الأربعاء، 15 شوال 1445 ، 24 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

جهود المملكة العربية السعودية لخدمة الحجاج

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

ورغم كل هذه الجهود المضنية والمتعددة إلا أن المملكة تجد محاولات مستمرة لاستغلال موسم الحج لأغراض سياسية وطائفية من الحجاج الإيرانيين، كما هو مشهور منذ سنوات؛ لذا تسعى دائماً لإحباط محاولاتهم، ولا يستغرب هذا منهم، فهذا دأب الرافضة بشتى فرقهم؛ لإحداث البلبلة والفتن في موسم الحج منذ نشأت هذه الفرقة من قرون عدة.

اضافة اعلان

وقد بذلت المملكة وما زالت الجهود لوقف الغطرسة الرافضية المزعومة، ونجحت في وقف وصولها للحجاج في تجمعاتهم الكبرى وغيرها، مع بذلها الوسع لاحتواء تشويه إيران لصورة المملكة، واحتواء كل أزمة طارئة.

..................................

الحج هو أمنية كل مسلم خاصة من يعيش بعيداً ويحتاج سفراً للوصول إليه، وفي الحج يعيش المسلمون نعمة الوحدة الحقيقية، ليس في ملابسهم فقط، بل في كل شعائر الحج، فالتلبية واحدة وكذا الوقوف بعرفة، ثم مزدلفة ثم منى ورمي الجمار، والطواف والسعي، والأذكار الواردة في كل منسك من مناسك الحج.

ويتأمل المسلم، بل حتى غير المسلم، البركة الإلهية التي تحيط بالمشاعر، فمساحة عرفة ومزدلفة ومنى كيف تتسع لهذه الملايين التي تعيش فيها ليوم وأحياناً لساعات معدودة؟

وأيضاً نتأمل هذا التعظيم لهذه المشاعر وخدمة ضيوف الرحمن قبل الإسلام وبعده والذي يدل على خصوصية يتشوف الجميع لأن يكون من أهلها، وفي هذا العصر نعيش ونرى تسابق وسعي حكومة المملكة العربية السعودية منذ نشأتها لشرف هذه الخدمة بتلافي السلبيات وتعزيز وزيادة الإيجابيات في كل عام وتقديم خدمات متجددة متنوعة.

وهذه صور من خدمة المملكة للحجاج هي غيض من فيض بحر خدماتها:

بداية يتفق الجميع على أن خدمة الحجاج لا تقتصر على المشاعر فقط بل تشمل مكة والمدينة وكل طرق وصول الحجاج  براً، وبحراً، وجواً، والمنتشرة في مساحة بلادنا الشاسعة. وقبلها من خلال السفارات وعلى أن خدمة ضيوف الحرمين لا تقتصر على موسم الحج بل تستمر شهور السنة للمعتمرين الذين تتزايد أعدادهم كل عام.

ومن الصور المشرقة المشرفة:

جهزت وزارة الحج والعمرة 18 ألف حافلة مكتملة التجهيزات لنقل قرابة مليون ونصف المليون من حجاج الخارج، منها 1696 حافلة جديدة تم توفيرها، حيث يتم سنوياً استبعاد عدد من الحافلات الملغاة نظاماً من الأسطول بسبب انتهاء عمرها الافتراضي حفاظاً على سلامة الحجاج خلال تنقلهم بين مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة أثناء أداء المناسك واستبدالها بحافلات جديدة.

مبنى الجمرات المتعدد الأدوار في انسيابية مريحة وإشراف تام من قيادات وزارة الداخلية والذي يستوعب 300 ألف حاج في الساعة.

وزارة الشؤون البلدية والقروية تجند أكثر من (23000) فرد يشاركون في أعمال الحج لهذا العام من خلال مشاريع الوزارة والأمانات والبلديات بكل من: مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمشاعر المقدسة، حيث تنفذ خطة تتضمن منظومة من الإجراءات للتخلص السريع والآمن من النفايات في جميع أعمال الحج.

تقوم وزارة الصحة بتجهيز (15) مركزاً للمراقبة الصحية بمنافذ الدخول البرية والجوية والبحرية، وزيادة غرف العزل في العاصمة المقدسة والمشاعر المقدسة؛ ليصل إجمالي غرف العزل إلى (232) غرفة عزل. كما تقوم الوزارة باستخدام وسائل التوعية المختلفة (شاشات عرض - لوحات إعلانية متحركة في مداخل المرافـق الصحيـة - تلفزيونات - أشرطـة تسجيل بعـدة لغـات - المطبوعـات - النشرات - الملصقات). كما هيأت الوزارة (25) مستشفى (4 بمشعر عرفات، 4 بمشعر منى، 7 بالعاصمة المقدسة، 9 مستشفيات بالمدينة المنورة، إضافة لمدينة الملك عبدالله الطبية بمكة)، ويدعم ذلك 155 مركزاً صحيّاً دائماً وموسميّاً في مناطق الحج والاستعانة بأكثر من 800 طبيب وممرض كما تقوم الوزارة بتجهيز (6) مهابط للطائرات الطبية.

ورغم كل هذه الجهود المضنية والمتعددة إلا أن المملكة تجد محاولات مستمرة لاستغلال موسم الحج لأغراض سياسية وطائفية من الحجاج الإيرانيين كما هو مشهور منذ سنوات لذا تسعى دائماً لإحباط محاولاتهم، ولا يستغرب هذا منهم، فهذا دأب الرافضة بشتى فرقهم؛ لإحداث البلبلة والفتن في موسم الحج منذ نشأت هذه الفرقة من قرون عدة.

وقد بذلت المملكة وما زالت الجهود لوقف الغطرسة الرافضية المزعومة ونجحت في وقف وصولها للحجاج في تجمعاتهم الكبرى وغيرها، مع بذلها الوسع لاحتواء تشويه إيران لصورة المملكة، واحتواء كل أزمة طارئة.

ورغم رفض إيران للتوقيع على محضر ترتيبات شؤون ومتطلبات الحجاج الإيرانيين لمناسك الحج لهذا العام لرفض المملكة إصرار المسؤول الإيراني على ضرورة تضمين فقرات في المحضر تسمح لهم بإقامة دعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر، وهذه التجمعات تعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي؛ إلا أن وزارة الحج والعمرة رحبت وأوضحت للوفد الإيراني أنه فيما يتعلق بمنح التأشيرات للحجاج الإيرانيين، فإنه بالإمكان الحصول على تأشيرات الحج إلكترونياً.

وفيما يتعلق بتوقّف قدوم المعتمرين الإيرانيين من داخل إيران، قال بيان وزارة الحج والعمرة إن الوزارة تود أن تنوه بأن السلطات في المملكة لم تمنع مطلقاً المعتمرين الإيرانيين من القدوم، وأن المنع حدث من جانب الحكومة الإيرانية؛ إذ يتخذون ذلك وسيلة من وسائل الضغط المتعدّدة على حكومة المملكة العربية السعودية.

ولإغلاق باب دخول إيران عبر دول أخرى أعلنت وزارة الحج والعمرة تخصيص 10 شركات ووكالات سياحية، لاستقبال الحجاج الإيرانيين القادمين من دول أخرى لموسم هذا العام؛ وذلك تجنباً لحدوث أي فوضى ومنع التعامل مع شركات وهمية، ومن المقرر أن يتم اعتماد الحجاج من خلال تلك الشركات والوكالات.

والمملكة بكل ما سبق هي حريصة بل تشدد على منع أن يكون الحج مناخاً للمزايدات السياسية من جميع الحجاج، وهذا المنع له أدلته سواء الشرعية أو العقلية، ولكن أذكر هنا الأدلة الشرعية لأنها أقرب للمسلمين عامة والحجاج منهم خاصة، وهذه الأدلة معلومة للجميع، ومنها: قوله تعالى: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج) يقول الشيخ ابن باز - رحمه الله - في معرض تفسيره للآية: (هذا يدلنا على أن الحاج لا ينبغي له أن يرفث ولا يفسق ولا يجادل بل ينبغي له أن يشتغل بذكر الله وطاعة الله سبحانه وتعالى، والكلام الطيب النافع... أما الجدال فهو نوعان: نوع يتعلق بمشاعر الحج ومواسم الحج، وأعمال الحج، وقد أوضحها الله فلا جدال فيها فلا ينبغي الجدل فيها وقد أوضح الله معاني الحج وأوضح مسائل الحج وأحكامه، فلا يجوز الجدال في ذلك بل يجب على المسلمين أن يتأسوا بنبيهم - صلى الله عليه وسلم - في ذلك وأن يحجوا كما حج، في جميع الأمور، في الوقوف بعرفة، في المبيت بمزدلفة، في المبيت بمنى، ورمي الجمار، والسعي إلى غير هذا ليس هناك الحاجة إلى الجدال فقد أوضح الله الأمر.

النوع الثاني: الجدال بين الناس والخصومات بين الناس فلا ينبغي الجدال بينهم مما يسبب الشحناء والفتنة أو المضاربة أو القتال فإذا أفضى التحدث إلى الجدال ينبغي أن يترك ولا ينبغي أن يتوسع في ذلك، يتحدث الإنسان مع أخيه في شؤونه وحاجاته، لكن متى آل الأمر إلى الجدال والشدة والمراء الذي قد يفضي إلى المضاربة أو إلى الشحناء فإنه ينبغي تركه، هكذا ينبغي للمؤمن مع إخوانه في الحج أن يتجنبوا نوعي الجدال حتى تكون حجتهم سليمة، بعيدة عن ما يؤثر عليها من رفث، أو فسوق، أو جدال).

والرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع أغلق أبواب الخلاف والنزاع ليتفرغ الحاج للعبادة الخالصة الشاملة ظاهراً وباطناً ليرجع كما ولدته أمه وأن يتم حفظ التعظيم لمكة وللمسلم فكانت خطبة الوداع في الموقف العظيم بعرفة التي قد جمعت مما جمعته:

تحريم الأشهر الحرم، وبيان عظمه يوم النحر، وحرمة مكة.

2 - بيان أن الدماء والأموال والأعراض محرمة، كما حرمت الأشهر الحرم، ويوم النحر، والبلد الحرام.

3 - النهي عن الاختلاف والافتراق الذي ينشأ عنه التهارج والاقتتال.

4 - التأكيد على الأخوة في الدين، وعدم استحلال المسلم لأخيه المسلم في نفسه، أو ماله، أو عرضه.

  • 5- الوصية بالتقوى، والصلوات الخمس، وصيام رمضان، وأداء الزكاة، وطاعة ولاة الأمر، وبيان أن ثواب ذلك الجنة.
  • إبطال الثارات التي كانت بين القبائل في جاهليتهم.

هذه جهود المملكة في حفظ حرمة الحجاج ومكة والمشاعر والتي يعترف بها الجميع وتنقلها وسائل الإعلام العالمية مباشرة، وبرعاية من وزارة الإعلام. فلا مجال لإنكارها أو التشويش عليها، ولا مكان لمزايدات إعلامية وافتعال صور إيذاء تنال فاعليها، ولا تنال المملكة وجهودها.

كتبته:

د.حياة بنت سعيد باأخضر

أستاذ مشارك بجامعة أم القرى.1437 هج

الهاتف الآلي لتعليم مناسك #الحج والعمرة بعدة لغات 8002488888

الهاتف المجاني للفتاوى 8002451000 بإشراف #وزارة_الشؤون_الإسلامية

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook