الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

رقيب بالحدّ الجنوبي يروي تفاصيل قتل قناص حوثي

10.indd
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - أبها:

روى الرقيب علي شراحيلي، المرابط بالحد الجنوبي، الذي أُصيب بثلاث طلقات كانت إحداهما في رأسه، مواقف بطولية في مسرح العمليات وتفاصيل قضائه على قناص حوثي متمرس من الحرس الجمهوري اليمني، وامتناعه عن استهداف طفل يمني لم يتجاوز عمره 12 عاماً.

اضافة اعلان

وسرد شراحيلي قصة تعرضه للإصابة بثلاث طلقات، وذلك خلال عملية تطهير موقع في أعلى جبل قمة الملحمة في موقع يطلق عليه القلعة، يتمركز فيه أربعة من الأعداء من بينهم قناص ماهر.

وتابع، تمت تغطيتي من قبل اثنين من زملائي، ونجحت ولله الحمد في قتل القناص، وأمطرني بعدها العدو بوابل من الرصاص، فباشرتني طلقة اخترقت الجهة الخلفية للظهر وخرجت من الصدر.

وأكمل شراحيلي، كانت إصابتي في الأعصاب المواجهة للقلب، وتسببت في تهتك للشرايين وتلف في الأربطة اليسرى، وأصر زميلي الثالث على حملي على أكتافه لمسافة تزيد عن 2 كلم بعدما ربط الأجهزة والسلاح بجسده.

وذكر، طلبت منه بعد أن قطعنا نحو نصف المسافة أن ينزلني ويسقيني الماء، ويتركني للموت، لكنه رد، إما نموت معاً هنا أو نواصل المسير.

وقال: ‘‘عندما وصلنا كنت أشعر بألم في أحد أصابع يدي دون أن أشعر بأي شيء آخر، وهنا بادر زملائي بمحاولة إيقاف نزيف الرأس والصدر، وكانوا يلقنونني الشهادة فأتشهد معهم، قبل أن يُركبوني العربةَ وبجواري ذلك الشخص الذي أنقذني، والذي ارتميت في أحضانه، وعندما كنت أشعر بالنعاس يضغط بقوة على إصبع يدي لأصحو، طالباً مني ألا أنام‘‘.

وأكمل، وصلنا إلى مستشفى جازان، وبدأت حينها بفقد الوعي، لكن الطبيب المعالج باشر حالتي وأبلغني أنهم سيحيلوني إلى مستشفى الملك فهد بجازان، كنت أشاهد في المستشفى زملائي يبتسمون، وقالوا لي ‘‘القناص اللي متعبنا له أسبوع، ما شاء الله لم يطول معك‘‘.

وأضاف، ما ضايقني هو وجود طفل بين الأعداء.. كان من السهل إصابته وقتله من أول طلقة، فتحركاته كانت تكشف جهله، فقد كان يتحرك كثيراً دون خبرة، ولا يجيد أسلوب التخفي، وقد أبلغت الزملاء بوجود طفل مكشوف مع العدو ويحمل السلاح، وطلبت منهم عدم استهدافه مهما تكون الظروف.

يواصل شراحيلي سرد حكايته، فيقول ‘‘تم إخلائي إلى المستشفى العسكري في الرياض، وتلقيت العلاج، وفوجئت في اليوم التالي بالدكتور اللواء سعود الفلاج الذي عرفني على نفسه‘‘، وقال لي ‘‘إيش طلباتك".. قلت العلاج‘‘، قال ‘‘ستتعالج، لكن إيش طلباتك الثانية.. أنت متزوج؟.. قلت: نعم‘‘.

عاد يسألني: "أمك عايشة؟".. قلت: نعم.. قال: هل تريدهم إلى جانبك.. وافقت، كانت الساعة الثانية ظهراً، فقال ‘‘الساعة السابعة سيكونون هنا‘‘‘.. استغربت فالوقت لم يكن كافياً، لكني حين استيقظت قرابة السادسة فوجئت بزوجتي ووالدتي وأطفالي الاثنين الصغار معي بالغرفة.

لم أصدق ما يحدث، لكنهم أبلغوني أنه تم تأمينهم من المطار للمستشفى، وأنهم أسكنوهم بشقة مقابلة للمستشفى، ووفروا لهم كل احتياجاتهم المالية وتكفلوا بكل نفقاتهم.. ذاك التعامل ضاعف رغبتي بالعودة بسرعة إلى الجبهة".

وختم شراحيلي، أجريت عدداً من العمليات الجراحية، وقد انتهت استراحتي وباشرت عملي قبل العيد، وعند عودتي استقبلني قائد السرية نايف البقمي ومجموعة من زملائي، وكرموني، وقد طلبت أن أبقى على الخط الأمامي، لكن القائد أصر على بقائي في الخط الخلفي، خصوصا أن طلقاً نارياً ما يزال فوق عيني اليسرى.

وفاجأني القائد بأنه تمت ترقيتي برتبتين من عريف إلى وكيل رقيب، ومن وكيل رقيب إلى رقيب.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook