الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

التمييز الإيجابي..  الفخ القاتل

عفاف الحقيل
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

يتردد في الأوساط الاجتماعية وبين بعض المثقفين والمهتمين بشؤون الأسرة مصطلح "التمييز الإيجابي" للمرأة، بين مؤيد ومعارض.

اضافة اعلان

ونعرض في هذا المقال لطرف من ذلك.

يتم تعريف التمييز الايجابي (Positive Discrimination) بأنه:

تمييز لفئة  معينه من فئات المجتمع، تختلف عن باقي فئاته في العِرق، أو الدين، أو الجنس، أو المقدرات الذاتية من خلال  اتخاذ جمله من الإجراءات التفضيلية، التي تعطى أفراد هذه الفئة الأولوية في المجالات المختلفة للحياة العامة كالتعليم وتوظيف والتمثيل التشريعي.. بهدف إلغاء التمييز (السلبي) الذي مورس ضدها في السابق، وتحقيق المساواة (الفعلية) بينها وبين باقي فئات المجتمع.

وبناء على هذا التعريف فقد دعت اتفاقية سيداو وماتلاها من متابعات أممية إلى التمييز الإيجابي ضد الرجل ولصالح المرأة، وبناء عليه أُلزمت الحكومات بالعديد من الإجراءات التمييزية وخاصة في مجال العمل، وجعل الأولوية في مجالات التوظيف للمرأة، بصرف النظر عن فارق المؤهلات العلمية والنفسية والجسدية، وهذا يفسر لنا ازدياد نسبة البطالة بين شبابنا الرجال، بل وفصلهم من الوظائف التي تناسبهم في الأسواق والمستوصفات وبعض المرافق وتوظيف النساء فيها!

ولم يعد غريبا أن نرى المرأة تعمل في الأسواق والمراكز التجارية "كاشيرة" وبياعة، وفي المشافي والمستوصفات في استقبال الرجال وفي تمريضهم، وفي المطعم والفندق، بينما مؤهلات الشباب مازالت حبيسة ملفاتهم الخضراء.!

وقد يبدو ذلك لأول وهلة أمرًا جيدا بالنسبة للمرأة، كونها تجد الوظيفة، وربما تبدو ظاهريا مستفيدة من ذلك.. لكن الحقيقة غير ذلك، فالمرأة هي الخاسر الأول من ذلك التمييز.

لقد أدى هذا التمييز إلى تفاقم بطالة الرجل في بلادنا، وتضررت النساء من بطالة أزواجهن وأولادهن وعدم قدرتهم على الإنفاق عليهن، وكثرت المشاكل الزوجية وزادت نسبة التفكك الأسري، كما تسببت بطالة الشباب في عدم قدرتهم على توفير متطلبات الزواج وتكاليفه؛ فانتشرت العنوسة بين الفتيات، وتفشت الرذيلة والفساد، واضطرت المرأة بسبب بطالة عائلها إلى قبول أعمال دونية لا تناسبها وفي بيئة غير شرعية وغير آمنة.. إلى غير ذلك من الآثار السلبية التي تجرعت المرأة مرارتها بسبب هذا الاتجاه الظالم للرجل وللمرأة على حد سواء.

إن على عقلاء وطني الانتباه لهذا الفخ القاتل الذي يقاد له مجتمعنا، والتوعية بخطورته، كما أن على المرأة الواعية أن لا تنزلق في هذا المستنقع، وأن تُبصَّـر بنات جنسها بما سيجنينه من الأشواك بسببه، فإنما نُؤتى من جهة جهلنا، ونُخترقُ بسبب غفلتنا عما يحاك لنا..

 والله من وراء القصد.

  عفاف بنت عبدالعزيز الحقيل - مستشارة أسرية وباحثة في شؤون المرأة

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook