الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

سماحة المفتي: الحج ليس ميداناً للمهاترات والمساومات والدعاوى المذهبية المقيتة

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

أحمد العبد الله – متابعات:
قال المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبارالعلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ "إن الله تعالى لم يجعل فريضة الحج ميداناً للمهاترات، والمساومات، ورفع الشعارات الجاهلية، والسعي لتحقيق مصالح خاصة، وأهداف معينة، أو استغلاله لأغراض وأجندات سياسية، أودعوة مذهبية مقيتة، أوغير ذلك من الأهداف والمقاصد السيئة التي تصرف الحج عن وجهته الشرعية، وتجعله بعيدا كل البعد عن قدسيته وروحانيته, وإن الله تعالى جعل الحج مناسبة عظيمة للوحدة والتضامن بين المسلمين كافة، وتجسيد معنى الأمة الواحدة، ليكون اجتماع الحجاج في هذه المشاعر المقدسة سبباً في تأليف قلوبهم، وجمع كلمتهم، وتعارف بعضهم مع بعض، وتقوية أواصرالمحبة والمودة بينهم".اضافة اعلان
 وحثّ آل الشيخ في كلمةٍ وجّهها لضيوف الرحمن على اغتنام فرصة الحج لتحقيق هذا المقصد العظيم، وهذه الغاية الشريفة، وجعله سبيلاً للتلاحم والتعارف والوحدة والتضامن بين المسلمين، والبعد عن التباغض والتحاسد، والبعد عن كل ما من شأنه أن ينال من تلك الأخوة الإيمانية بين الحجاج، وإيقاع العداوة والشحناء في صفوفهم.
 وقال "اعلموا أيها الحجاج أن الله تعالى سخّر قادة هذه البلاد المباركة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيزآل سعود - حفظه الله - وحكومته الرشيدة لخدمة بيته الحرام، ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم، فأمّنت السبل، ويسّرت الوصول إلى الحرمين الشريفين، وهيّأت كل ما فيه تيسير أداء مناسك الحج والعمرة لضيوف الرحمن".
 وأضاف "وأنتم تشاهدون ما تنعم به هذه البلاد المباركة من الأمن والأمان، والنعم الوافرة، والرخاء، ورغد العيش، وتوفير جميع الإمكانيات التي تمكّن الحجاج من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة, وحكومة المملكة - وفقها الله - وضعت جميع إمكانياتها وطاقاتها البشرية وقواتها في خدمة الحجاج، من تمهيد الطرق، وتنظيم السير في الشوارع والطرقات، وغيرها من التسهيلات الكبيرة، والخدمات الجليلة في داخل الحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة في منى، وعرفات".
 وبيّن أن وجود هذه التسهيلات والخدمات في الحرمين الشريفين جعل مسلمي العالم يتشوقون لزيارة هذه البقاع المقدسة، وهو الأمر الذي جعل عدد الحجاج يزداد كل سنة عن ذي قبل، منوهاً بأنه مع كل هذا الازدياد والكثرة في عدد الحجاج والمعتمرين إلا أنه بفضل الله وتوفيقه ثم بفضل جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين عدم ملاحظة أي مشقة أو معاناة أو مشكلة أو خلل في أمر الحجيج، ولا نقص في الخدمات اللازمة لهم.
 وعدّ المفتي ذلك دليلاً على حرص ولاة الأمر في هذه البلاد على العناية بشؤون الحرمين الشريفين، وتقديم كل ما من شأنه راحة ضيوف الرحمن وحجاج بيته الحرام.
 وحث الحجاج على الهدوء والسكينة، والحفاظ على أمن الحرمين الشريفين، والالتزام بالأنظمة والقواعد التي وضعتها الدولة لأجل راحتهم، وتنظيم شؤون إخوانهم الحجيج ليتمكنوا من أداء مناسكهم بكل اطمئنان وأمان.
 وأوضح أن الله تعالى جعل الحج ركناً ركيناً من أركان الإسلام، وفرائضه العظام، وجعل الغاية منه تهذيب النفس، وسمو الروح، والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بأنواع الطاعات والقربات, حاثاً الحجاج على استغلال هذه الفرصة الثمينة في عبادة الله والإكثار من طاعته من الطواف، والصلاة، والذكر، والدعاء، وتلاوة القرآن، وعدم الانشغال بأمور أخرى من شأنها أن تضيع أوقاتهم، وتفوت عليهم أجر وثواب هذه الفريضة العظيمة، والمناسبة الشريفة.
 وحذّرآل الشيخ ضيوف الرحمن من الأعمال والتصرفات التي تخل بأمن الحجيج، أو تعرقل سير مناسك الحج، وتعرض الحجاج للمضايقات، والأذى, مهيباً بجموع الحجيج للتعاون مع الجهات المنظمة لشؤون الحج، وتأمين أمن الحجيج، من الشرطة، والعسكريين، ورجال الأمن، والمرور، وغيرهم ممن تم توظيفهم لخدمة الحجاج، والوقوف في وجه كل من يندس في صفوف الحجاج من أعداء الأمة ممن يريدون المساس بأمن الحجيج، والإخلال بالنظام العام لبلاد الحرمين الشريفين، والقيام بأعمال الشغب، والتخريب، والفساد.
 ونصح أصحاب الحملات والمطوفين والقائمين على شؤون الحجاج بأن يتقوا الله في أمرالحجاج الذي يحجون في حملاتهم، وأن يقوموا بمسؤولياتهم حق القيام دون تفريط أو تقصير، وأن يلتزموا بوعودهم وواجباتهم، والعهود والشروط التي تعاقدوا عليها مع الحجاج , مؤكداً أن ما يأخذونه من أموال من الحجاج دون أن يقدموا الخدمة المناسبة واللائقة لهم، فإنه حرام عليهم، ومن باب أكل أموال الناس بالباطل، ويتحملون تجاه الحجاج واجباً دنيوياً مقابل عقودهم، ويتحملون واجباً دينياً وأخلاقياً تجاههم؛ لكونهم ضيوف الرحمن قاصدين بيته الحرام الذي دعاهم إليه ربهم على لسان نبيه إبراهيم عليه السلام: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ).

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook