الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

جرائم الإثيوبيات.. بين الانتقام المُتعمد وجنون الشعوذة

صوتك وصل لل
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل – تحقيق: هياء الدكان:

تستقدم المملكة ودول الخليج، منذ سنوات طويلة الجالية الإثيوبية وغيرها، إلا أنه لوحظ في الآونة الأخيرة تغيرات مفاجئة في العمالة، حيث طفا على السطح جرائم قتل غريبة من نوعها، فتلك تقتل بالساطور وأخرى تنحر بالسكين، وقليل جداً حينما يكون الهدف السرقة.

اضافة اعلان

جرائم متنوعة

وكانت القاتلة فيما سبق تقوم بجريمتها ضد الأطفال، إلا أنه الآن لم يعد كذلك، بل سمعنا بقتل شابة في الكويت على يد عاملة إثيوبية، وكشفت صحيفة "الراي" الكويتية، أن أبناء الجالية الإثيوبية ارتكبوا في الآونة الأخيرة جرائم من أنواع مختلفة، بمعدلات أكثر ارتفاعاً من المعتاد، تتمثل في أعمال قتل وسرقات واعتداءات وابتزاز، كما كشفت إحصائية رسمية أن عدد العمالة الإثيوبية في الكويت من الذكور والإناث بلغ 71231.

سحر وشعوذة

وفي المملكة، قالت إحدى العاملات الإثيوبيات (أ . و) لـ"تواصل": "إننا في بلدنا نعرف نوعية معينة مشهورين عندنا بالجرائم عدوانيين وغير متعلمين ويحملون السكاكين، ومن يقترب منهم أو يمرّ عليهم إما أن يقتل أو يصاب بالأذى، ونسميهم "عفار" وهم معروفين عندنا، وواضحون بتصرفاتهم الهمجية وضوح الشمس ولهم مناطقهم، وهناك مجموعة معروفة عندنا بـ"ولوا"، هؤلاء لا يعجبهم أن يروا أحداً جميلاً أو يلبس شيئاً جميلاً، وهذا كثير عند النساء، فلا تحب أن ترى مَن أمامها سعيدًا أو في نعمة أو فيه جمال، قلوبهم سوداء نعرفهم من أشكالهم، وهم معروفون بيننا بسفك الدم في الشارع أو في بيت من يريدون به شر، ويمارسون الشعوذة، ويربطون الحلي النسائية بالقهوة بأساليب شيطانية، ومن يُستَهدَف بذلك يُصاب بالجنون، ورأينا حالات كثيرة يصل بها الحال في المستشفى، ولا تُعالج، وتظل حتى تموت".

عداء للمسلمين

كما نوهت الخادمة أن من الأشياء التي تزيد القلوب حقداً، أن الكثيرين يتربون على العداء للمسلمين وللعرب، وقالت "بل حتى في التلفزيون سمعتهم بنفسي يقولون لا تثقون بالعرب فهم أشرار، حتى وصل الرعب بالبعض من أنهم لا ينامون في بيوت مسلمين".

وأضافت أن الدعوة والتعريف بالإسلام يحتاجها حتى المسلمين أنفسهم، فلا يعرف كثير منهم من الدين إلا اسمه ولا يطبقون شعائره.

وعن ملابسات القتل غير واضحة الأسباب، قالت: إن لدى كثير من النصارى فكرة نسمعها كثيرا في بلدهم أن المسلمين يقتلون، وتعجبت ممن تقتل فهي في النهاية ستُسجن وستقتل، حيث من الواجب أن العاملة إذا لم ترتاح في البيت فبإمكانها الطلب والانتقال إلى أسرة أخرى، وإذا كان لديها مبرر ظاهر، فيمكنها المطالبة بالعودة إلى بلدها، أما أن تصل إلى القتل فهذا شيء لا يقوى عليه إلا قلب حاقد أو من اعتادوا على الذهاب إلى السحرة، ومن يعبدون الشيطان ويسجدون لغير الله، وعلى بلدي أثيوبيا التوعية، فالعمالة أكثرهم جهلة أو صغار يستغلهم من يستغلهم، فنحن يسوؤنا ما نسمع، وبلدنا لم نراها تقف مع من تبعثهم بتثقيفهم.

وتظل الأسر في دول الخليج ممن يعمل لديها إثيوبي الجنسية، في ترقب، فليس لديها أي معلومات واضحة حول السر وراء انتشار الجرائم غير المبررة أسبابها، كما أن كثير من العمالة تلقى الرعاية والكرم والاحترام بين أفراد الأسر الخليجية بل وبعضهم يعتبرونها فرد من العائلة، وما يحضرونه للأفراد حتى نوعية الطعام يُقدّم للعاملة لديهم مثله تماما.

عوامل اجتماعية

من جهتها، تقول نوف عايش المطيري؛ ماجستير في علم النفس لـ"تواصل": "انتشرت في الآونة الأخيرة كثرة جرائم القتل على يد الخادمات الإثيوبيات مع علمهن بتطبيق الشريعة الإسلامية، وأن القاتل سيُقتل، ولعل ذلك يقودني إلى سبب جوهري لارتكاب تلك الجرائم كما أوضحت نظرية التحليل النفسي "أن المجرم يعاني من حاجة ملحة للعقاب لكي يتخلص من مشاعر الذنب التي يعاني منها، فهي ترتكب الجريمة مع علمها بما ستناله من عقاب وهذا ما تسعى إليه الخادمة، عقاب النفس وإيلامها لتخفف عقدة الذنب التي تلازمها، فهي تأتي باحثة عن لقمة العيش تاركة خلفها أسرة بحاجتها، فتشعر اتجاههم بالذنب مما يحدوها للتخلص من هذه المشاعر بارتكاب الجريمة لتنال العقاب".

وأضافت، لعل الباحث في أسباب الجريمة يجد صعوبة في الوقوف على سبب بعينه يُعد المسئول عن الجريمة، ولكن هناك بعض العوامل ذات صلة أهمها: العوامل الاجتماعية الأسرية، فقد ينشأ الطفل في بيئة تبجل النشاط الإجرامي وتراه أسلوبا سوياً مناسباً للحياة، وقد يكون معظمنا شاهد المقطع للطفلة الإثيوبية التي لم تتجاوز ٣ سنوات تحمل في يدها سكينا في ظل تصفيق ذويها، بأنها تتعلم كيف تنحر الدجاجة، فماذا يُنتظر من تلك الطفلة؟

وأضافت، ثانياً، العوامل الاجتماعية خارج الأسرة، مثل الفقر والبطالة، مع أنها ليست سبباً رئيسياً فكثير من الفقراء لم يصبحوا مجرمين، ثم الأسباب البيولوجية، حيث تؤكد الكثير من الدراسات التي قام بها "سيزار" رائد علم الجريمة، على أهمية الأسباب البيولوجية في ارتباطها بالجريمة والمجرمين، فلهم مظاهر مميزة، فهم اقل ارتقاء ونمواً من غيرهم ولديهم قصوراً في الجوانب الجسمية كما يمكن تمييزهم بـ"بصغر الجمجمة، كبر الأذنين، ضخامة الفكين، بروز عظام الخدين، وضيق الجبهة وانحدارها"، وليست تلك السمات هي سبب الجريمة، وإنما تكشف عن الشخصية التي لديها استعداد إجرامي، ما يفيد المواطن عند الاستقدام.

دعوة للاحتواء

من جانبها، قالت الأستاذة التربوية والداعية شيخة القاسم، إنه من الضروري تكاتف كل الجهود في الوزارات ومنها "العمل والصحة" إلى الجانب الصحي والنفسي للعمالة، أما الشؤون الاجتماعية فتهتم بالجانب الاجتماعي، والشؤون الإسلامية تتولى جانب الدعوة والإرشاد وعمل لجنة تتابعهم، لأن العمالة بحاجة إلى احتواء ودعوة ودعم مالي بسبب ظروفهم والدين يهذب ويصلح.

وأضافت "القاسم" أن هناك دراسة ماجستير بعنوان "أثر القرآن على السجين"، أفادت نتائجها بأن من يحفظون داخل السجن القرآن كاملاً لا يعودون، أما الحافظون من جزء إلى ثلاث أجزاء يعودون إلى السجن بنسبة ١٪.

وأوضحت، أن الدين والعيّش به يشعر الفرد والأسرة والمجتمع بكل ما فيه بالأمن وطمأنينة النفس والسكينة وعدم الخوف، فالمؤمن يعيش هادئ لا يخاف على نفسه ولا ماله، ويسعى في كل ما يرضي الله، همه الله والدار الآخرة فيؤمنه الله عز وجل في الدنيا، لذا فإن الدعوة إلى الدين وتعليم القرآن الكريم وآدابه يربي في أنفس متعلميه الحرص على التحلي بهذه الآداب، والابتعاد عمّا نهى الله جل وعز عنه رغبة ورهبة وحماية، ولقد وضع الله قواعد لحماية الدين والنفس والمال والعرض من عرفها بحق لن يتجاوزها.

بدورها، تطرح "تواصل" تساؤلاً، هل سيتم إجراء دراسة عاجلة وعمل وبحث مكثف لواقع الحال مع الأسر والخادمات، سواء من قاموا بالجريمة أو العاملات القديمات في المملكة ودول الخليج للتعرف على أسرار هذه الجرائم، وما الدافع وراءها، وعلاجها؟.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook