سيد الجعفري - متابعات:
هاجم الدكتور ناصر الحنيني -المشرف العام على مركز الفكر المعاصر- الكاتب الصحفي عبدالرحمن الوابلي في برنامج (ديوانية الدانة) على قناة الدانة الفضائية في الحلقة التي حملت عنوان: (السحر والشعوذة)، واتهمه بأنه لا يقرأ سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وذلك بعد أن ذكر الوابلي أنه لم يسمع أن النبي أو أياً صحابته الخلفاء الراشدين قتل أحداً من السحرة، خصوصاً الساحر الذي سحر النبي حسب الحديث الذي ذكره الحنيني. وأكد الوابلي أنه لا يطمئنّ إلى صحة الأحاديث التي تؤكد أن النبي تعرّض للسحر؛ لأن ذلك يعني تصديق ادعاءات الغرب بأن الشيطان كان يستحوذ على النبي، مؤكداً أن السحر غير موجود في أوربا المتحضّرة.
وردّ عليه د. الحنيني بأن أدلة وجود السحر كثيرة؛ منها: أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحر كما في صحيح البخاري عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، سحره لبيد بن عاصم اليهودي، وكان يجد من السحر أشد ما يجد من التعب، فكان يُخيّل إليه أنه أتى زوجاته، وهو لم يأتهن. وجاء جبريل ورقاه بالمعوذات، فأصبحت سنةً لنا، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «حدّ الساحر ضربة بالسيف»، وأن عمر بن الخطاب أرسل إلى الأمصار أن اقتلوا كل ساحر وساحرة، وأن حفصة بنت عمر أمرت بقتل جارية لها سحرتها. وأكد د. الحنيني أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ذكرت أن تأثير السحر كان في أمر الدنيا، ولم يكن في أمر الدين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم فيما يخصّ أمر الدين. وفسّر الحنيني عدم قتل النبي صلى الله عليه وسلم لبيد بن عاصم اليهودي بأنه أجاب عائشة عندما سألته عن ذلك: لا أريد أن أبثّ في الناس شراً؛ أي أنه صلى الله عليه وسلم خاف من الفتنة.
وأشار الحنيني إلى أن السحر هو تحالف بين بعض الإنس والشياطين والجن، وأنه موجود في كل مكان وزمان؛ فقد كان موجوداً أيام الفراعنة، وهو موجود الآن في أوربا، وأن الإسلام لم يخترع ظاهرة السحر، وإنما عالج ظاهرةً كانت موجودةً بالفعل، مؤكداً أن بعض حقائق السحر غير ملموسة، لكن على المسلم أن يؤمن بالغيبيات، وألا ينكر ذلك مكتفياً بالأمور الحسية والعقلية.
يُذكر أن برنامج ديوانية الدانة يقدّمه الإعلامي رياض الودعان، واستضاف في هذه الحلقة: الشيخ سعد السبر، والدكتور ناصر الرميح، والدكتور حزام الريس، إلى جانب الكاتب عبدالرحمن الوابلي، ومداخلة الدكتور ناصر الحنيني الهاتفية.
