الفارسية المحتلة.

ويعاني إقليم الأحواز منذ أكثر من 80 عاماً من وطأة الاحتلال الإيراني، حيث التهميش واستنزاف ثروات الإقليم واضطهاد السكان ومحاولة طمس الهوية العربية في الإقليم.

كما يشهد الإقليم محاولات إيرانية مستمرة لتغيير الطبيعة الديموغرافية ضمن مخطط تهجير العرب من الإقليم وإحلال الإيرانيين الفرس مكانهم.. وفي هذا التقرير نلقي الضوءَ على قضية الأحواز وجرائم الاحتلال الفارسي بحق سكان الإقليم المحتل.

ارتكبت إيران منذ احتلالها لأرض الأحواز أبشعَ الجرائم في سبيل ثني عزيمة الشعب العربي الأحوازي وكسر إرادته وتذويب هويته في البوتقة الفارسية.

ولا يمكن حصر الجرائم الإيرانية بحق الشعب العربي الأحوازي في هذه السطور، لكن لإيضاح الصورة في هذا الشأن يمكن الإشارة إلى أن الشعب الأحوازي قام بأكثر من 16 ثورة وانتفاضة ضد الاحتلال الفارسي قُمعت جميعها بالنار والحديد وراح ضحية هذه الثورات والانتفاضات، آلاف الشهداء والجرحى، وكان آخرها انتفاضة عام 2005 التي شملت معظم مدن ومناطق القطر.

مجازر

ومن أبشع المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإيراني، مجزرة المحمرة في 29 مايو 1978، عندما قاد الجنرال الإيراني "أحمد مدني" الحاكم العسكري للأحواز آنذاك جحافله إلى مدينة "المحمرة" وقتل ما يقارب الأربعمائة من شعب الأحواز الأعزل وجرح أكثر من خمسة آلاف وشرد المئات من العائلات الأحوازية إلى العراق وسميت المجزرة آنذاك بـ"الأربعاء السوداء".

واستمر الإجرام الفارسي حتى يومنا هذا، حيث لم يقتصر على قتل الإنسان العربي في الأحواز بل تجاوز ذلك حتى شمل كل شيءٍ حي.

قضاء مُسَيس وإعدامات بالجملة

وعلى الرغم من التقدم والتطور الحاصل في العالم اليوم، لكنّ شعب الأحواز بثرواته اللامحدودة يرزح تحت خط الفقر وأبناءه يُقتادون للمشانق دون رحمة ودون محاكم عادلة، حيث حكمت محكمة الثورة الإيرانية في الأحواز برئاسة القاضي محمد باقر موسوي بتاريخ 7 سبتمبر 2012 على كوكبة مثقفة من أبناء الأحواز بالإعدام شنقاً؛ وذلك بتهمة محاربة الله والإفساد في الأرض والتآمر على الأمن القومي الإيراني وهم:

- هاشم شعباني البالغ من العمر 31 عاماً، كان يعمل مدرساً في مدينة الخلفية، وكان ناشطاً في المجال الثقافي يعمل في مؤسسة "الحوار" في الأحواز العاصمة.

- هادي راشدي بن مير حمزة 39 عاماً، مدرس الكيمياء في مدينة معشور والخلفيه، وصاحب شهادة ماجستير في الكيمياء.

- الشقيقان جابر البوشوكة 28 عاماً ومختار البوشوكه 26 عاماً.

- محمد علي عموري 34 عاماً، حيث صدر بحقهم حكم الإعدام وتم تنفيذه دون السماح لهم بالدفاع عن أنفسهم أو تعيين محام للدفاع عنهم، كذلك جرائم أخرى تمت بصمت لا يتسع المجال لذكرها هنا.

هدم القرى

ولم يقتصر الإجرامُ الفارسي -في إقليم الأحواز المحتل- على البشر فقط، بل طال الحجر والشجر، حيث أقدم الاحتلال الفارسي على هدم المئات من القرى بسبب مشاريع قصب السكر، وسُلبت عشرات الآلاف من الهكتارات من يد المزارعين العرب، كما تم تجفيف الأنهر الأحوازية بعدما صودرت مياهُها إلى المحافظات الفارسية.

كما تم استهداف المصدر الوحيد لرزق آلاف المواطنين الأحوازيين الذين يعيشون في الأحواز التي تم تجفيف مساحات شاسعة منها، واضطر الفلاح والمواطن الأحوازي للهجرة إلى المدن المجاورة بحثاً عن مصدر رزق آخر.

مياه ملوثة

ولم يسلم الأطفال من جرائم الفُرس، حيث قامت مؤخراً الدولة الفارسية بمد المدارس في الأحواز بمياه ملوثة جرثومياً وكيميائياً، وبحسب ما جاء في التقرير الذي أعدّته وزارة الصحة الإيرانية في مدن إقليم الأحواز في المدارس الرسمية، "أن الأطفال في مدارس الأحواز يشربون مياهاً ملوثة جرثومياً وكيميائياً، وأثبت تلوّثها بنسب تتراوح ما بين 30 إلى 100%".

وكشفت عيّنات مياه سحبتها وزارةُ الصحة الإيرانية من 220 مدرسة في إقليم الأحواز، عدم مطابقتها للشروط الصحية والبيئية، بعدما كشفت نتائج التحاليل على نسب عالية من التلوث الجرثومي في المدارس تتراوح بين 46% في القرى و100% في المدن الكبيرة.

أما التلوث الكيميائي، فكانت معدلاته الأعلى في مدارس العاصمة الأحواز وعبادان والمحمرة ومعشور، بنسبة تفوق الـ 90%.

وأكد مصدر في جامعة جندي سابور، أن الطريقة التي أُخذت بها العينات كانت سليمة وعلمية، وأجريت الفحوصات في مختبر جامعة جندي سابور للأبحاث العلمية والزراعية في العاصمة الأحواز، وكشفت العينات عن نسبة عالية جدا من التلوث الجرثومي والكيميائي في مياه الشرب بالمدارس.

سبق وأشارت جامعة الأحواز للبحوث العلمية إلى وجود تلوث في مياه المدارس مع اهتراء البنية التحتية المائية لأغلب المباني الرسمية في ظل وجود صنابير قديمة العهد وخزانات ملوّثة بالنفايات، ولم تحرك وزارة التربية والتعليم التابعة للنظام الإيراني ساكناً.

ولم يستغرب الأحوازيون من التقرير ونتائجه، لأنهم يعتبرونه واقعاً ملموساً على الأرض وينسجم مع واقع المياه الملوّثة في الأحواز من قبل المصانع ومياه الصرف الصحي ومبازل شركات قصب السكر الممتدة على ضفاف الأنهر الأحوازية.

مدارس متهالكة

وتشير التقارير الإيرانية، إلى أن مديري المدارس يواجهون عوائق في معالجة التلوث وخصوصاً في المدارس المستأجرة، التي غالباً ما تكون عبارة عن بنايات قديمة جداً وغير صالحة أن تكون مدرسة للأطفال.

وعليه لا يمكن تطوير وتأهيل وصيانة البنى التحتية في هذه المدارس الفقيرة جداً، ويتم التعامل مع التلوث كأمر طبيعي مثله مثل الجدران المشققة والأسقف التي يعتريها التشققُ والاهتراء والرطوبة، وتتساقط منها الأمطار على رؤوس التلامذة.

كانت هذه فقط لمحة عابرة عن مأساة عرب الأحواز في ظل الاحتلال الإيراني، فيما يستمر نضالُ وكفاح شعب الأحواز؛ أملاً في الوصول للحرية المنشودة وتحرير الأرض من دَنس المحتل الإيراني.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook