تواصل - سعود الخالد:
روى الشيخ سعيد بن مسفر، تفاصيل موقف مؤثر تعرض له عندما انهال عليه أحد الشباب بالسب والشتم لدرجة وصلت إلى سب "أباه وأمه" فما كان من الشيخ إلا أن يستعيذ بالله من الشيطان، ويدعو للشاب أن يغفر الله له ويدخله الجنة، فتحول الموقف إلى معرفة وصداقة.
وقال الشيخ: "كنت أراجع بعض معاملاتي في إحدى السفارات بأحد شوارع مدينة جدة، ورجعت بسيارتي إلى الخلف وأثناء رجوعي كان الطريق مغلقاً عند نهايته، وكانت ساعة متأخرة من الدوام فإذا بشاب يسكن في نفس الشارع، فاقترب مني بسيارته، وعندما وصل بجواري أنزل زجاج سيارته وانهال عليَّ سباً وشتماً بألفاظ لم أسمع بها في حياتي، وقال لي كيف تسد الشارع.. الشارع ملك أبوك ألا تستحي".
وأضاف مسفر: "رغم كل ذلك كنت أتحمل وأستعيذ بالله من الشيطان، وعندما وصل الأمر إلى سب "أبوي وأمي" تملكني الشيطان وبدأت أفكر في النزول، لكن الله الهمني وكنت أستعيذ بالله من الشيطان، وهذا أدب رباني، وكنت أرتعش من شدة الغضب وكان الدم يغلي في عروقي، وعندما قلت أعوذ بالله من الشيطان الرجيم كأن ما رُش عليَّ الماء وبدأت أهدأ فقلت له أسال الله أن يغفر لك ويدخلك الجنة".
وتابع: "وعندما سمع مني الشاب هذا الكلام وكان مستشيطاً غضباً بدأ يهداً وأوقف سيارته ونزل منها وجاء وسلم عليّ في يدي وقال لي من أين جئت.. أنا أسبك وأشتمك وتقولي الله يغفر لك.. قلت له جئت من مكة وقلت له أيضاً أنا المخطئ وقلت له سامحني فقال لا والله أنا الغلطان".
وأضاف الشيخ: "بعدها تحول غضبنا إلى تعارف وإلى محبة، وقال لي الشاب ممكن نتعرف وممكن تتفضل معي على منزلي، فقلت له شكراً .. وفي الطريق قلت في نفسي سبحان الله " ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ".
