الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

خبراء: رسائل التواصل الاجتماعي «السلبية» تسبب «الفوضى والقلق» في المجتمع

9
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

• رسائل التواصل الاجتماعي السلبية تروع الآمنين وتؤثر على الحالة النفسية.

• ترويج الأخبار الخاصة بالقتل والعنف والجريمة يجرئ البعض على ارتكابها.

اضافة اعلان

• الأفضل تداول ونشر ما يعين الناس ويثقفهم بالمعلومات الصحيحة الموثوقة.

• الوعي في ازدياد بين الناس وأصبحوا يحذرون بعضهم من خطورة نشر الأمور المخيفة.

• الترويع بالرسائل أو نشر كل ما يصلك من رسائل غير صحيح حتى في الأدعية.

ومن أمثلة ذلك رسائل "احذروا ذاك المنتج"، و"لا تشتروا ذلك لأنه يسبب كذا وكذا"، و"حادث مروع"، و"فيضان قادم"، و"حالات قتل وحريق"، يحاول البعض الترويج لها لشائعة القلق والاضطراب في المجتمع بغير هدى ولا بصيرة؛ مما يتسبب في ترويع الآمنين، خاصة الأمهات في المنازل اللاتي تنفطر قلوبهن خوفاً على أبنائهم في الخارج من تلك الأخبار.

"تواصل" طرحت القضية على عدد من المختصات في الإعلام والصحة النفسية؛ بهدف دراسة تلك الظاهرة وكيفية التعاطي معها والحيلولة دون تأثيرها على المجتمع وأفراد الأسرة.

تواصل – هياء الدكان:

بداية أكدت الخبيرة التربوية نعيمة بنت خليل السبعان أنه بين الحين والآخر تظهر رسائل من هذا القبيل، تتضمن تخويف وترويع، فعلى سبيل المثال ظهرت منذ عشر سنوات رسال تحمل عبارة "إذا ما أرسلت هذه الرسالة بيموت أبناؤك.. أو يحدث لك مكروه.. وإذا أرسلتها يجيك فرح الليلة"، فكنت دائماً أقول لمن يرسل هذه الرسائل إنها حرام، ولا تصح أبداً؛ لأن ما أحد يقدر أو يستطيع يموت أحد إلا بأمر الله، وليس عن طريق رسالة.

حرب نفسية

وأضافت السبعان ظهرت بعض الرسائل التي تتحدث عن المطاعم وتدني مستويات النظافة بها، خاصة من الأجانب غير المسلمين الذين يعملون بها، كما ظهرت رسائل تحذر أيضاً من الخدم ومن تعذيبهم للأطفال والأبناء، وكذلك رسائل عن التحذير من السائقين، مثل هذه الرسائل تتضمن تحذيراً، لكن من المفترض أن لا تُنشر بهذه الطريقة التي تروع الآمنين، وتنشر الخوف والقلق والرعب بين الناس.

وتابعت: أن مثل هذه الرسائل جعلت المرأة تشكك في أي تصرف وأي حركة من الخادمة، ووجهة نظري أن من الأفضل أن تتوقف هذه الرسائل لأنها تؤثر على الحالة النفسية، ولها مردود سلبي على الحياة والواقع الاجتماعي داخل الأسرة.

تولد العدوانية

ونبهت السبعان إلى خطورة الترويج لمثل تلك الرسائل التي تتضمن القتل وسفك الدماء، التي تعتبر غريبة جداً على مجتمعنا، فمثل نشر هذه الرسائل يكون لها مردود اجتماعي وتجرئ البعض على ارتكاب الجريمة بسبب تداول مثل تلك الأخبار، خاصة أننا نعلم أن من ينفذ مثل تلك الجرائم إما متعاطٍ للمخدر أو داعشي، أو بسبب شدة الغضب؛ وبالتالي يفضل عدم نشر مثل تلك الأخبار، حتى لا يحدث تطبيع للجريمة في المجتمع.

وتابعت السبعان: أن ترويج أخبار مثل هروب الفتيات للخارج مثلاً تنشر القلق داخل الأسرة، وأيضاً الأخبار التي تتضمن تحذيراً من قذارة في أحد المطاعم دون ذكر اسم المطعم يولد لديك هاجساً، وتحتار وتتردد في الذهاب إلى المطاعم، هل هذا مطعم راقٍ أو عادي؟ فمن المفروض عدم نشر هذه الرسائل لأنها تنشر الحزن والقلق في المجتمع.

وأكدت السبعان: أن مثل هذه الرسائل أشعرتنا بالحيرة والقلق والخوف على الأبناء والخوف منهم أحياناً، والخوف من الخدم والسائقين، الخوف من الناس!! ويكون البيت في قلق دائم، فأين إذن التوكل على الله؟!

ونبهت السبعان إلى ضرورة أن نذكر الله ونستودع الله أنفسنا وأبناءنا وبيوتنا وأهلينا، والله خير حافظاً، ومن استودع الله شيئاً حفظه من كل سوء، فعلينا إذن التطبيق وذكر الله وحسن التوكل ونشر ما يعين الناس ويثقفهم بالمعلومات الصحيحة عن تربية الأبناء والنفس والأخلاق الحسنة ونشر المواقف الطيبة، والبعد عن الرسائل والمقاطع المزعجة للآخرين.

ونصحت السبعان بالتوقف عن الترويج عن تلك الرسائل في المجتمع كافة، فكل تلك الرسائل تتكرر كل عام، ونراها على مواقع التواصل، ونعرف أنها قديمة، وسبق نشرها ومع ذلك نعيد نشرها، علينا إذن أن ندعو الله ونستودعه كل شيء جل جلاله.

وخلصت السبعان نصيحتها بقولها: "من توكل على الله توكلاً حقيقياً وقام بواجبه، واهتم بنفسه واعتنى بأسرته وأبنائه، لن يضره شيء، بل سيجد أموره أفضل وأسعد بعون الله تعالى".

المساء يكذب رسائل الصباح

وفي ذات السياق أشارت ريما بنت صالح بقولها: "على الواتس آب ينشرون رسائل مكررة مقززة، تجدها في أول النهار تشعرك بالمسؤولية والقلق، فتقوم بنشرها لتحذر من تحب وتخاف عليهم، ثم في آخر النهار يأتي تكذيب ونفي، فتعود تبرئ ذمتك، وتنشر النفي، فهم ضيعوا أوقاتنا".

وتساءلت بنت صالح، متى يكف هؤلاء الذين يروجون لمثل تلك الصور والحوادث والخصوصيات عن إيذائنا، وإيذاء أهالي المتضررين من تلك الرسائل السلبية؟

وأضافت ريما ناصحة: انتبهوا ففي كل موسم مثلاً يأتيك نوع معين من الرسائل، فمثلا بداية الشتاء يأتيك ما يروعك من شيء ما، كذلك أول الإجازات، كذلك المطاعم، العاملات، أو التخفيضات الغذائية، وتأتيك تحذيرات من مصادر ليست رسمية، بل رسائل واتس تُركب على أي موضوع والناس بكل بساطة تنشر، نكدوا علينا أصلح الله حالهم".

وسردت ريما صورة واقعية لخطورة تلك الرسائل قائلة: "جلست صديقتي شهور عديدة وحالتها النفسية مدمرة، وأصابها وسواس، ولم تعد تستطيع النوم؛ بسبب مقاطع عن أفعال الخادمات في البيت، فأصحبت لا تنام وتخاف، وبعد استشارتها لمستشارة متخصصة، نصحتها بأن تبتعد عن الواتس آب شهرين، وبالفعل عادت نفسيتها كما كانت وأفضل، ولم تعد تشاهد تلك المقاطع، بل أصحبت تدعو لتلك المستشارة ولكل الناصحات عبر الواتس آب الذين لا ينشرون إلا علماً، وخيراً وصدقاً".

الوعي في ازدياد

أما نورة الفهد فقالت الحمد لله الوعي في ازدياد بين الناس، وأصبحوا يحذرون بعضهم البعض من خطورة النشر للأمور المخيفة، ومقاطع الدماء، وقلت كثيراً هذه الظاهرة.

وشكرت الفهد صحيفة "تواصل" على هذا الموضوع التوعوي الهادف المميز، والذي يقترب من فئات المجتمع وهمومهم، والقضايا المختلفة، موضحة: "لم أجد على صحيفتكم يوماً مقطعاً وأصبح شائعة، خاصة في الأمور الكبيرة أو المروعة، فما عهدناكم إلا حريصين على التثبت؛ لذا أثق بكم وبكل وسيلة إعلامية هادفة، لا تنقل إلا بعد أن تتثبت من الصدق والحقيقة، وفقكم الله ووفق قرائكم ومتابعيكم.. آمين".

دور الجهات الرسمية

بدورها ركزت الأستاذة ابتسام الصانع على موضوع الاختصاص بقولها: "أنا أفضل التحذير من الجهات الرسمية المخولة وليس اجتهادات من خلال الرسائل، للتخويف والترويع، فالبشر بطبعهم يجتهدون، ويخطئون، ويصيبون، كان الناس قديما يعتمدون على هذه الاجتهادات في معرفة أحوال الطقس والمناخ وغيرها لقلة المصادر والتقنيات الحديثة، ولكن الحمد لله الآن لدينا التقنيات الحديثة والجهات الرسمية المخولة بالبحث والتحري والتثبت.

وتساءلت الصانع لماذا يتسارع الكثير للاجتهاد غير السليم وجلب الأخبار السيئة، وقد تكون سبباً في الطيرة والتشاؤم وتخويف وترويع الآمنين المنهي عنه؟!!

وتابعت قائلة: بين يدينا وحوالينا كافة وسائل التواصل والتي سهلت ولله الحمد الوصول للمعلومة الصحيحة وترك الأقاويل والشائعات والاجتهادات في غير محلها.

وضربت مثالاً على ذلك حينما انتشر مقطع فيديو لهجرة نوع من الطيور، وذكر المصور أنه علامة على فيضان أو زلازل، حفظنا الله واياكم، وأثار الهلع بين الناس، وبعدها صرح مصدر رسمي بأنه موسم سنوي لهجرة الطيور؛ أي أن الأمر مجرد ظواهر طبيعية وبجهل بعض الناس واجتهاداتهم تتحول إلى رعب في المجتمع.

أدعية ليست من السنة

وعلقت على الموضوع هدى بنت فهد السيف، التربوية ومديرة البرامج بجمعية أيامى، وقالت: إن الترويع بالرسائل أو نشر كل ما يصلك من رسائل غير صحيح، حتى في نشر الأدعية.

وأكدت السيف: أننا أمام توجيه رباني في كل الأمور والمحدثات سواء ما كان منها صحيحاً أو غير صحيح، وما كان له مستند أو مرجع، أو مجرد شائعة وإرجاف، قول الله تعالى مربياً عباده {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ} الآية.

وأضافت هدى السيف: "كثرت رسائل الأدعية والتي ليست من أدعية الكتاب أو السنة ولا المأثور، وهي مما أوقع في الابتداع فيها، وكذلك الوقوع في محظور التعدي في الدعاء والأفضل الالتزام بجوامع الدعاء".

عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل علي النبي ﷺ وأنا أصلي، وله حاجه، فأبطأت عليه، قال: «يا عائشة؛ عليك بجُمَلِ الدعاء وجوامِعِه» فلما انصرفت قلت: يا رسول الله وما جمل الدعاء وجوامعه؟ قال قولي: «اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأسألك الجنة وما قرّب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل.. وأسألك مما سألك به عبدك ونبيك محمد ﷺ وأعوذ بك مما تعوذ منه عبدك ونبيك محمد ﷺ وما قضيتَ لي من قضاء فاجعل عاقبته رشداً» رواه البخاري.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook