الخميس، 09 شوال 1445 ، 18 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

سلسلة : المرور … والحلول السحرية..!! (٦)

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
 

نقص المعلومات الإحصائية

لأن المرور مغرم بالحلول السحرية التي تطبق اليوم وتظهر نتائجها في الغد، أو هكذا يتوهم قيادات المرور.. أسميت هذه السلسلة بـ"الحلول السحرية" لعلهم يطبقوها بنفس حماسهم في تطبيق ساهر.

اضافة اعلان

بسم الله نبدأ..

من أهم ما تبني عليه خططَك الاستراتيجية طويلة المدى هي الإحصاءات الدقيقة والتفصيلية، بخلاف ذلك فإنك تبني مستقبلك على جُرف هارٍ يكاد أن يهوي بك في وادي الفشل السحيق.

من هنا نتساءل هل المرور يملك إحصاءات دقيقة؟

من واقع الإحصاءات التفصيلية التي ينشرها المرور دورياً، أو بعبارة أدق التي كان ينشرها قبل تطبيق ساهر، نجد أن الإحصاءات لا تقدم تصوراً كافياً لوضع حلول جذرية للحوادث.

فالإحصاءات لا تفصل هل الحادث وقع داخل المدينة أم خارجها؟ كما أنها لا توضح ما هو الطريق الذي وقع عليه الحادث، وبالتالي لا يمكن مخاطبة وزارة النقل لإصلاح طريق معين أو مراجعة تصميمه.

كما أن الإحصاءات لا تفصل في نوع المركبات التي شاركت بالحادث، وبالتالي لا يمكن معرفة نقاط الضعف في بعض المركبات التي ربما غفلت هيئة المواصفات عنها أو تجاوزت الجمارك بلا فحص.

أما عدد الوفيات فهو قصة أخرى لا تقل غرابة عما سبق، فحتى الآن لم يتضح لنا هل عدد الوفيات داخل فيها من توفي بعد شهر في المستشفى أم هي مقتصرة على من مات في موقع الحادث مباشرة.

وهذه مجرد أمثلة على عدم دقة الإحصاءات وإلا فإن المشكلة أكبر وأعمق بكثير مما ذكرنا.

الأمر الأكيد أنه حتى مع توفر إحصاءات مقبولة إلى حد ما إلا أن المرور لم يستفد منها، بل إنه استخدمها بشكل خاطئ وآخرها عندما بنى قرار تطبيق نظام ساهر على أن تجاوز السرعة يعد سبباً رئيسياً في الحوادث، ومع استمرار تجاوز السرعة في شوارعنا كما هي إلا أن شركة "نجم" أصدرت إحصائية عن خمس مخالفات تتسبب في ٩٠٪ من الحوادث ولم يكن بينها السرعة!

فإما أن المرور بنى نظام كامل على إحصائية خاطئة، أو أن شركة "نجم" بينت الخلل لدى المرور في طريقة تحليل الحوادث..

دمتم في رعاية الله..

م. علي أحمد الحميد

استشاري السلامة والصحة المهنية

@alialhumaid

 
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook