الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

"العَطَارة والعطارين".. بين الخوف من الفضيحة والبحث عن البديل الطبي

1333204345zobida
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - خالد العيسى - عيسى الذبياني:

يدفع الخوف والخجل في بعض الأحيان، عددا من الذكور الذين يبحثون عن الطب البديل لعلاج مشاكل وقصور الإنجاب للهروب من "شوائب الفضيحة" التي تطال الرجل عندما يعلم المجتمع المحيط به، خاصة وأن الرجال يتعاملون مع هذا الموضوع بسرية تامة، خوفاً من ردة فعل العنصر النسائي على وجه التحديد، وما قد يلحق بذلك مستقبلاً مثل اتهام الرجل في موضع رجولته ومن أقرب الناس إليه – زوجته - ما حدا بعض الرجال إلى الانجراف وراء الوهم والحلول السريعة والإقبال على عطار

اضافة اعلان

"العَطَارة والعطارين".. بين الخوف من الفضيحة والبحث عن البديل الطبي

ين ذاع صيتهم بمفعول "خلطاتهم السحرية"، والتي يتكون أكثرها من الأعشاب والسوائل المخلطة، مع الزعم بأن الطب البديل المتمثل في أغلب محلات العطارة هو أساس الطب قديماً وتوارثها الأجداد ومنهم من أتقن المهنة ومنهم من أخفق. 

الخوف من الفضيحة

"الخوف من الفضيحة"، هو الهاجس الذي يشغل معظم الذكور ممن يعانون قصوراً في وظائف الأعضاء الحساسة ونظرة المجتمع لمن يراجع عيادات مختصة بطب الذكورة والضعف الجنسي والمشاكل الصحية المرتبطة بالأعضاء التناسلية، في الوقت الذي يرى مختصون نفسياً أن الذهاب لتلك العيادات يعتبر جزء من حل المشكلة وأن الذهاب للطب البديل إن كان ضرورياً فهو آخر الحلول.

شهرة وهمية

وعلى ذلك الأثر، حلق بعض العطارين في عالم الشهرة وتناقل "المعذورون" أخبار نجاحات أدويتهم والبحث عن أماكنهم والذهاب لهم، حتى وإن لزم الأمر شد الرحال لمكان تواجدهم في الدول العربية المجاورة، منجرفين وراء ما يذاع عنهم أو يروج لهم.

وقد يكلف ذلك الكثير من المال في سبيل الحصول على علاج طبيعي قد يخلو من الإبر والعمليات والتدخل الطبي الذي أصبح كابوساً بسبب الأخطاء الطبية، ليطارد من يلجأ للطب الحديث هرباً من عاهات قد تصيبه، فكيف إذا حدث هذا الأمر لبعض الرجال، خاصة وهو جلل بالنسبة إليهم.

العلاجات الشعبية

ومن الأخطاء التي تركت أثرا سلبيا كبيرا، لجوء بعض الذكور لاستخدام خلطات عشبية صنعت على أيدي صيادلة - منهم من توارث الطب البديل أباً عن جد ومنهم من اكتسبها حديثاً- وذلك للكسب المادي، في الوقت الذي لم يحمل هؤلاء شهادات علمية  تؤهلهم لتركيب تلك الأدوية التي لم تخضع لأي معايير مختبرية ولم يعرف نسبة فعالية نجاحها إيجابياً أو سلبيا.

العقم

يروي "ن ف،ن" أن له تجربه مع العقم، حيث تزوج منذ ست سنوات ولم يرزق بالذرية، ولم يذهب لأي من المستشفيات أو المراكز الصحية أو العيادات المتخصصة في علاج العقم.

وقال: "نصحني أحد الأصدقاء بالتوجه لأحد العطارين المعروف بخلطات الإنجاب الفعالة وبالفعل بحثت حتى وجدت عطاراً يمتاز بسمعة حسنة، وبعد ذلك نصحني العطار باستخدام جرام من غذاء ملكات النحل مع أربعة جرام من حبة البركة المطحونة مع ثلاثة جرام من بودر نبات الجنسنج الأصلي مع ملعقة عسل سدر غير مغشوش يضاف إلى كوب من الماء ويحرك الخليط حتى يذوب ثم يشرب صباحاً بعد الاستيقاظ من النوم يومياً لمدة لا تتجاوز الشهر، وبالفعل داومت على نصيحة العطار ولكن لم يتغير الحال ولازلت عقيماً والحمد لله على كل حال".

ضحية جشع

ويقول " م.ص الراشدي"، عن معاناته التي دامت لـ3 سنوات بحثا عن العلاج الذي طالما حلم بإيجاده، فقد استقر به الأمر عند أشهر العطارات وتدعى "أم محمد" التي  اتخذت من منزلها بـ"روابي جدة" مصنعاً لمنتجاتها، فهي تنتج وتسوق وتوزع منتجاتها مجهولة المصدر، كما تستقبل زبائنها الذين رضخوا تحت وهم الطب البديل.

وتابع الراشدي، قائلاً: "منذ زواجي لم أرزق بالذرية ولجأت إلى تلك العطارة وعند زيارتها للمرة الأولى أقنعتني بأدوية لا أساس لها من المنفعة واستمرت بإيهامي لسنة كاملة وبعد مواعيد عدة أصابني اليأس وشعرت بخلاف ما أقنعتني به في السابق، ولم ألبث سوى سنتين حتى عدت إليها، بعد أن زعمت توصلها لاكتشاف جديد وأدوية معززة لغريزة الرجل، مؤكدة أن هذا الدواء محفز للحمل بنسبة 80%، وبعد مراجعتها بدأ سيناريو القصة الأولى يتكرر حتى اكتشفت أنها تبحث عن جني الأرباح فقط من وراء الموهومين بها من نساء ورجال"، كاشفا أنه أنفق ما يقارب 11  ألف ريال ما بين أدوية ومراجعات دون جدوى.

مخالفات صريحة

تواصلنا مع العطارة والطبيبة المزعومة "أم محمد"، هاتفياً وبدأت في محاولة إقناعنا أن ما تقوم به من طب يعود لعهد الرسول صلى الله عليه وسلم، زاعمة أنه لم يكن في ذلك الوقت ما يسمى بالأطباء أو الأدوية الكيميائية.

وعند محاولتنا معرفة ما تملكه من مؤهل أو شهادة تؤهلها للقيام بهذه الأعمال، ردت قائلة: "الطبابة هو موروث أسري يعود لسلالات قديمة من عائلتها الذين امتهنوا الطب من عصور الجاهلية، وقد احتفظت بجميع منتجاتها وجعلتها تحت سرية تامة لا أحد يعلم ما مكوناتها وما مصادر تلك الأدوية، متجاهلة حجم تلك المخالفات وممارسة العمل بدون تصريح من صاحب الصلاحية".

الطب الحديث

من جانبه، علق أحد الأطباء المختصين في طب الذكورة والعقم بقوله، "كل ما يمس الأعضاء التناسلية لدى الذكور أمر يعتبر حساس بالنسبة للرجل، ومن الطبيعي أن يتعامل مع هذا الأمر بسرية، وهذا ما تكفله له كل المنشآت الطبية المتخصصة في مثل هذه الأمراض.

وشدد في نصيحته على عدم الذهاب لـ"مدعي الطب الشعبي أو الطب البديل"، موضحا أنه قد يحدث مضاعفات لبعض الحالات الصحية جراء استخدام أعشاب وخلطات قد يجهل مصدرها ولم يثبت علمياً منفعتها أو استخدامها طبياً، مناشدا كل من واجه أي مشكلة من هذه النوعية بالتوجه للمراكز والعيادات المختصة في مثل هذه الحالات المرضية، فهي المعنية بالعلاج والرعاية الكاملة التي حصدت فيها شهادات علمية.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook