••قالت لي: رافقتُ قريبتي في أحد المستشفيات لإجراء عملية جراحية لها.. وفي غرفة التنويم كانت ترقد بجوارها مريضةٌ هي طبيبة معروفة في مستشفى آخر ستُجرى لها عمليةٌ أيضاً.
- وبعد إجراء العملية للمريضتين لاحظنا تردد الأطباء والممرضات على (الطبيبة المريضة) ما بين ذهاب وإياب، للاطمئنان عليها وتلبية احتياجاتها، أما قريبتي فكان لها مرور الأطباء المعتاد مرة أو مرتين مع بقية المرضى، لكنها لزمت الرقية الشرعية ليلاً ونهاراً..
- وفي اليوم التالي للعملية تمكنت قريبتي -بفضل الله- من تناول طعامها، وتحسنت حالتها بشكل ملحوظ، بخلاف الطبيبة التي كانت تحظى بتلك العناية والاهتمام من الأطباء.
عندها قلت لقريبتي: احمدي الله على ما تفضل به عليك، ولا يحزنك قلة الاهتمام بك! فإنهم لا حول لهم ولا قوة إلا بالله، فقد قال صلى الله عليه وسلم:(وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ الله لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ الله عَلَيْكَ) رواه الترمذي.
- •أيها القارئ، إنّ تعلُّق القلب بالله عزّ وجلّ، وحُسن الظن به، وصدق التوكل عليه، واليقين بأن كل شيء يجري بأمر الله وقدره، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وبأن تدبير الأمور كلها بيده سبحانه وتعالى له الأثر الكبير في الشفاء بإذن الله (وَإِن يَمْسَسْكَ الله بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
قال ابن تيمية: وكثير من المرضى يشفون بلا تداوٍ؛ بدعوة مستجابة أو رقية نافعة أو قوة للقلب وحسن توكل.
لذلك فإن فعل الأسباب -كالذهاب إلى الأطباء وتناول الأدوية طلباً للشفاء- سُنة من سُنَن الله الكونية، لكن لا تغفل عن الرقية الشرعية، وأفضل ما يُقرأ على المريض سورة الفاتحة فهي الشافية الكافية، كذلك صدق التوبة والدعاء والاستغفار والصدقة وتفريج الكربات، كل ذلك بإذن الله من أسباب الشفاء.
- ••عافانا الله وإياكم من كل بلاء.. وجمع لكل مريض بين الأجر والشفاء.
والحمد لله رب العالمين.
