الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

«لغة الضاد» طرق تمكِينها ونشرها محور نقاش في ندوة بمكة المكرمة

1
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - خالد الغفيري:

حباً في العربية، وحرصاً منهم أن تكون هي لغة الوصل، لا سيما في بلد القرآن ومهبط الوحي، تحدث جمع من أساتذة الجامعات ومحبي لغة الضاد، عن أساليب وطرق نشرها، وجعلها هي الأصل لا سيما داخل المملكة، خاصة عند التعامل مع غير الناطقين بها من حجاج وزوار بيت الله الحرام.

اضافة اعلان

بداية.. أبدى الأديب والشاعر المعروف الدكتور عبدالرحمن العشماوي، استياءه من تحدث خدمة النزلاء في فنادق مكة المكرمة، باللغة الإنجليزية، جاء ذلك أثناء إدارته لندوة بعنوان: “اللغة العربية ومواسم الحج والعمرة”، نظمها مجمع إمام الدعوة بمكة المكرمة، بالتعاون مع مركز دار مبين للتدريب، أمس الثلاثاء، تحت رعاية الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس.

واستنكر العشماوي البدء بالتحدث مع نزلاء الفنادق في مكة باللغة الإنجليزية، متسائلاً كيف يُبدأ بها وفي لغتنا العربية كل جميل، وهي أصل الحوار؟ قائلاً: ‘‘إذا كان هناك من يتقن غيرها من رواد الفندق فليلجأ إلى غيرها‘‘.

وأضاف: أنه من أعظم خطوات دعم ونصرة اللغة العربية، وتعليمها والاستثمار الأمثل فيها، هو تواجد آلاف المعتمرين والزوار من أصقاع الأرض الذين يسعون لتعليمها والاستفادة منها.

من جهته، أكد أستاذ الدراسات العليا بكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى، الدكتور سليمان العائد أن اللغة العربية، بحاجة إلى مشاريع حضارية ضخمة تسهم في دعمها وتوسعها، مشيراً إلى القوة الكبيرة التي تمتلكها، والتي أسهمت في انتشارها في أقطار العالم؛ لذلك لا يكفي أن نتعامل معها بلغة العاطفة ونجعل منها لغة دين وحسب.

واستشهد العائد بنماذج من الطلبة الوافدين من دول لا تنطق العربية، والذين يبدون رغبة في تعلم لغتنا، ثم يتفاجؤون أنها لن تفيد من يريد أن يسلك تعلم الطب والهندسة وبعض العلوم، التي لا تتوفر فيها أي ترجمات، وبخلاف بلادنا نجد كل الأعراق تدرس الطب وغيره من العلوم بلغاتها الأصلية، فالفرنسيون يدرسون العلوم بالفرنسية، والصينيون بلغتهم، وهكذا بقية العالم.

في السياق ذاته، طالب مساعد الملحق الثقافي بسفارة المملكة ببريطانيا، الدكتور ناجي العرفج، بضرورة توفر ترجمة للمراجع الطبية والهندسية والعلمية بالعربية، مؤكداً أن ذلك هو الداعم الرئيسي والحقيقي، وأشار العرفج إلى ضرورة استثمار التقنية وانتشارها في تعليم اللغة العربية.

وأضاف العرفج: أن وفود الحجاج يقدمون إلى مكة؛ بغية اكتساب اللغة وإجادة نطقها الصحيح، وهنا يجب استغلال الموقف بإطلاق مشاريع ودورات مكثفة لهم؛ لأنه لن يقتصر نفعها عليهم فقط، بل سينقلونها لأبنائهم وذويهم عند عودتهم إلى بلدانهم، مقترحاً أن يطلق مشروع يختص بإتقان الفاتحة لغير الناطقين بالعربية نطقاً وفهماً.

أما الدكتور إسلام محمد علي، فأكد أن التعامل بالعامية بدلاً من الفصحى، يأتي ضمن الحرب على الأمة، ومحاولة تفكيكها ونزع هويتها، ولا يمكن التصدي لمثل ذلك إلا بتفعيل دور وسائل الإعلام؛ إذ إن الإعلام قادر على تنمية ملكة اللغة لدى المتلقي كذلك المدرسة، والتي تعد أهم المصادر لتكوين أساسيات وعناصر اللغة لدى النشء، وكذلك التعليم العالي من خلال تدريس المناهج باللغة العربية.

وفي نهاية الجلسة، اقترح الدكتور عبدالرحمن العشماوي عدداً من التوصيات، جاء في مقدمتها: إنشاء دورات خاصة للحجاج والمعتمرين لتعلم اللغة العربية، وأخرى خاصة لصغارهم، والتحدث بالفصحى عند إرشادهم ليعتادوا عليها، كذلك اعتبار أن كل أستاذ هو معلم للغة العربية بصورة غير مباشرة.

كما جاء في التوصيات ضرورة استخدام الفصحى في الإذاعة المدرسية، والمنتديات، والنشاطات وبكافة الإمكانات، التي بدورها تمكِّن تنمية ملكة اللغة لدى النشء.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook