الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

عبدالله زقيل: جريمة الشيخ الأحمري أنه كان عضواً في جهاز الهيئة (تقرير بالصور)

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

سيد الجعفري - متابعات:
تفاعل الكاتب الشيخ عبدالله زقيل مع خبر مقتل الشيخ علي الأحمري رئيس هيئة الأسواق بأبها، وانتقد تجاهل نشر معظم الصحفة المحلية خبر مقتله كأن ذلك لا يعني لهم شيئاً، كما انتقد صمت أقلام كُتّاب الأعمدة عن الكتابة في هذا الموضوع، لا لشيء إلا لأن جريمة الشيخ علي الأحمري أنه كان عضواً في جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مؤكداً أن عدم تفاعل الصحافة المحلية مع جريمة مقتل الشيخ الأحمري هو جريمة في حد ذاته؛ لأنه لو كان المقتول من غير جهاز الهيئة لكان الحال مختلفاً، وحشدت الصحافة التقارير والمقالات. وأشاد الشيخ عبدالله زقيل بقيام موقع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعمل ملف كامل عن مقتل الشيخ علي الأحمري، وعرض صور جنازته التي أمّها الشيخ عبدالعزيز الحمين، الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.اضافة اعلان
وتستعرض معكم (تواصل) أهم ما ورد في هذا التقرير؛ رغبةً منها في إبراز أهمية حيادية الإعلام، الذي يسعى إلى رصد الأخبار، وكشف الحقائق.
بدأ التقرير بتأكيده مدى العلاقة المتينة التي كانت تربط الشيخ علي الأحمري -رئيس مركز هيئة الأسواق بأبها رحمه الله- بمختلف شرائح منطقته، والشباب على وجه الخصوص؛ إذ أحبّه الجميع لحسن تعامله، وتفاعله الإيجابي في حلّ كثير من القضايا، ومعالجتها بكفاءة عالية. وتناول التقرير ظروف واقعة مقتل الشيخ الأحمري صباح يوم الجمعة الماضية بعد القبض على الحدث المبلّغ عنه في قضية هروب وعقوق لوالده، والشخص الذي كان يأويه في صبيا؛ إذ تم ترحيلهما إلى أبها تمهيداً لنقلهما إلى أحد رفيدة مقر البلاغ. وطبقاً للنظام لابد من مرافقة عضو من الهيئة لرجال الأمن في أثناء عملية النقل إذا كانت القضية متعلقة بحدث أو امرأة، فقامت الجهات الأمنية بالاتصال بالشيخ الأحمري لإرسال مرافق من رجال الهيئة، ولأنه يوم إجازة، وخشيةً من تأخّر أحد المندوبين المكلفين بهذه المهمات، فضّل الشيخ الأحمري أن يرافق رجال الأمن بنفسه في نقل الحدث والشخص الثاني المقبوض عليه معه إلى أحد رفيدة؛ حرصاً منه على إعادة الحدث إلى والديه اللذين كانا يعيشان لحظات من الهلع لاختفاء ابنهما. وتوجّه الشيخ الأحمري على الفور لمرافقة فرقة النقل، وجلس في المقعد الأمامي بجوار سائق سيارة الشرطة، وفي أثناء سيرهم، وقبيل الوصول إلى أحد رفيدة، فوجئ الشيخ الأحمري بصوت إطلاق نار داخل الحافلة، وإذا برجل الأمن الذي يجلس في المقعد الخلفي بجوار المقبوض عليهما مضرجاً في دمائه، وعلى الفور طلب الشيخ الأحمري من السائق التوقّف، وهرع لإنقاذ رجل الأمن، ولم يأبه بأن مطلق النار بيده المسدس، فقد كان كلّ همّه هو إنقاذ رجل الأمن. وعندما فتح الشيخ الأحمري باب سيارة الشرطة لإسعاف رجل الأمن إذا بالجاني يباغته بطلقة في رأسه، ويوجّه الجاني مسدسه صوب السائق، ويأمره بفكّ قيده هو والحدث، ويطلب منه التوجه بالسيارة صوب أحد الأودية الوعرة، ويلوذان بالفرار تاركين السائق ومعه في السيارة الشيخ ورجل الأمن مضرجين في دمائهما، ثم نقلا إلى مستشفى أبها العام. وفي مستشفى عسير المركزي تبيّن للفريق الطبي أن حالة الشيخ الأحمري حرجة؛ لأن الرصاصة كانت في الرأس، وأجريت له عدة عمليات إنعاش، لكنه فارق الحياة إثر موتة دماغية.

مثال يحتذى
وتطرّق التقرير إلى بعض صفات الشيخ الأحمري التي عرفه الناس بها؛ فقد كان -رحمه الله- الأنموذج الذي يُحتذى به في انضباطه وخلقه والتزامه، وحسن تعامله مع الجميع رؤساء ومرؤوسين، وكان كثيراً ما يبدأ عمله قبيل الدوام الرسمي، ويستمر حتى ساعة متأخرة من الليل؛ إيماناً منه بأهمية شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ورغبة في المساهمة في النشاط الإصلاحي والتوعوي؛ فهو وإن كان موظفاً ومسؤولاً عن مركز هيئة الأسواق بأبها فإنه كان محتسباً كل وقته، وسخَّر جهده في أداء وظيفته؛ لذلك عُهد إليه بعدد من الملفات المهمة واللجان التي كان يتولاها بنفسه، منها: ملف الابتزاز، ولجنة متابعة الرقاة ومزاولي الطب الشعبي، وكُلّف مركزه بمتابعة السحرة والمشعوذين والدجالين. كما اعتُمد مركز هيئة الأسواق الذي كان يترأسه مقراً تدريبياً للأعضاء المستجدين؛ للاستفادة من خبرات الشيخ الأحمري وقدراته على تكوين الفرق وتأهيلهم وإعدادهم، ونقل المعارف والمهارات الميدانية لهم بشكل سريع. وكان -رحمه الله- مثالاً في التفاني في العمل، والأنموذج الأمثل في الأداء الذي يهدف إلى الاستصلاح والتأهيل؛ فلم يكن همّه أن يقبض على صاحب المخالفة، بل كان همّه الأول إصلاحه، فمنّ الله عليه وساهم في تقويم وإصلاح سلوكيات كثير من الشباب. ومما يذكر في ذلك -حسب التقرير- أنه سبق أن ضبط أحد الشباب في مخالفات أخلاقية وسلوكية، وتبين للشيخ الأحمري أن الشاب يعاني تأثير رفقة سيئة في مدرسته، فبذل الشيخ مساعيه لنقل الشاب إلى مدرسة أخرى، حتى تم ذلك.
وذكر التقرير أن الشيخ الأحمري عُرف بعلاقاته الوثيقة مع جميع الجهات الحكومية والأهلية والخيرية، وكان له دور ملموس في توثيق العلاقة بالجهات الأخرى، فكان له علاقة طيبة بمسؤولي الإمارة، وأصحاب الفضيلة القضاة، حتى إن كثيراً من أصحاب الحاجات كانوا يتوجهون إليه للمساعدة على حلّ المشكلات الاجتماعية التي اشتهر باهتمامه بالمساهمة في حلها؛ مما جعل له قبولاً عريضاً لدى أهالي المنطقة، خصوصاً من الشباب، وهو ما ظهر جلياً في الأعداد الغفيرة التي شهدت جنازته، وملأت جامع الراجحي والمقبرة بأبها في صورة قلّ أن تتكرّر.
وأكد التقرير أن الاثنين وخمسين عاماً التي قضاها الشيخ الأحمري لم تمنعه من الأداء المتوقد حتى تفوّق في إنجازه على كثير ممن يصغره سناً، كما لم يشغله عمله عن الاهتمام بأهله وأسرته وأبنائه، وعنايته بهم ورعايتهم الخاصة لهم، هو وزوجته التي منّ الله عليه بها؛ فهي من المشرفات على إحدى الدور النسائية لتحفيظ القرآن؛ إذ ربّيا أبناءهما تربية سليمة؛ فهم من حفظة القرآن الكريم. وأكد التقرير في نهايته أن رحيل الشيخ الأحمري ترك أثراً بالغاً في نفوس محبيه ممن تعاملوا معه من داخل الهيئة وخارجها، وقدم إلى الجميع درساً يصعب نسيانه في التضحية والتفاني وحبّ العمل.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook