الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

سلسلة : المرور … والحلول السحرية..!! (8)

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

عدم فاعلية نظام المخالفات والغرامات والجزاءات

لأن المرور مغرم بالحلول السحرية التي تطبق اليوم وتظهر نتائجها في الغد، أو هكذا يتوهم قيادات المرور.. أسميت هذه السلسلة بـ"الحلول السحرية" لعلهم يطبقوها بنفس حماسهم في تطبيق ساهر.

اضافة اعلان

بسم الله نبدأ..

مشكلة المرور الرئيسة في مسألة المخالفات تتركز في عدة نقاط:

1- نظام لا يفرق بين السائق المتهور والمتعقل:

إذا تجاوزت الإشارة الحمراء لأول مرة في حياتك ستحصل على مخالفة بنفس مبلغ الذي يتجاوزها يومياً. هذا النظام يجعل المتهور دائماً والمتعقل الذي زلّ مرة واحدة في ميزان واحد لا فرق بينهما

ولهذا لا يوجد أي برامج تحفيز لدى المرور للتشجيع على الالتزام، ماذا لو أن المرور يلغي المخالفة بعد شهر إذا لم تُرتكب أخرى بدلاً من تدبيلها إذا لم تسدد؟

ماذا لو أنه يسقط عنك عشوائياً مخالفة أو اثنتين ويرسل لك رسالة: لأن هدفنا سلامتك أسقطنا عنك هذه المخالفات، نأمل الالتزام بالنظام لاحقاً، سلامتكم هدفنا!

هذا حلم فهل يتحقق؟

2- نظام مصمم للجباية وليس السلامة:

مرورنا يفخر بأن خدمة المخالفات سريعة ويمكنك التسديد بسهولة عبر الإنترنت المصرفية، وكأنه شركة يعمل دعاية للمخالفات ويسعد بزيادتها وليس همّه السلامة وتقليل عدد المخالفات!

وهذا الأسلوب نقل الاتهام من المرور إلى وزارة الداخلية، بل وكل الجهاز الحكومي بأن هدفه الجباية وليس الحماية والسلامة، حتى أشار إلى ذلك الأمير مقرن بن عبدالعزيز شخصياً.

3- يتابع عدد محدود جداً من المخالفات:

المرور لا يعرف من المخالفات سوى السرعة وقطع الإشارة ومنع التضليل، وإن زاد عن ذلك فسيكون للوقوف الخاطئ.

هذا جميل لكن ماذا عن التحميل المخالف للشاحنات خاصة القلابيات التي تحمل حديد التسليح؟

ماذا عن السيارات المهترئة التي تسير في الشارع وهي بالتأكيد لم تتجاوز الفحص الدوري؟

ماذا عن نقل البشر في أحواض سيارات وكأنهم من بهيمة الأنعام؟

كل هذه المخالفات يتجاهلها المرور تماماً وكأنها أمور مسلم بها ولا يوجد بها أي مخالفة!

4- نظام مبني على أن المتهم مدان حتى تثبت براءته:

في كل دول العالم المتقدم، لا تسجل المخالفة عليك إلا بعد استدعائك فإن لم تحضر قيدوها وإن حضرت واعتذرت خفضوها وإن كان عندك سبب قاهر ألغوها!

بهذه الطريقة أنت فعلاً تهدف لحماية الناس وتقول لهم بعبارة واضحة: أنا أحبكم ولا أتهمكم بمخالفة النظام، ولكني أريد لكم السلامة، برروا موقفكم أو تعهدوا بعدم التكرار وسأخفضها أو ألغيها، الأهم أنكم تعلمتم الدرس.

هل المرور فعلا يؤمن بهذا المبدأ؟

هل المرور فعلاً يحبنا ويريد لنا السلامة؟

الجواب لديكم أنتم..

دمتم في رعاية الله..

م. علي أحمد الحميد

استشاري السلامة والصحة المهنية

@alialhumaid

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook