الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

جيش فيه خالد.. لا قيادة فيه لثابت!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

من أعظم الكوارث التي تحل بالأمم وجود الشخص غير الكفء في وظيفة عامة لا يحسنها، ولا يملك من المهارات الخاصة، أو المؤهلات العلمية ما يعينه على أداء مهام تلك الوظيفة بمهنية واقتدار.

اضافة اعلان

ومن القصص التاريخية المتداولة أن جاسوساً عمل لسنوات طويلة في بلد ما دون أن يتم اكتشاف أمره، إذا لم يكن ينقل أية معلومات، ولم يملك أرشيفاً سرياً، ولم تكن له اتصالات خارجية تثير الشبهات.

وحينما اكتُشف أمره بعد سنوات طويلة، سُئِل عن ماهية ما كان يعمله، فكانت إجابته صادمة، لم أفعل سوى وضع الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب ليفسد هو ويفسد المكان الذي يعمل فيه!!

إنها وصفة بسيطة للغاية لتدمير أي بلد، ابحث عن الشخص غير المناسب وضعه في وظيفة عامة غير مناسبة، واترك له الحبل على غاربه، فحتما ستجد فساداً عظيما منتشراً يعصف بأركان تلك الدولة.

وعكس هذه القاعدة صحيح تماماً، كما أن هذه القاعدة صحيحة تماماً، فمتى ما بحثت الدولة عن الشخص المناسب وأسندت له الوظيفة المناسبة، فكن مطمئنا أن هذه الدولة تسير وفق منهج صحيح، وستصل إلى غايتها.

ومناسبة الشخص للوظيفة العامة لا علاقة لها بتوريث المنصب، فلا يشترط أن يكون ابن الوزير الناجح وزيراً ناجحاً، ولا يشترط أن يكون نجل المعلم، كذلك معلماً ناجحاً.

ولا علاقة لها بالواسطة أو القرابة، فليست دائماً الدائرة القريبة جداً من المسؤول فيها الكفاءات التي يبحث عنها، أو الكوادر التي تستحق وعن جدارة أن تتولى الوظيفة العامة.

وبمثل هذا الوضوح وهذه الشفافية في اختيار المناصب العامة، كانت تسير الأمور في العهد الأول للرسالة، فيتم رفض العرض الذي قده أبو ذر كي يتولى منصباً عاماً، لأنه لا يحمل المؤهلات المناسبة ((إنك ضعيف)).

وبمنطق المسؤولية ذاتها يتولى خالد بن الوليد قيادة جيش المسلمين في مؤتة، يدفعها إليه ثابت بن أقرم الذي التقط الراية قبل أن تسقط على الأرض، ويأبى إلا أن يكون جندياً في الجيش ويرفض بإصرار أن يكون القائد لشعوره بقدراته وإمكاناته، وأن جيشا فيه خالد، لا قيادة فيه إلا لخالد، حتى وإن كان قريب عهد بإسلام، ((والله ما أخذت اللواء إلا لك، فأنت أدرى بالقتال مني)).

ولأنه يملك الإمكانات والقدرات، كان الأذان من حظ بلال بن رباح، حتى وإن كان شرف الرؤية لغيره، فهو ((أندى صوتاً))، مِن صاحب الرؤيا الصحابي الجليل عبدالله بن زيد، ولم يجد أحدٌ في نفسه شيئاً، لعُمق فهمهم، وقوة تربيتهم على تلك المعاني العظيمة.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook