أحمد العبد الله – متابعات:
قال المفتي العام، رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ إن التحايل على التعليمات المنظمة للحج من قبل الدولة مخالف للشرع ولولي الأمر، وصاحبه فعل نافلة وارتكب محرماً، مشيراً إلى أنه لا يجوز إدخال الحجاج إلى المشاعر المقدسة دون تصريح حج، لأن إدخالهم يعد مخالفة لولي الأمر، وأنه لا يجوز التحايل على الأنظمة والأوامر.
وأوضح في تصريح صحفي أمس، أن حملة "الحج عبادة وسلوك حضاري" التي أطلقها أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، وما تتضمنه من أهداف وبرامج تحمل معاني شرعية وحضارية تؤكد حرص المملكة على أن يؤدي كل حاج فريضته، كما جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتطرق آل الشيخ إلى بعض الظواهر السلبية في الحج، موضحاً أن الله تعالى حرم سفك الدماء في البلد الحرام، أو أخذ لقطته، أو قطع شجره، أو إخلاء خلاه، حيث جعله الله مكاناً تشتاق إليه أفئدة الناس وتهفوا إليه نفوسهم، معرجاً بعد ذلك إلى بعض المسائل السلبية للحجاج، مثل الافتراش الذي اعتبره نقصاً في أجر الحاج لأنه يؤذي المسلمين والحجاج ويغلق عليهم طرقاتهم، مطالباً بسن عقوبة مالية على المدخنين في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
وشدد على أن الإسلام اعتنى بسلامة الأنفس والأبدان والأموال والبيئة والأفكار، وما يؤمن الحج من الأخطار والمؤثرات، مبيناً أن تحقيق السلامة في الحج واجب على كل مسلم، وأن التعليمات الصادرة من الجهات المختصة في المملكة مثل إمارة منطقة مكة المكرمة من باب تحقيق السلامة للحجاج.
وطالب الدعاة والمرشدين ببيان الأمور الملتبسة على الحجاج، وتعريفهم بأهمية الأمن في الحج، خاصة أن الدولة بذلت جهوداً في خدمة الحجاج لتوفير أمنهم وأمانهم، ولم يصدر ولي الأمر قرار الحج بالتصريح عبثاً، بل بعد التقارير التي تأتي يوميا عن الزحام وكثرة الحجاج، ومراقبته للوضع وعلمه بحال الحجاج.
الحج بدون تصريح إثم
من جانبه، أوضح عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله بن سليمان بن منيع أن حملة "الحج عبادة وسلوك حضاري" التي تبناها الأمير خالد الفيصل، عمل توعوي هام يساهم في توعوية الحجاج لأداء نسكهم على أكمل وجه بطريقة شرعية وحضارية، وأن من يحج دون تصريح يعتبر عاصياً وآثماً، وإثمه عند الله، وحجه صحيح ولكنه عاص، إن شاء الله عاقبه وإن شاء غفر له، مطالبا باتباع أوامر ولي الأمر وعدم عصيانه، فلم يصدر هذه القرارات المنظمة للحج إلا لمصلحة الجميع ومنفعتهم.
ووصف وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد صالح آل الشيخ، حملة "الحج عبادة وسلوك حضاري"، بأنها تساهم في توعية الحجاج بضرورة اتباع الأنظمة التي سنتها الدولة لتقديم أفضل خدمة لضيوف الرحمن، مشيراً إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية ساهمت في الحملة من خلال دعاتها لتوعية الحجاج باتباع الأنظمة.
وأضاف أنه لا يجوز تجاوز نقاط التفتيش بدون تصريح من الجهات المختصة، مشيرا إلى أن تجاوزها احتيال على الأخذ بالاشتراط في الحديث النبوي (فإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني)، موضحاً أن الاشتراط للعارض الذي لا يدري المرء عنه، وليس المخالفة ثم الاستدلال بالشرع لشرعنة مخالفة.
حزم وخير
ويرى المستشار في الديوان الملكي الدكتور عبدالمحسن العبيكان أن الحملة تعكس الحزم والخير الذي عرف عن الأمير خالد الفيصل، والتفكير السديد، والتخطيط الموفق، لمعالجة كثير من المشكلات، متمنياً أن تحقق الحملة أهدافها ليسلم ركن مخالفيها من الرفث والإضرار بالآخرين، وليحصل الحجاج على الراحة التامة عند الانتقال بين المشاعر، وليؤدوا الواجبات والسنن على وجهها.
وأشار أستاذ المعهد العالي للقضاء الدكتور هشام آل الشيخ، إلى أهمية الحملة التي دعا إليها أمير منطقة مكة المكرمة، مبينا أنها تتوافق مع ما جاءت به النصوص الشرعية، حيث قال صلى الله عليه وسلم (من حج ولم يرفث أو يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه).
وأكد أن تتبع أنظمة الحج التي دعا إليها ولي الأمر يعد عملاً بمقتضى الحملة، مطالباً بالإسهام في تطبيقها فعلياً، وذلك بترك المجال للغير، داعيا الحجيج إلى الحرص على الالتحاق بالحملات لتنظيم الأمور. وأوضح أن الحج بلا تصريح يعد مخالفة لولي الأمر، داعيا حملات الحج إلى عدم قبول أي مسلم يرغب الحج ما لم يحمل تصريحاً من الجهات المختصة.
أهداف الحملة
تسعى عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ووسائط الإعلام الجديد إلى رفع مستوى الوعي لدى الحجاج والمواطنين، حول المخالفات السلوكية المصاحبة لرحلة الحج وتسيء إلى شعائره التعبدية؛ كالحج من دون تصريح، أو الافتراش في المشاعر المقدسة وإعاقة حركة الآليات والمشاة، وحملات الحج الوهمية، ومنع المركبات الصغيرة من دخول المشاعر أثناء موسم الحج، والارتقاء بمستوى النظافة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.
