الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

"وﻻ تهنوا وﻻتحزنوا"

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

العنوان أعلاه جزء من آية الخطاب فيها موجه إلى المسلمين، وهو يطالب المؤمن بأمرين: أﻻ يهنوا ومعناه: أﻻ يضعفوا وأﻻ يجبنوا. وكذلك أﻻ يحزنوا لما أصابهم في معركة أُحد من الخسارة للأرواح بل وجرح النبي صلى الله عليه وسلم على أيدي المشركين الأشقياء، وقد نزلت بعد معركة أُحد، حيث أصاب المسلمين فيها ما أصابهم من قتل 75 منهم وجرح أكثر من ذلك، ومن انتصار المشركين المادي؛ ﻷن الهزيمة المادية ما لم تصل إلى الإيمان والثقة في نصر الله وما أعده ﻷهل اﻹيمان فليست بهزيمة؛ ولذا رأينا الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر كل من خرج للقتال في أُحد وبعد ما أصابهم من القتل والجراح أن يطلبوا المشركين فخرجوا في اليوم الثاني، خرجوا بجراحهم، ودماؤهم تثعب استجابة لله ورسوله، حتى بلغوا حمراء الأسد فلما رأى المشركون منهم ذلك أسرعوا ميممين شطر مكة وقد كانوا يخططون لكبس المؤمنين في المدينة ﻻستئصالهم؛ ولذا انقلبت الهزيمة إلى نصر، ولا سواء فقتلى المؤمنين في الجنة وقتلى الكفار في النار وذلك فضل الله.

اضافة اعلان

ومما خرج به المؤمنون من هذه الخسارة المادية في أحد وجوب طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم مهما كانت الظروف والتغيرات، فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الرماة أﻻ ينزلوا من على جبل الرماة مهما كانت الظروف حتى يأتيهم أمره بذلك، فخالف أربعون منهم ونزلوا لما رأوا ظفر المسلمين بالمعركة في جولتها اﻷولى، فلما رأى المشركون الرماة نزلوا إﻻ عشرة رجع المشركون فقضوا على العشرة الباقين من الرماة ثم طوقوا المسلمين وكانت النتيجة كما تقدم.

فطاعة الله ورسوله في كل أمر هي مفتاح النصر، وسبب العزة والمنعة والقوة والسؤدد، وسبب نعيم الدنيا واﻵخرة، ووقوع الهيبة لهم في قلوب أعدائهم في كل زمان ومكان.

أخي المسلم:

إن ما تتعرض له اﻷمة من هزائم ومحن اليوم هو بسبب البعد عن طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وموعود الله للمؤمنين الصادقين لم يتغير، فأهل اﻹيمان لهم الجنة ولو ماتوا على فرشهم، وللذكرى فقد أرجف المنافقون بعد معركة أحد وأذاعوا بين أهل المدينة وفي القرى المجاورة والبوادي أن المسلمين هزموا ولن تقوم لهم قائمة، وأن الإسلام لو كان حقاً ما هُزم محمد وصحبه..

ولكن الأيام أظهرت خلاف ما فرح به المنافقون ونصر الله عبده صلى الله عليه وسلم وصحابته الميامين، ودخل جند الله مكة بعد خمس سنين فقط من أُحد ظافرين فرحين بنصر الله وفتحه.

فلا تهن أيها المؤمن وﻻ تحزن وثق بوعد الله: {وﻻ تهنوا وﻻ تحزنوا وأنتم اﻷعلون إن كنتم مؤمنين} [سورة آل عمران، آية: 139].

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شيئاً ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [سورة النور، آية: 55].

والحمد لله رب العالمين.

علي التمني

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook